حلقت الإماراتية، آمنة المهيري، لاعبة كرة السلة، في فضاء إنجازاتها المتتالية، بعد أن حصدت الكثير من الجوائز والتكريمات محلياً ودولياً، إذ حققت شغفها اللامتناهي، الذي صاحبها منذ نعومة أظافرها خلال مسيرتها الرياضية، حتى أصبحت كابتن فريق كرة السلة في «أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية»، وذلك لتاريخها المشرف مع اللعبة، وثقة مدربيها وزميلاتها في الفريق. وترى المهيري أن اللاعب يمرُّ بمواسم رائعة تارة، وبفترات تراجع تارة أخرى، وعليه أن يتحلى بالروح الرياضية في جميع الأوقات، مؤكدة - في لقائها مع «زهرة الخليج»، الذي تحدثت فيه عن إنجازاتها وأحلامها في المستقبل - أن التحديات وُجِدَتْ لنبذل قصارى جهدنا، ونصنع منها سلماً نصعد به إلى النجاح والتميز.. فكان الحوار التالي:

• ما الدوافع الأساسية، التي انطلقت منها في بناء طموحك الرياضي؟

- الشغف الذي لا يتوقف برياضة كرة السلة منذ الصغر، بالإضافة إلى أن الطموح والأمل باعتقادي يوجدان في كل شخص يرغب في الوصول إلى هدفه، وأتمنى أن أكون شخصاً منتجاً في حياتي ومجتمعي، وأحقق ما أريد من إنجازات.

• كيف كانت بداياتك في عالم كرة السلة؟

- بدأت من حصة الرياضة في المدرسة، عندما كنت أمارسها بدافع التسلية، وقضاء وقت جميل مع زميلاتي، لكن مع الوقت بدأ الأمر يتحول إلى شغف وتحدٍّ؛ عندها قررت التوجه إلى فريق رسمي يتنافس في بطولات وألقاب، ومن هذا المنبر أود أن أتوجه بالشكر إلى أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية على إتاحتها الفرصة لي؛ لأكون جزءاً من فريق كرة السلة، والسعي وراء أحلامي وطموحاتي.

• من مصدر إلهامك في اللعبة، وماذا تعلمت منه؟

- اللاعب باو غازول، كابتن منتخب إسبانيا، ولاعب الليكرز سابقاً، فهو يتمتع بمهارة عالية لا تقتصر على الأساسيات فقط، بل يمكن القول بأنه قدوة للاعبين؛ عندما يتعلق الأمر بالتمرير، وتسديد الثلاثيات، وهذا تحديداً ما تعلمته منه، ومازلت أسعى إلى أن أتقنه، وأصبح مثله، أو حتى أفضل، في التسديدات الثلاثية، وتمرير الكرة بسلاسة. 

• ما التحديات التي واجهتك؛ لتحقيق طموحك كلاعبة كرة سلة متميزة؟

- تماماً كما في الحياة، تمرُّ بمواسم رائعة وبفترات تراجع، لكنك تعود، تبذل قصارى جهدك وترغم نفسك، حتى في الأيام التي لا تكون فيها بأفضل حالاتك، فسيحفزك زملاؤك في الفريق والمدربة من جديد. أخذت دروساً علمتها لي الحياة، منها: أن التحديات وجدت لنتخطاها، ولا يوجد إنجاز دون صعوبات. هنا، علينا فقط التركيز على الأهداف، ومتابعة المسير نحو الأحلام التي وضعناها، وحلمي أن أكون لاعبة كرة سلة متميزة.

• أصبحت كابتن الفريق في «أكاديمية فاطمة بنت مبارك».. كيف وصلت إلى هذه المكانة؟

- إن الروح الإيجابية خارج الملعب تُنتج أداءً جيداً داخله، ما يؤدي - بدَوْره - إلى المزيد من السلوك الجيد، وهذا ما حرصت على تطبيقه؛ حتى أصبحت أكثر قرباً للاعبات، ومصدر ثقة بالنسبة لهن، والرياضة تقرب بين الناس حقاً، جماعية أو فردية، إذ إنها تجمعك بكل من يشاركونك الهدف ذاته، إنها شبيهة للغاية بالأسرة، ونحن في الفريق عائلة واحدة.

• ماذا أضافت إليك «السلة»، وهل غيرت نظرتك إلى الحياة؟

- بالرغم من صعوبة لعبة كرة السلة؛ فإن هناك متعة ودروساً عدة تغلفها، فقد علمتني هذه اللعبة الصبر والهدوء والحكمة وسرعة التصرف تجاه المواقف، وهذا ساعدني في حياتي عند التعامل مع الناس، خاصةً أننا في الحياة نتعامل مع شخصيات مختلفة، وبقدرات متفاوتة؛ فيجب أن يتحلى الشخص بسرعة البديهة، وسعة الصدر.

• ماذا تقولين لمن يعتقدون أنه لاتزال هناك رياضات ذكورية.. لا تناسب الفتاة؟ 

- كرة السلة لم تُخصَّص للذكور. من وجهة نظري، كرة السلة رياضة تشبه أي رياضة أخرى، وتناسب الجميع، وقد اخترتُها لأنها ممتعة، وتحتاج إلى تركيز ومنافسة، ووجدت نفسي فيها.

• ما المهارات، التي يجب أن تتوافر في لاعبة «السلة»؟

- كرة السلة تعتبر رياضة دقيقة، وتحتاج إلى العديد من المهارات، وأول مهارة تخطر على بالي هي العمل مع الفريق والتركيز، ففي هذه اللعبة يجب على الفريق أن يكون متكاتفاً ويداً واحدة، وتنطبق على هذه اللعبة مقولة: «يد واحدة لا تصفق»، فالفريق يكمل بعضه بعضاً. 

• حدثينا عن يومياتك وساعات التدريب، وكيف توفقين بين التدريبات وحياتك العائلية؟

- أتدرب لمدة تراوح بين ساعتين و3 ساعات يومياً، وأخصص وقتاً لعائلتي أيضاً، إذ أمنح نفسي استراحة للاسترخاء والاستمتاع مع الأهل والأصدقاء، سواء ذهبت لتناول العشاء معهم، أو جلسنا على مائدة الطعام، أو حتى عند متابعة التلفزيون؛ لأن الوقت مع العائلة ثمين، وعليَّ أن أضعها، دائماً، ضمن أولوياتي مهما ازدحم جدول التدريبات والمباريات.

• ما البطولة التي تتمنين المشاركة فيها في المستقبل القريب، ولماذا؟

- البطولة التي أتمنى المشاركة فيها قريباً، هي دورة الألعاب الرياضية الخليجية، حيث سنحظى بفرصة الدفاع عن اللقب، الذي حققناه في البطولة سابقاً، وسنؤكد أننا خصم لا يستهان به أبداً. 

• كيف تصفين فتيات فريق «السلة» التابع لـ«أكاديمية فاطمة بنت مبارك»؟ 

- يمكنني القول بأننا تخطينا مرحلة الفريق، وأصبحنا عائلة واحدة، فهنالك أجواء مميزة، لا يعرفها إلا من عاشها بين الفريق. 

• إذا لم تكوني لاعبة كرة سلة؛ فما الرياضة الأخرى القريبة إلى قلبك، ولماذا؟

- أولى الرياضات التي بدأت بها كانت كرة القدم، ووجدت أنني أستمتع بها، لكنها لم تكن شغفي، ولم أجد نفسي بها، لذلك بدأت بتعلم رياضات مختلفة، مثل: الكرة الطائرة، وكرة اليد، وتنس الطاولة، وصولاً إلى كرة القاعدة، كل هذه الرياضات بدأت بها وتعلمتها ومارستها وأحببتها، لكنها أكدت لي أن تعلقي وشغفي سيبقيان مرتبطَيْن بكرة السلة دائماً. 

• هل تمارسين رياضات أخرى؟

- بما أنني محبة للرياضة عامة، فيمكنني أن أقول: (نعم)، أمارس العديد من الرياضات، مثل: كرة القدم واليد والطائرة والتنس، وكرة القاعدة. 

• كيف تنظرين إلى مستقبل كرة السلة في الإمارات؟

- مستقبل مليء بالإنجازات على المستويين المحلي والعالمي. 

• ما طموحاتك الشخصية، التي لم تتحقق بَعْدُ؟

- الكل يعلم أن النجاح والوصول إلى القمة لا يحدثان بين ليلة وضحاها. إذ يتطلبان أكثر من الإرادة، ويجب أن تتصرف بذكاء، وتضع مجهود عملك الشاق في خطة واضحة، وتضع مبادئ وعادات تساعدك على تطوير حياتك المهنية والشخصية، ولايزال لديَّ الكثير لأحققه.

 • ما شعورك بعد الفوز في بطولة الدوري العام للسيدات لكرة السلة لهذا الموسم؟

- لقد كان شعوراً لا يوصف؛ ففي تلك اللحظة شعرت بأن تعب التدريبات والمباريات قد تلاشى مع الصافرة التي أعلنت نهاية المباراة، لقد كنت ولازلت فخورة بالفريق وبنفسي؛ إذ إننا رفعنا اسم «أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية» عالياً، خاصة مع الدعم الذي تقدمه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، لنا، ولكل النساء الإماراتيات.