لم يكن مستغرباً أن تنشر وسائل الإعلام الإماراتية والعربية، مؤخراً، خبر فوز الفيلم الوثائقي "صير بونعير - ملاذ الطبيعة"، بجائزة التميز عن فئة الأفلام الوثائقية الطويلة، ضمن فعاليات "مسابقة أكوليد الأميركية العالمية" للأفلام، وهو الفيلم الذي أنتجته هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ويتناول جزيرة "صير بونعير"، الذي يستعرض دورة حياة الكائنات الحية في الجزيرة، ويكشف النقاب عن أسرار المحمية الطبيعية الفريدة، التي تعتبر ملاذًا آمنًا للكائنات الحية، بما في ذلك سلاحف "منقار الصقر"، المهددة بالانقراض.

منتجع جزيرة "صير بونعير"

وجزيرة "صير بونعير"، بحسب المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، تبلغ مساحتها ميلين ونصف الميل، وتبعد عن مدينة الشارقة 110 كلم نحو الشمال، وتتميز بشواطئها الرملية، وصفاء مياهها، إضافةً إلى غنى محيطها بالحياة المرجانية والسمكية.
تراوح مساحة جزيرة "صير بونعير"، بين 13 و18 كيلومتراً مربعاً، بما تحمله من كنز هائل في باطنها، وفوق سطحها، ما يؤكد الجمال الطبيعي الذي خصها به الخالق عزَّ وجلَّ.
تعود تسمية الجزيرة إلى الشيخ محمد بن ناصر الدين بونعير بن مزيد القاسمي، أحد شيوخ القواسم، الذي كان يسكنها في الزمن الأول، والصير يعني سفح الجبل المائل، المؤهل للسكن والإقامة.



وتتميز الجزيرة بوجود بئر ماء، تساعد مياهها في علاج عسر الهضم، وتنظيف المعدة، رغم طعمه المر، حيث كان يستخدمه الغواصون الباحثون عن اللؤلؤ للاستشفاء، وكذلك الرمال المحاذية للبئر في علاج القروح بالدفن فيها لفترة، وتزول تلك القروح خلال أسبوع، أثناء الإقامة في الجزيرة للتخييم.
وتعد "صير بونعير" موقعاً مهماً لاحتضان مفردات البيئة البحرية، إذ تحتوي مياهها على أنواع مختلفة من الأسماك، مثل: الهامور، والشعري، والزريدي، والقرفة والروبيان، كما تتميز البيئة البحرية للجزيرة بالتنوع الحيوي والبيولوجي.



كما تحتوي الجزيرة على أكبر مجموعة من السلاحف على مستوى الخليج العربي، وتميل رمالها إلى اللون الأحمر، كون باطنها مملوءاً بالمواد المعدنية.
وتحولت جزيرة "صير بونعير" إلى محمية طبيعية عام 2000، بموجب المرسوم الأميري، الذي أصدره صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بهدف الحفاظ على ثروة الجزيرة الطبيعية والمائية والسياحية، وقيمتها الحضارية.



ويوجد في الجزيرة 35 نوعاً من المرجان، حيث تتكاثر الشعاب المرجانية مع الأعشاب البحرية، مكونة موئلاً بارزاً لأنواع مختلفة من الأسماك والسلاحف المهددة بالانقراض، وتعتلي سطح الجزيرة - بمساحاتها الشاسعة - أنواع مختلفة من الطيور التي تعطي انطباعاً لمشاهدها، بأن جميع الحيوانات التي تعيش على الجزيرة تتمتع بجمال رباني خارق للعادة.