استطاع شاب أميركي من أصل سوري، يدعى مصطفى سليمان، ويبلغ من العمر (39 عاماً)، إثارة إعجاب عملاق التكنولوجيا الأميركي، بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت العالمية.

وقال غيتس، أثناء حديثه مساء أمس الخميس، في مؤتمر "AI Forward 2023"، وهو الحدث العالمي التكنولوجي، الذي استضافته "غولدمان ساكس"، و"سف أنغل"، إن شركات مثل: "أمازون"، و"غوغل"، ستكون مهددة في حال لم تتمكن من ابتكار مساعد شخصي رقمي.

وأضاف غيتس: "سأصاب بخيبة أمل إذا لم تقدم (مايكروسوفت)، أيضاً، مساعد ذكاء اصطناعي رقمياً شخصياً، يستغني من خلاله الأشخاص عن محركات البحث التقليدية، لكنني معجب بشركات ناشئة عدة، منها شركة الذكاء الاصطناعي البريطانية "إنفليكشن".

وشدد غيتس على ضرورة مناقشة الابتكارات الصحية المحتملة التي يطرحها الذكاء الاصطناعي، قائلاً إن التكنولوجيا يمكن أن تؤدي إلى نوع من الأدوية القادرة على علاج مرض الزهايمر، والأمراض المماثلة.

واعتبر غيتس أن الشركات الناشئة الجديدة، ستهدد وجود كيانات تكنولوجية عملاقة مثل: "غوغل" و"مايكروسوفت" وكل الشركات الكبرى التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي.

ومصطفى سليمان هو بريطاني سوري، والده كان يعمل سائقاً، ووالدته ممرضة بريطانية.

وكان سليمان، الذي أسس مع شركائه شركة "ديب مايند"، قبل سنوات عدة وباعها لـ"غوغل" عام 2009 مقابل مبلغ 400 مليون جنيه إسترليني، أسس شركته الجديدة "إنفليكشن"، التي تعمل حالياً على ابتكار مساعد شخصي رقمي في مجال الذكاء الاصطناعي، وقال في تصريحات صحافية: "مهمتنا هي مواءمة الذكاء الاصطناعي الخاص بك ليتوافق معك ومع اهتماماتك قبل كل شيء. وهذا يعني تصميم الذكاء الاصطناعي الذي يساعدك على التعبير عن نواياك وتنظيم حياتك والوجود معك عندما تحتاج إليه".

وأقر غيتس، على هامش حديثه، بمخاطر فقدان الوظائف المحتملة التي تشكلها التكنولوجيا، قائلاً إن الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، ستؤثر بالتأكيد على العاملين؛ لأن الابتكار سيكون أرخص بكثير من الاستخدام البشري.

وكتب سليمان رداً على غيتس، مساء أمس، مغرداً عبر صفحته الرسمية على منصة "تويتر": "بالنسبة لمعظم التاريخ، كان التحدي المتمثل في التكنولوجيا يكمن في إطلاق العنان لقوتها، لكن الأمر مقلوب الآن، فالتحدي اليوم يدور حول احتواء القوى، التي يتم إطلاق العنان لها".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وبحسب تقارير صحافية بريطانية، نشأ سليمان مقابل طريق كالدونيان في شمال لندن، إذ عاش مع والديه وشقيقيه الأصغر سناً. حيث تلقى تعليمه في مدرسة ثورنهيل الابتدائية الحكومية التابعة لمقاطعة إسلينغتون، وانتقل بعد ذلك إلى مدرسة الملكة إليزابيث للأولاد التي ضمت التلاميذ المتميزين.

كان سليمان يحب القراءة كثيراً، وفقاً لتقرير نشرته مجلة "وايرد" في حديثها عن شركة "ديب مايند" في شهر يونيو 2015، وساهم هذا الأمر في تطوير حبه المبكر للفلسفة، كما كان لديه شغف بالتجارة وإدارة الأعمال منذ نعومة أظافره، حيث لم يكن يخشى محاولة التحايل على زملائه في ساحة المدرسة.

يقول سليمان: "عندما بدأت دراستي الثانوية في سن الحادية عشرة، كنت أبيع الحلويات في ساحة المدرسة رفقة زملائي. وكنا نذهب إلى تاجر الجملة ونشتري الحلوى بكميات كبيرة ثم نستأجر خزائن التلاميذ الآخرين من أجل تخزين هذه الكميات الكبيرة".