أسست الفنانة الإماراتية، موزة المطروشي، حواراً جمالياً متفرداً، تطرح فيه الأسئلة الملحة، مقترحةً الإجابات من خلال سرد بصري إبداعي، وأعمال أدائية متنوعة ومميزة، شكّلت فيها قضايا العلاقات البشرية مع الغذاء جزءاً من رسالتها الفنية، فجعلت الفعل الثقافي والفني أداة ووسيلة للتعريف بالبيئة في الإمارات، من خلال التثقيف بها، والتنبيه إلى تحدياتها.. في هذا الحوار معها، ألقينا بالضوء على تجربتها:

• هل استطعت أن تؤسسي لغة بصرية تحمل هم الحفاظ على البيئة والتغير المناخي؟

- عملي في عالمَي الغذاء والفنون أتاح لي الفرص لإبداع أبجديات بصرية، تضم المواضيع الكامنة فيهما. ومن خلال بحثي في طرق الزراعة، وحركة الإنسان في المطبخ، أو في الحقول مع الحيوانات والنباتات؛ تولد لديَّ الاهتمام بالتوثيق والتصوير، واستخدام أدوات بصرية أخرى؛ لسرد هذه المواضيع. 

• ما الذي حفزك على اختيار البيئة؛ لتكون أحد همومك الإبداعية؟

- تغير المناخ، وسياسات الغذاء، من أهم المواضيع في وقتنا الراهن. هدفي أن نواجه الشعور الطارئ لهذه المواضيع في الإطار الثقافي، بالإضافة إلى المجالين التعليمي والعلمي. 

• كيف يتم التعبير عن السياسات الغذائية وعلاقتها بالبشرية، من خلال أشكال الإبداع البصري؟

- التعبير يستند إلى طرق السرد القصصي، الذي ورد من خلال التصوير الفوتوغرافي و الأفلام والرسومات في أعمال سابقة. من خلال تبني هذه الطرق الفعالة؛ لإيصال معاني الأعمال الفنية المحملة بهذه المواضيع الطارئة، استطعت أن أدمج ما توصلت إليه من خلال اهتمامي وبحثي في العلاقات البشرية مع الغذاء، في ظل التغير المناخي في بيئة الإمارات. 

• ما أهم موضوعات أعمالك، التي عالجت فيها مسألة الوعي البيئي؟

- علاقاتنا البشرية المتقطعة بالموسمية بسبب توفر الغذاء المستورد على مدار العام في الأسواق، كذلك علاقتنا مع النحل وإنتاج العسل المحلي بتوظيف النحل المستورد. تتمحور أعمالي في معرض (بحث وقطاف) في (421) في أبوظبي وهو أبرز أماكن العرض في أبوظبي، ومنصة مستقلة متعددة التخصصات، تُعنى بالفنانين الواعدين. عن تمثيلات المناظر الطبيعية على مر الزمن، حيث أطرح سؤالاً: ما الدور الذي تسهم به هذه التمثيلات في ضوء التحولات الحادثة في المناظر الطبيعية المادية، والمشاهد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الوقت نفسه؟ كما تُسلِّط الأعمال الفنية - المعروضة في هذا المعرض - الضوء على المعرفة الغذائية. وتأتي الأسئلة والسرديات التي تكشف عنها هذه الأعمال في الوقت المناسب بصفة خاصة؛ نظراً للتحديات المتزايدة بشأن استعادة السردية، بالإضافة إلى القضايا العالمية المتعلقة بتغيُّر المناخ. ويُعد المعرض دعوةً لتقديم المعرفة الغذائية التاريخية، وإعادة تفحصها واكتشافها.

• حدثينا عن مشاركتك الأخيرة في معرض «والمرايا كثيرة»!

- أنا سعيدة بمشاركتي في معرض «والمرايا كثيرة»، خاصة أن هذه المشاركة منحتني الفرصة للعودة إلى أحد أعمالي، الذي كنت دائماً أسعى إلى تطويره، بربط الجزء الذي يعرض الفيلم بمجسم نافورة العسل. في السابق، كان الفيلم الذي يصور نافورة تفيض بالعسل، هو العامل الأساسي لهذا العمل، لكن من خلال المعرض، وبدعم من (421)؛ استطعت أن أضيف الجزء الذي أراه مكملاً للعمل. 

• كيف تكون الذاكرة أحد مكونات الهوية، من خلال أعمالك؟

- الذاكرة في تناغم مع الخيال، وأعمالي تعتمد على الخيال كموضوع وكتصور لمشاهد قد نراها في الأحلام، أو في الذاكرة، أو حتى في الواقع، لكنها بعيدة عن تناولنا. 

• إلى أي مدى تعكس تصاويرك قيماً جمالية مستنبطة من التراث؟

- أعمالي تتجرد من أفكار وأشكال الأساطير، المتمحورة في تاريخ وحاضر شبه الجزيرة العربية، لكن ليست وفية لتقديم تراث معين.

سيرة  في سطور

موزة المطروشي (مواليد 1991) فنانة وكاتبة مفاهيمية، حاصلة على ماجستير الفنون الجميلة من كلية سليد للفنون الجميلة في لندن بالمملكة المتحدة. تتمحور ممارساتها حول دراسة الأساطير البائدة في شبه الجزيرة العربية، وربط نتائجها بالمعطيات التي يدعمها المناخ السياسي الإقليمي الحالي. وتتجسد المواضيع التي تختارها من خلال عدسة توظّف الخيال على شكل عروض حية، وصور متحركة، ووسائط صوتية، ونصوص مكتوبة، وعُرضت أعمالها الأدائية في متحف فيكتوريا وألبرت في لندن، واختارها معهد الفن المعاصر في لندن، وهيئة الإذاعة البريطانية، للمشاركة في مشروع الإبداعات الجديدة، وعُرضت في بينالي لاهور الثاني. حصلت موزة على منحة معرض (421) للبحث الفني في نسختها الأولى.