إيماناً من دولة الإمارات بضرورة مواجهة تداعيات التغير المناخي عالمياً، تعزز الدولة مد جسور التعاون مع دول القارة الأفريقية، لمواجهة تحدي تغير المناخ، وتسريع جهود حماية البيئة وتحقيق استدامتها، عبر إنشاء وتطوير وتشغيل مجموعة كبيرة من برامج ومشاريع توليد الطاقة من الشمس والرياح، وغيرهما من حلول الطاقة النظيفة.

وتتصدر دولة الإمارات قائمة الدول الداعمة لحلول نشر الطاقة المستدامة في دول قارة أفريقيا، للحد من الآثار السلبية للتغيير المناخي، حيث يعد صندوق أبوظبي للتنمية أبرز الأذرع التنفيذية لخطط ومبادرات الإمارات لتعزيز جهود الاستدامة البيئية في القارة الأفريقية، ومساعدة دولها على مواجهة تحديات التغير المناخي ،والحفاظ على الموارد الطبيعية فيها.

وشهدت الإمارات، العام الماضي، إطلاق مبادرة "اتحاد7"، التي سعت لتمويل المشاريع الصغيرة الخاصة بمشاريع الطاقة المتجددة في أفريقيا، حتى الوصول إلى كهرباء نظيفة تمد 100 مليون شخص بعد 12 عاماً.

وبصفتها داعمة لمختلف الدول، فقد سعت الإمارات لتأمين البلدان الأفريقية المختلفة باحتياجات الطاقة التي لا تسبب زيادة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وهو الأمر الذي من شأنه الحفاظ على سلامة الكرة الأرضية بشكل عام، لتحقيق أهداف الأمم المتحدة في التنمية المستدامة لأفريقيا.

ويعتبر صندوق أبوظبي للتنمية من الأدوات الرئيسية لخطط الدولة في دعم الاستدامة البيئية بالقارة السمراء، ما يعني حتماً زيادة قدرات هذه الدول على مواجهة التحديات المتمثلة بالتغيرات المناخية، وبما يضمن الحفاظ على الموارد الطبيعية.

وساهم هذا الدعم، إضافة لتنفيذ عدد من المشاريع البيئية الخاصة بالاستدامة، في تحسين معيشة ملايين الأشخاص في القارة الأفريقية، عدا الدور الكبير الذي يلعبه في تخفيف الانبعاثات الضارة التي تؤثر سلباً في المناخ.

ويعد مشروع "مجمع محمد بن زايد للطاقة الشمسية"، في توغو، من أهم المشاريع التي مولها صندوق أبوظبي، وأيضاً مشروع "الطاقة الهجينة - الشمسية والرياح"، الذي أقيم في الرأس الأخضر، وكذلك مشروع "محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية" في جزيرة رومينفيل في سيشل. إضافة إلى قيام الصندوق بتمويل مشاريع في مالي، والسنغال، وسيراليون، ومصر، وجزر القمر، وموريتانيا.

وركز معظم هذه المشاريع على توليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية، ما ساهم في مدِّ مدن وقرى كاملة بالكهرباء النظيفة، بينما استطاعت مشاريع أخرى مولها الصندوق توليد الطاقة من الرياح، وكان من شأن هذه المشاريع تغذية مدن كبرى بأكملها.