حملت ريم بن كرم، مدير عام مؤسسة «نماء للارتقاء بالمرأة»، على عاتقها مسؤولية تمكين المرأة ودعمها اجتماعياً واقتصادياً؛ لإيمانها الشديد بأن المرأة إحدى الركائز الأساسية للتنمية وتطور المجتمعات، من خلال عملها الدؤوب والاستثنائي في المؤسسة، إذ تشرف - خلال مهام عملها - على وضع الاستراتيجيات، التي تساهم في مسيرة ارتقاء المرأة الإماراتية وتمكينها، وتحقيق المساواة وتكافؤ الفرص في العمل بين الجنسين. وترى ريم أن طريق النجاح ليس مفروشاً بالزهور، لكنه يحتاج إلى «خلطة ثلاثية»، مكونة من: التخطيط، والصبر والشغف الإبداعي.. في هذا الحوار، نلقي بالضوء على تجربتها، وجوانب من حياتها:

• إلى جانب كونك مديرة «نماء للارتقاء بالمرأة».. كيف تعرفين عن نفسك؟

ـ أنا امرأة إماراتية شغوفة بخدمة الآخرين، طموحة إلى السعي المستمر نحو رد الجميل إلى كل من له بصمة إيجابية مؤثرة في حياتي. شهادتي الأكاديمية، في «التصميم الداخلي»، تلهمني أن أصمم بكل إصرار على تحقيق طموحي. 

• ما الدور الذي تلعبه مؤسسة «نماء» في تعزيز تكافؤ الفرص بين الجنسين؟

ـ منذ تأسيس «نماء»، ونحن نعمل وفق استراتيجية متعددة المسارات والساحات. أردنا - من خلالها - أن نساهم في مسيرة ارتقاء المرأة الإماراتية، وأن ندعم ريادتها اقتصادياً واجتماعياً، وإبراز قدراتها الإبداعية على تحمل المسؤوليات المنوطة بها. وفي سبيل تعزيز مبدأ تكافؤ الفرص بين الجنسين، أسست «نماء» مجلس سيدات أعمال الشارقة، الذي يوفر الدعم المهني والمعرفي لرائدات الأعمال، ويعمل على تمكينهن من الوصول إلى الأسواق المحلية والعالمية، إضافة إلى ذلك أسست «نماء» مجلساً إرثياً للحرف المعاصرة، نقل عدداً كبيراً من النساء من خانة الاستهلاك إلى خانة الإنتاج، وأسس لنفسه هوية إنتاجية، ونقلها إلى العالمية، عبر الشراكة مع أبرز المعارض، ودور الأزياء، والمصممين المعروفين.

• مَن الشخصية الإماراتية التي تركت بصمة في حياتك، وأثرت في تكوين شخصيتك؟ ولماذا؟

ـ ليس بالضرورة أن تكون القدوة شخصاً واحداً، فمحطات الحياة حافلة بالأشخاص الملهمين والمؤثرين مهنياً واجتماعياً. فالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ألهمني تحدي الصعاب كافة؛ لتحقيق أهدافي، وبناء المستقبل الذي أحلم به. وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أرى فيه الإنسان العظيم، والعالِمَ الواسع الأفق الذي بنى الإنسان، وأسس نهضة تنموية في الشارقة؛ جعلتها نموذجاً للريادة. وسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الأم الحنون التي حملت همَّ الأسرة بكل فئاتها على عاتقها؛ لتكون خير راعٍ لتماسك الأسرة، وداعم لتطور المرأة، ونماء تأثيرها في مجتمعها.

• هل لديك اهتمامات أخرى.. بعيداً عن مجال العمل؟

ـ أستمتع باكتشاف المشاريع الصغيرة ودعمها، كذلك أقضي الكثير من الوقت في قراءة مستجدات الأبحاث حول المساواة، والمبادرات المتعلقة بتمكين المرأة، وتحسين أوضاع المجتمعات بشكل عام.

• ما نصيحتك لمن يريد أن يقتحم مجال ريادة الأعمال؟

ـ أولاً أخلص لعملك تكن متميزاً فيه، ثم خطط وتثقف، واقرأ قصص الناجحين، ولا تظن أن طريق النجاح مفروش بالزهور. قد تخفق مرة وأخرى، فلا يكن الإخفاق محبطاً لك، واستمر بالعمل مع التخطيط، واصبر لتحقيق غاياتك المنشودة، فإن الله مع الصابرين.

• ما سر تميزك في مجال عملك؟

ـ أعمل، دائماً، على تقييم إنجازاتي، وأضع أهدافاً أسعى إلى تحقيقها. وعند تعارض المهام، أنظم الأولويات، ولا أبدأ بالإنجاز بشكل عشوائي؛ فإدارة الوقت تساعدني كثيراً في التوفيق بين حياتي الخاصة والمهنية. ومن خلال هذه الإدارة، أمارس نشاطاتي البدنية المفضلة، وأتبع أسلوب حياة صحياً، وأتعامل مع متطلباتي الأسرية بمسؤولية، وهذا أمر تعانيه الكثيرات من النساء العاملات، خاصة القياديات منهن.

• كيف ترين إنجازات المرأة الإماراتية، وما وصلت إليه من تمكين؟

ـ تتوالى إنجازات المرأة الإماراتية، في سلسلة مترابطة، بدءاً من تاريخ مشرق، وضعت فيه أمهاتنا بصماتهن، التي أسهمت في بناء أجيال من الفتيات والسيدات تسلحن بالعلم والمعرفة؛ للمساهمة في مسيرة التطوير والنماء والتنمية الشاملة، التي شهدتها الدولة منذ بزوغ فجر الاتحاد. وقد أثبتت الإماراتية جدارتها بالإسهام في البناء الاقتصادي للبلاد، وحققت الريادة في توليها المناصب السياسية والإدارية على أعلى المستويات القيادية، من وزيرة إلى ممثلة للدولة في مختلف المنظمات الدولية، وقائدة لشركات ناجحة ورائدة، حتى أصبح اسم الإماراتية متصدراً قوائم أكثر النساء في العالم والوطن العربي تأثيراً.