لا يتوقف هوس بعض الناس بالعطور عند حدّ اقتناء أنواعها الفاخرة، وروائحها النفاذة، بل يتعدى ذلك إلى البحث عن نوادر ومصادر العطور مهما بلغ عمرها، وهذا ما حدث، مؤخراً، مع باحثين في جامعة قرطبة الوطنية الإسبانية.
ووفقاً لوكالة "نوفوستي" الروسية، تمكن مختصون بروائح العطور من تحديد مكونات عطر، يعود عمره إلى أكثر من 2000 عام، مواده الأولية مصنوعة من زيت الزيتون ونبات الباتشولي المنتشر في تلك المنطقة.
وعثر على هذا العطر عام 2019، في قارورة زجاجية من الكريستال الصخري محكمة الإغلاق، أثناء تشييد مبنى في مدينة كارمونا بقرطبة.

 

 


وعكف الباحثون على دراسة مكونات هذا العطر، لمعرفة جذوره وطريقة صنعه وسر بقائه طيلة هذه السنوات، مستخدمين طرقاً عدة لتحديد أصوله، ومنها الاستشراب (التفريق اللوني).
ويهوى خبراء العطور والباحثون في أصل الأشياء في مجال الآثار، التنقيب أكثر في أصول كل الأدوات المستخدمة في العصور الأولى، حيث نشرت صحيفة "ديلي ميل"، البريطانية، عام 2019، خبراً عن اكتشاف علماء طريقة إنتاج العطر الذي كانت تستخدمه ملكة مصر كليوبترا، حيث تم العثور على بقايا مزيج سميك ولزج مكون من زيت الزيتون والقرفة والهيل.

 

 

 

ويعود الاكتشاف لباحثين من جامعة هاواي الأميركية، كانوا يعملون في تنقيب الآثار بمنطقة "تيموس الفرعونية" الأثرية في جنوب مصر، التي تأسست قبل نحو 6500 عام.
وبحسب تصريحات البروفيسور روبرت ليتمان، رئيس حملة التنقيب الأثرية، إن التحليل الكيميائي للمزيج العطري المكتشف، يؤكد أنه مصنوع في العصور القديمة، واستعان العلماء بخبراء العطور المصرية القديمة، لإعادة تركيب العطر، استناداً إلى الوصفة الواردة في النصوص اليونانية القديمة.

 

 

والعطور هي مستحضر يتم صنعه من مواد طبيعية أو اصطناعية أو مزيج منهما، ويستخدم الناس روائح العطور، ليحيطوا أنفسهم بروائح ذكية.
وتعتبر الأزهار، مثل: الياسمين والبنفسج وزهر الليمون والورد، من المصادر المهمة لاستخراج العطور. لكن جوهر العطر يستخرج من مصادر أخرى غير الأزهار، كالخشب، لاسيما خشب الأرز وخشب الصندل، ومن الأوراق، مثل: النعناع والغرنوق والخزامى، ومن جذور معينة، مثل: الزنجبيل والسوسن.
وتكمن أقدم طريقة لصناعة العطور في استقطار تيجان الأزهار مع الماء، وتكون عبر وضع رقائق من الزجاج في إطارات خشبية حيث تغلف بدهن نقي، وتغطى بتيجان الأزهار، وتكدس واحدة فوق أخرى. ويجري تبديل التيجان بين حين وآخر، إلى أن يمتص الدهن النقي الكمية المطلوبة من العطر.