هل سمعتم، سابقاً، عن جزيرة مصيرة في سلطنة عمان؟
سواء كانت الإجابة (نعم)، أو (لا)، هذه الجزيرة منحتها منظمة الصحة العالمية، مؤخراً، شهادة اعتراف بكونها أول جزيرة صحية في منطقة الشرق الأوسط، بعد استيفائها 80 معياراً، تندرج تحت محاور: السياسات، والتوجيهات، والبيئة، والتنمية الصحية، والتعليم ومحو الأمية، ومركز المعلومات، والتطوع، والاستعداد للطوارئ، وتنمية المهارات، والتدريب المهني المتنوع.
هذا الاعتراف العالمي سيقدم دعماً وترويجاً إعلامياً وسياحياً للجزيرة، التي تعتبر إحدى ولايات محافظة جنوب الشرقية في سلطنة عُمان، إذ تقع جنوب شرق السلطنة، وترتبط بعدة جزر حولها، أهمها شعنزي. وتوجد في ولاية مصيرة 11 قرية، يسكنها حوالي 14 ألف نسمة تقريباً.

عرفت "مصيرة"، سابقاً، كمحطة استراحة للسفن المتوقفة على شواطئها للتزود بالمياه العذبة، حيث اشتهرت الجزيرة بمساهماتها غير المحدودة في الملاحة البحرية، وصناعة السفن، والتجارة بمختلف أنواعها، وتشير الدلائل، التي نشرتها وزارة السياحة العمانية، إلى وجود آثار بشرية تعود إلى أعوام (4790 - 3826 قبل الميلاد)، وهي آثار تؤكد أن البشر استوطنوها كأول مكان للعيش في منطقة الجزيرة العربية.
ويوجد على الجزيرة ما يقارب الـ130 موقعاً أثرياً، منذ العصر البرونزي والحديدي والإسلامي، وحتى العصور الوسطى.


يشتهر سكان جزيرة مصيرة بالعمل في الزراعة، إذ يعد التمر والرمان والمانجو، من أبرز منتجاتهم، فضلاً عن مهارتهم في صناعات الحرف التقليدية، كما يعتمد السكان في العيش على تربية المواشي، والعمل في مهنة الإرشاد السياحي. وتعتبر شواطئ الجزيرة مكاناً فريداً لرؤية السلاحف البحرية، وممارسة رياضات التزحلق الشراعي، وصيد السمك، والغوص.

و"مصيرة"، التي تعتبر أكبر جزر سلطنة عُمان، تبلغ مساحتها 655 كيلومتراً مربعاً، ويبلغ طول سواحلها 145 كيلومتراً، ويوجد بها العديد من المواقع التي عُثر فيها على آثار قديمة تاريخية، منها: مقبرة صفرة الحضري، ووادي ماضي، ووادي خصيت، ووادي مغر، والعيجة، ووادي ماغلة، وصوير الطيور، وجبل الحمر، وشعنزي، ويبة الملح، وحصن مرصيص، والصفايج، وراسيا، وصور مصيرة، وجسر شاص، ورأس كيدة، وماغلة، ومقبرة وادي فاد، وأبو مغيرا، ومقبرة وادي إيبوتي، ورأس الظري، ورأس مرصيص، ومسجد مرصيص، ورأس عيدفة (قدوفة)، وجبل شباح، ووادي الخزين، وميرب.
ويطلق على "مصيرة" لقب "جزيرة الخيال"، نظراً لما تحتويه من غنى طبيعي وبيئي، لذا يشعر الزوار والسياح بالمتعة البصرية، والراحة النفسية، لدى مرورهم بالجزيرة التي تشتهر بالهدوء.