رولا عادل: مزج الواقع والخيال حقق جماهيرية لـ«دفعة لندن»

لأنها تتخذ المقولة الفرنسية الشهيرة: «البساطة تصنع الجمال» أسلوب حياة، تتعامل الفنانة العراقية الشابة، رولا عادل، مع كل من حولها بعفوية وهدوء، فهي كما عرفناها في الإعلام واضحة وصريحة، وفي التمثيل راقية وبسيطة، وفي الحياة ذكية وطموحة.. وقد كانت رولا أحد أبرز وجوه المسلسل الدرامي «دفعة لندن»، الذي حقق

لأنها تتخذ المقولة الفرنسية الشهيرة: «البساطة تصنع الجمال» أسلوب حياة، تتعامل الفنانة العراقية الشابة، رولا عادل، مع كل من حولها بعفوية وهدوء، فهي كما عرفناها في الإعلام واضحة وصريحة، وفي التمثيل راقية وبسيطة، وفي الحياة ذكية وطموحة.. وقد كانت رولا أحد أبرز وجوه المسلسل الدرامي «دفعة لندن»، الذي حقق نسبة متابعة مرتفعة في الموسم الرمضاني الأخير.. ومعها كان هذا الحوار الذي أجريناه على هامش جلسة تصوير خاصة:

* شاركت في الموسم الرمضاني بمسلسل «دفعة لندن»، وسمعنا آراء الناس فيه.. ما رأيك في هذا العمل؟

- كمشاهدة، استمتعت بجودة الإنتاج والإخراج، فهو عمل عربي قدمناه بجودة عالمية، وأيضاً لم أرَ شيئاً سبق أن رآه أحد من الناحية الدرامية. أما كممثلة، فرغم أنني بدأت التمثيل منذ سنتين تقريباً، فإن مشاركتي في هذا العمل تشبه التحاقي بأكاديمية تمثيل لمدة 5 سنوات، إذ تعلمت بجد، ومن البيئة كاملة، ومن التفاصيل كافة; فدخولي فيه شيء، وخروجي منه شيء آخر.

 

 

* بعد أن قرأت سيناريو «دفعة لندن»، خاصة بعد «دفعة بيروت»، و«دفعة القاهرة»، ألم تخافي من وجود تكرار أو تشابه، خاصة أن مسلسلات الأجزاء لا تنجح كثيراً؟

- كان لديَّ بعض الخوف، خاصة بعد نجاح «دفعة بيروت» و«دفعة القاهرة» وربما يعود ذلك إلى توقيت عرضه، ولأنني أحببت أن أرى نفسي في أي دور سأكون ولو كان بسيطاً، شعرت بالسعادة للدور الأساسي والمحوري الذي قدمته في «دفعة لندن»، وهنا زاد الخوف أكثر، لكن كان لديَّ بعض الطمأنينة حول طريقة الكتابة; لأنه دائماً لدينا عنصر المفاجأة مع الأستاذة هبة مشاري، وفي الوقت ذاته كنت متأكدة من أنها لن تدع أحداً يخرج بصورة ليست بقدرها، وقد كان لديَّ تخوف من المشاهدات والجمهور. لكن، بشكل عام، كانت الأجواء جميلة.

 

* كيف كانت الشخصية على الورق، وكيف سلمتها إلى المشاهد؟

- في حياتي الطبيعية لديَّ أخ وحيد، لكنني أسمع أنه عندما يكون هناك ثلاثة إخوة يعاني الأخ «الأوسط» عقدة الوسط، فكان دائماً يتملكني فضول لمعرفة هذه العقدة، ولماذا هذا الشخص دائماً لديه مشاكل مع الكبير والصغير، ودائماً خسران; لذلك «لميعة» - وهي الأخت الوسطى - اكتسبت من أختها الكبرى مبادئها، وفي الوقت ذاته حاولت أن تلعب الأخت الكبرى على التي تصغرها. وعندما قرأت النص، رأيت الكوميديا، ونوعية الرومانسية والعفوية التي افتقدناها; لذلك أحببت أن أكون عفوية جداً، دون التفكير كيف سيكون مظهري، وأن يكون ما في قلبي على لساني.

 

 

 

* هاجم البعض المسلسل.. كيف تابعت ما حدث؟ 

-   أشعر بأن اللغط حدث من بعض المتابعين الذين حكموا على الموضوع من خلال أخبار تم تناقلها عن «دفعة لندن». وأتصور أن ذلك كان من أجل «الترند». لكن، انقلبت النقمة إلى نعمة، وأصبح لدى الناس فضول بوعي وفهم، وشاهدوا العمل، واختلف الحديث في بداية العمل عن نهايته.

 

* ماذا تقولين لهؤلاء بعد نجاح العمل؟

- أقول لهم: «شكراً»; لأنهم جعلونا أقوى، فقد شعرنا بنجاحنا رغم التعب، ولأنهم دفعوا الناس إلى مشاهدة المسلسل، ومتابعته.

 


* بلغة المشاهدات والأرقام لم يكن المسلسل ضمن العشرة الأوائل باستمرار.. هل أحزنك هذا الأمر؟

- لا; لأننا في الـ15 يوماً الأولى من رمضان كنا ضمن الأوائل في السباق. خاصة وأننا كنا أمام منافسة قوية مع أسماء نجوم كبار ننتظر أعمالهم كل عام. 

 

 

* أنت قادمة من الدراما العراقية إلى «العربية المشتركة».. ما الفرق بين الاثنتين، وبين تجربتك الأولى في «وطن»، و«دفعة لندن»؟

- الدراما العراقية ترتكز على الواقع، والمشكلات التي تواجه الشارع العراقي، لكن في الوقت ذاته يوجد جزء رومانسي، ومنذ فترة قليلة وجدت قصص الحب في الدراما العراقية. أما الدراما العربية، فتتمتع بجرأة أكبر في الكتابة والحوار، والسبب أننا - منذ ثلاثين عاماً بالعراق - لم يكن لدينا هذا التطور في الإنتاج الدرامي، ومنذ خمس سنوات فقط بدأت تحدث أمور جديدة، فقد أصبح لدينا مخرجون رائعون، وممثلون مبدعون من الشباب، لكن للأسف الإنتاج نوعاً ما يقصر في دعم الفنانين الجدد; كما أن التصوير بالعراق صعب، إذ لا توجد بنية تحتية جيدة للتصوير.

* لمسنا نهضة الدراما العراقية، لكن هذا العام حدث تراجع.. لماذا؟

- على العكس، فأنا أرى هذا العام أفضل من سابقه، حيث رأيت أكثر من عمل قدمت بطريقة صحيحة، وليس فقط إنتاجياً، وأيضاً في طريقة التسويق، وأرى هذا العام أعمالاً رائعة جداً، وستكون لدينا نخبة ممثلين ومخرجين، وقنوات عدة، والناس بدأوا يعرفون الفرق.

 

 

* كيف تصنفين الممثلات العراقيات الشابات اليوم؟

- لديهن طموح وموهبة، لكنني أعتب عليهن في أنهن لا يدعمن بعضهن، فهن يحتجن إلى مساندة بعضهن، وليس عيباً أن نخرج عربياً، فمن الجميل أن تكون لدينا ممثلات يطورن أنفسهن أكثر بالتدريب والدراسة.

 

* من باب الدعم الذي تنادين به، لو طلبت منك دعم 3 فنانات عراقيات شابات.. من تختارين؟

- هناك اثنتان أرى فيهما عفوية في التمثيل، وجدية في العمل، هما: طيبة غسان، التي عملت معنا في «وطن»، وبراء الزبيدي.

 

* ما طموحك، اليوم، بعد هذه الرحلة القصيرة، المليئة بالإنجازات، وبعد وصولك إلى الدراما العربية المشتركة؟

- طموحي أن أكون في مكاني الصحيح، وأن أقدم كل دور أحصل عليه بطريقة جيدة، وأن أشعر بتطوري الدائم، كما أحب أن أمثل بلهجات ولغات أخرى، خاصة أن الإنتاجات أصبحت أكبر.

 

 

* لديك تجربة باللغات الأجنبية.. حدثينا عنها!

- لديَّ شغف باللغات، وأتقن اللغات: الفرنسية والإنجليزية والهولندية، وأتعلم الروسية حالياً، والفكرة أنني أشعر بأن اللغة مفتاح الفرص، لذلك التجربة الثانية ستكون بدمج قليل بين الثقافات واللغات، وهذا هو مشروعي القادم.

 

* الفنانة بحاجة إلى دعم عائلتها وأهلها.. كيف تتعامل معك عائلتك وزوجك؟

- عندما عشت في لندن، كنت أدرس التصوير، وأعتبر نفسي صديقة للكاميرا، فأنا أحبها، لكن لم أمتلك الجرأة للتمثيل. وعندما أتت هذه الفرصة لم أتوقع هذا الدعم القوي من أهلي، خاصة والدي، فالأب دائماً يكون أكثر تشدداً، لكنه كان داعماً لي. زوجي، أيضاً، دعمني بقوة. عندما سألت عن السبب، قال لي والدي إن تجاربي في الحياة منحتهم الأمان، خاصة في ظل عملي بالإعلام. 

 

* ماذا تقولين عن عملك في الإعلام، وهل هجرت الإعلام من أجل الفن؟

- ما حدث أني أحببت الواقعية في التمثيل، وشعرت بنفسي مختلفة، حتى زملائي لاحظوا اختلاف الشخصية. أنا لا أحب التقديم المنفرد الذي يطمح إليه الناس; ربما لأنني أحببت العمل مع الفريق. لكن، لو أردت أن يحدث شيء، من المؤكد أنه ستكون له علاقة بالفن، وبالأمور الاجتماعية، وأي شيء اجتماعي أحبه; لأنك تكون في كل المنازل، ولكل شيء جماليته، لكنني شعرت بحريتي في التمثيل أكثر.

 

* عبرت من مرحلة البنت، إلى الزوجة.. حدثينا عن ذلك!

- ربما نحن برج الحوت لدينا هذا الأمر، لكننا نميل إلى عمل كل شيء بطريقة صحيحة عائلياً ومهنياً، وأعتقد أن هذه المرحلة من حياتي ترتبط ببعضها بعضاً، ولم أضحِّ بحياتي على حساب أحد، فبزواجي أردت تكوين عائلة ونجحت.

 

 

 

* ما الدور الذي أردت أن تقدميه.. عربياً وعراقياً؟

- هناك ممثلتان أعتبرهما قدوتي في العالم العربي، هما: حنان ترك، وفاتن حمامة. أحب هذه الخلطة، التي تكوّن الفرق بين المرأة والأنثى، وأعتقد أن الفنانة عندما تقدم دور المرأة تكون قوية، وفي الوقت ذاته تكون رقيقة، فهذه الأدوار التي أحبها. هناك عمل اسمه «حرامية في تايلاند» يعد من أكثر الأعمال التي أحبها للفنان كريم عبدالعزيز، الذي التقيته مرة، وقلت له عندما أكبر سأمثل هذا الدور (تضحك). عالمياً، مونيكا بلوتشي هي قدوتي.

 

* كإعلامية.. ماذا تسألين رولا الممثلة؟

- ربما يكون السؤال: ما أكثر شيء سبب خيبة أمل لرولا؟ 

 

* وما هذا الشيء؟

- هناك مثل يقول: «إن الأصحاب تعرفهم في الأوقات الصعبة»، وعندما تقدم شيئاً ناجحاً، تعرف من يفرح لك،; فهناك أناس، خلال فترة ما، تتوقع أنهم سيفرحون من أجلك، خاصة إذا كنت، دائماً، تدعمهم;