لمع اسم مصممة الأزياء السعودية، هنيدة الصيرفي، محلياً وعالمياً، ويمكن القول بأنها ملأت الدنيا، وشغلت الناس، بنشاطها الاستثنائي وإنجازاتها، وعرض مجموعات علامتها «Honayda» في أسبوع الموضة الباريسي، ووجودها في أرقى المتاجر وآخرها «هارودز» اللندني، فضلاً عن اختيارها من قبل دار شوبارد أول سفيرة لها في السعودية، مروراً بحملها قضية المرأة وتمكينها، واستلهامها مجموعات أزيائها من النساء القويات والمناضلات أينما كن، وآخرها تشكيلة أزياء خريف وشتاء 2023، التي نستكشف مصدر إلهامها وتفاصيلها كافة، بالإضافة إلى محاور أخرى في حوار «زهرة الخليج» مع هذه المصممة المبدعة، التي وُصفت بسفيرة الأزياء السعودية:

• كيف تصفين هذه المرحلة من مسيرتك المهنية؟

- هي مرحلة جميلة جداً، ومشوقة، ومليئة بالنجاحات والإنجازات، ورغم كل ما تحمله من تغيرات وتحديات دائمة، فإن حلاوتها في هذا الخليط من الصعاب والنجاحات معاً، فهذا سبب رئيسي لحثي على تقديم أفضل ما لديَّ، ولولا التحديات لما كنت استفدت أو تعلمت من تجاربي أبداً.

• هل يمكن القول بأنك بدأت تحصدين تعب ومجهود سنوات طويلة مضت، عبر نجاحات متتالية؟

- التعب والمجهود على مدى السنين يتحولان إلى خبرة تترجم بالنجاحات فعلاً، وهذه نعمة، وأعتقد أن الدرب لايزال طويلاً امامي، وأنا مستعدة ومتطلعة دوماً إلى القادم بكل أمل وتفاؤل.

• ماذا يعني لك وجود أزياء «Honayda» في «هارودز»؟ وأيضاً إطلاق مجموعات أزيائك في باريس؟ وعينك على ماذا؟

- وصول العلامة إلى العرض في متاجر عالمية عريقة كمحال «هارودز» كان نجاحاً مبهراً، وترك بصمة مميزة على الصعيدين الشخصي والمهني، وما هو إلا خطوة من مشوار الألف ميل. وعن إطلاق مجموعة خريف وشتاء 2023 في أسبوع الموضة بباريس، عاصمة الموضة والجمال فهذا جزء من إطلاق كل مجموعة جديدة للعلامة، حيث تلتقي الأسماء العالمية لمصممي الأزياء، وهناك يتم استعراض آخرة صيحات الموضة في عالم التصاميم.

تعاون مثمر

• حدثينا بالمزيد عن تعاونك مع «شوبارد»!

- للتعاون مع دار «شوبارد» نكهة خاصة؛ كونه وضع اسمي الشخصي في الواجهة بإطار رسمي، ما ساهم في تدعيم ركائز شهرة علامتي على المستوى العالمي. وبالتالي، هناك حالة تجدد دائم لإطلاق كل ما هو جميل ورائع. وجاء كتتويج واتحاد لرؤية مشتركة مع كارولين شوفوليه، الرئيس الشريك والمدير الفني في دار «شوبارد» ، من الاهتمام بتمكين المرأة، إلى التطلع في التعبير عن فلسفة حياة قائمة على السعادة والإنجاز.

• تشكيلة «شهبانو» الرائعة، التي أطلقتها خلال أسبوع باريس للموضة.. كيف كانت هذه التجربة؟

- تم إطلاق مجموعة «شهبانو»، المستوحاة من جمال المرأة الفارسية، ونجاحها المرتبط بثقافتها، وكذلك من الإنجازات التي حققتها في مجتمعها على مر التاريخ. وقد دفعني سحر جمال طبيعة بلاد فارس، التي تعتبر من أكثر دول العالم ثراء على المستوى التاريخي والأثري، حيث يندمج وجه الماضي والحاضر، ويظهر هذا واضحاً في صروحها المعمارية، ومراكزها الفنية؛ فهويتها المميزة في فن هندسة العمارة، والألوان المستخدمة في الفسيفساء فوق الخيال؛ ما كون إلهامي، وانعكس في تنوع تصاميم المجموعة بين البدلات والفساتين والأطقم المستوحاة من جمال الطبيعة، بأقمشة مخملية فخمة، وطبعات ملهمة.

• استلهمت مجموعة شهبانو من جمال المرأة وأناقة أزيائها.. أخبرينا أكثر عنها؟

- تألفت مجموعة «شهبانو» من عناصر ملهمة عدة، أثبتت قوة وقدرة المرأة، ففريق عمل التصوير والإعداد لهذه المجموعة، تحديداً، تألف من وجود أنثوي بحت ومن جنسيات ومناطق مختلفة من حول العالم، ما أبرز قدرة توصيل صوت المرأة عالياً. فالمرأة جميلة وأنيقة، وهي القادرة المتمكنة التي ولدت بأجواء أميرية في ظل فنون راقية، وثقافة استثنائية، وتراث معماري مميز.

• هل «شهبانو» رسالتك الخاصة إلى كل امرأة بأنها قادرة على أن تكون إمبراطورة حياتها؟ وملكة على عرش قراراتها وكينونتها واستقلاليتها؟

- تكمن رسالة «شهبانو» في تمكين المرأة، وتتخطى قيداً من القيود التي تحدُّ قدراتها، وتحثها على تقدير قدراتها في الإنجاز بثقة عالية. فكل مجموعة من تصميمات العلامة تتخطى قيوداً جديدة لتدعم المرأة؛ كوننا نؤمن بقدرات المرأة عند تمكينها طبعاً. فالمرأة كاملة متكاملة، وملكة قراراتها واستقلاليتها، وقد جاءت مجموعة «شهبانو» لتحتفي بالقوة النسائية القادرة على تغيير مسار حياتها، وبأهمية دعم النساء بعضهن بعضاً.

لقب.. وتحديات

• لقبت بـ«سفيرة الأزياء السعودية».. ما التحديات التي يضعها هذا التقدير أمامك؟

- «سفيرة الأزياء السعودية» لقب أعتز وأفتخر به، وهو مسؤولية كبيرة على عاتقي، فلطالما ركزت على إدخال أصول تراثنا السعودي الغني في تصاميمي؛ لنقل جمالها إلى كل بقاع العالم، وكذلك نقلها للأجيال القادمة؛ لتستفيد من عراقة ماضينا، وطبعاً التحديات كبيرة، لكن لا شيء مستحيلاً.

• الأزياء في السعودية تشهد تطوراً متسارعاً ومطرداً.. ما رأيك في هذا الحراك المثمر؟

- ألاحظ، عن كثب، هذا التقدم السريع الواعد، وهو نتيجة رؤية ثاقبة وبعيدة المدى لدى القيادة الحكيمة، كونه يواكب أحدث التطورات، ويخلق مسارات إبداعية جديدة، وذلك في فترة زمنية تعتبر قصيرة جداً نسبة إلى هذا الإبداع المشهود له محلياً وعالمياً، وكوني مرشدة لبرنامج «100 سعودي براند»، التابع لهيئة الأزياء ووزارة الثقافة، نعمل بهدف تدعيم وتدريب وإرشاد المصممات الناشئات، اللواتي يقمن بشق دربهن في عالم تصميم الأزياء بالمملكة، ما يساهم إيجاباً في سوق العمل والاقتصاد الوطني ككل.

•ما خططك ومشاريعك المقبلة؟

- المشاريع والخطط المستقبلية لا تُعد ولا تُحصى، وطبعاً تنفيذها يتطلب جهداً ومثابرة، فلا شيء يأتي سهلاً. والنقطة الرئيسية، دوماً، هي تقدير مواهب الأجيال الصاعدة، مع تعريفها بالتراث السعودي العريق، لترك بصمة تاريخية أساسية في التنمية المستدامة.