نعلم، جميعاً، أن درجات الحرارة باتت ترتفع بشكلٍ كبير في أغلب دول العالم، وأصبحنا نعاني تقلباتٍ مناخية شديدة، وذلك بسبب ما يُعرف بغازات الاحتباس الحراري، التي تمتص حرارة الشمس، وتمنعها من الخروج من الغلاف الجوي إلى الفضاء، ما يزيد حرارة كوكب الأرض.

ولعل أبرز الآثار المترتبة على هذه الظاهرة، هو ارتفاع منسوب مياه البحر، وذوبان الأنهار الجليدية، وازدياد حدة الظواهر الجوية، وهي تغيرات لها عواقب وخيمة، تؤثر في البيئة والمجتمعات البشرية.
هنا، نرصد أهم الأسباب التي تُساهم في زيادة الاحتباس الحراري العالمي، وبالتالي تزيد أزمة المناخ.

  • الصيد الجائر

الصيد الجائر:
أصبحت تجارة الأسماك رائجةً بشكلٍ كبيرٍ حول العالم، لأن الأسماك أحد المصادر الأساسية التي تمد البشر بالبروتين، وحالياً توجد حياة بحرية أقل بسبب الصيد الجائر الذي يؤدي إلى نقص التنوع داخل المياه، ويعني ذلك أن يتم أخذ الكثير من الأسماك من المحيط، بحيث يصبح من الصعب استبدالها بشكلٍ طبيعي.

اقرأ أيضاً: المبادرة الإماراتية الدولية لإنفاذ القانون من أجل المناخ.. هذه تفاصيلها

الزراعة:
تساهم الزراعة بما نسبته 11% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتأتي من الماشية، مثل: الأبقار، وإنتاج الأرز، ونظراً لأنها تتطلب الكثير من الأراضي الخضراء، فقد يتم تدمير العديد من النظم البيئية من أجل إفساح المجال أمامها. وإلى جانب ذلك، تقوم هذه المخلوقات بإنتاج كميةٍ كبيرة من القمامة، والعديد من غازات الدفيئة مثل الميثان.

النقل.. والمركبات:
تعتمد جميع أشكال النقل، من السيارات إلى الطائرات، على الوقود الأحفوري من أجل تشغيلها، ويؤدي حرق هذا الوقود إلى إطلاق الكربون، وأنواع أخرى من الملوثات إلى طبقات الغلاف الجوي، وزيادة غازات الاحتباس الحراري. وتمثل انبعاثات حرق الوقود الأحفوري ما يقرب من ربع جميع الانبعاثات المتعلقة بالطاقة، ما يجعل النقل متهماً بتغيير المناخ.

  • الثورة الصناعية

الصناعة:
بلا شك إن الثورة الصناعية أدت إلى زيادة التصنيع والتقدم التكنولوجي، وقد تسببت في إحداث تلوثٍ كبير في هواء كوكب الأرض، وتربته، ومياهه. ويمكن وصفه بأنه أسوأ أنواع التلوث، لأن الدخان المنبعث في الهواء يساهم في استنفاد طبقة الأوزون، إلى جانب أنه يؤثر في صحة الحيوانات والبشر، ويزيد مشكلة الاحتباس الحراري.

توليد الطاقة:
يقوم البشر بتوليد الكهرباء عن طريق حرق الوقود الأحفوري، مثل: الفحم والنفط، ما يُساهم في زيادة الانبعاثات الكربونية العالمية، وإطلاق غازات دفيئة قوية، مثل: ثاني أكسيد الكربون، وأكسيد النيتروز، إذ تتراكم هذه الغازات في الغلاف الجوي، وتعمل على حبس حرارة الشمس، وتؤدي إلى تفاقم مشكلات الاحتباس الحراري.
وعلاوةً على ذلك، فإن استخدام الوقود الأحفوري يشكل تهديداً للحياة البرية، بسبب سُمّيته، إذ قد يؤدي أحياناً إلى موت الحياة النباتية، وجعل المناطق غير صالحة للسكن.

الاستهلاك العالي:
مع كثرة المنتجات من حولنا، ارتفع استهلاكنا لها كثيراً، من أنظمتنا الغذائية، إلى الأشياء التي نشتريها، مثل: الملابس والإلكترونيات والبلاستيك، وهو الأمر الذي يضيف أيضاً إلى انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وقد وجد أن هناك فرق 10 أضعاف في البصمة الكربونية، بين الأسر المنخفضة والمرتفعة الدخل، حيث إن مستوى الدخل يزيد المشتريات.

النفايات:
يُنتج البشر أطناناً من النفايات يومياً، وهو أكثر من أي وقتٍ مضى، بسبب كثرة المنتجات، والاستخدام المكثف للتعبئة، وغالبية تلك العناصر والنفايات غير قابلة لإعادة التدوير، ما يجعل مكبات النفايات مليئةً بها، وعند تحللها تطلق العديد من الغازات الضارة.

إزالة الغابات:
غالباً، يقوم البشر بإزالة الغابات من أجل استخراج الأخشاب، أو البناء، أو تربية المواشي، في حين أن غابات الأشجار ضرورية لامتصاص ثاني أكسيد الكربون، وتكوين الأكسجين، لذا عندما يتم تدميرها، فإنه يتم إطلاق الكربون المخزن في الغلاف الجوي، ما يزيد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية. كما أن إزالة الغابات تحدث بسبب الحرائق أحياناً، ما يكون له تأثير أكبر على البيئة، بسبب الأبخرة التي تطلقها.