تتمتع العائلة الملكية البريطانية بالكثير من الرفاهية، ويعيش أفرادها حياةً ربما يحسدهم الكثيرون عليها، وكونهم أعضاء في إحدى أرقى العائلات الملكية، فإنهم بلا شك يتلقون أغلى الهدايا من السياسيين، ورؤساء الدول، وبالطبع من أصدقائهم وأقاربهم.
لكن، ليست كل الهدايا يمكنهم التصرف بها، حيث إن هناك قواعد صارمة في ما يتعلق بملكية ما يتلقونه. على سبيل المثال، لا تُعتبر الهدايا المقدمة من رؤساء الدول الرسميين ملكيةً خاصة، وعليه لا يمكن لهم بيعها، أو الربح منها، في حين يجوز للأعضاء الفاعلين - ممن يتولون مناصب كبرى - تلقي هدايا من الأصدقاء والمعارف، وتكون لهم حرية التصرف بها؛ لكونها شخصية.
هنا، نرصد بعضاً من أبرز الهدايا الفخمة والباهظة، التي تلقتها العائلة الملكية على الإطلاق.

 

 

مجموعة الطوابع الملكية:
لدى العائلة الملكية البريطانية الكثير من الهوايات، التي يحبون ممارستها، من ركوب الخيل، وحتى رقص الباليه، لكن أهم هوايةٍ يتوارثها آل وندسور، من جيلٍ إلى جيل، هي جمع الطوابع، إذ وفقاً لصحيفة "ذا غارديان"، فإن المجموعة الملكية لهواة جمع الطوابع، هي الأكبر في العالم، وجاء الكثير منها من قِبَل قادة العالم، حيث تضم مجموعةً رائعة وباهظة الثمن من الطوابع.

 

 

بعض الخيول الباهظة الثمن:
حظيت الخيول دون غيرها باهتمام العائلة الملكية، حتى إنها جزءٌ لا يتجزأ من مزارعهم، وعند زيارة الملكة إليزابيث الثانية إلى ألمانيا الغربية، عام 1978، ورد أنها طلبت حصانين، بقيمة 53 ألف جنيه إسترليني (حوالي 65800 دولار)، هديةً من الدولة. وخلال السنوات اللاحقة، حصلت على المزيد من الخيول، إذ في عام 2022، بعد احتفال الملكة بيوبيلها البلاتيني، قدم لها رئيس أذربيجان حصان سباق ثميناً، يعتقد أن قيمته تزيد عن 17 ألف دولار. وفي عام 2023، قيل إن إليزابيث، وابنها الملك تشارلز الثالث، ربحا مليونَيْ دولار عن طريق بيع أسهم الخيول. ورغم أنه لا يمكن بيع الهدايا الرسمية، فإنه يُنظر إلى الخيول على أنها هدايا خاصة، ما يعني أن أفراد العائلة الملكية يحق لهم بيعها، والاستفادة منها.

 

 

قلادة نظام حيدر أباد:
عُرفت هذه القلادة بهذا الاسم، نتيجة ملكيتها لآصف جاه، آخر ملوك حيدر أباد، والذي كان أحد أغنى الرجال في العالم، إذ كان معروفاً بحبه لكل الأشياء المزخرفة، وثرائه الذي لا حدود له. لذا، لم يكن من المفاجئ أن تكون هديته إلى إليزابيث الثانية فاخرة للغاية، حيث قدم لها قلادةً رائعة، تتألف من أكثر من 50 ألماسة، ظهرت في العديد من اللوحات الملكية. وتتميز هذه القلادة بوجود 13 ألماسة مقطوعة على شكل كمثرى، وتبلغ قيمتها 66 مليون جنيه إسترليني (حوالي 82 مليون دولار).

 

 

 

تاج الدائرة الشرقية.. وتاج الملكة ماري:
تميزت العائلة الملكية بارتدائها التيجان في المناسبات الرسمية، وخلال تتويج ملوكها، والعديد من اللقاءات والاستقبالات، لكن ليست كلها متساوية من حيث التكلفة والقيمة، حيث إن أغلاها كان التاج الذي تم إهداؤه للملكة الأم، والذي يحمل اسم "الدائرة الشرقية"، حيث صممه الأمير ألبرت، وهو مستوحى - إلى حد كبير - من الزخرفة الهندية التقليدية. اعُتبر هذا التاج انعكاساً للتاريخ الاستعماري البريطاني، وتم تزيينه في البداية بالأوبال، ثم لاحقاً تم استبداله بالياقوت المذهل، لتبلغ قيمته 6 ملايين جنيه إسترليني (حوالي 7.4 ملايين دولار). تاج آخر باهظ الثمن هو تاج الملكة ماري، الذي كان هدية زفافها من الملكة فيكتوريا، وتقدر قيمة التاج بـ7.5 ملايين جنيه إسترليني (حوالي 9.2 ملايين دولار).

 

 

هدية زفاف وليام وكيت:
عندما تزوج الأمير وليام كيت ميدلتون، وهبت الملكة إليزابيث الثانية الزوجين هديةً فاخرة، كانت عبارة عن قصر جورجي من القرن الثامن عشر، يتكون من 30 غرفة، بقيمة 30 مليون جنيه إسترليني (حوالي 37 مليون دولار)، واعتبر أغلى هدية ملكية على الإطلاق. كما أنه كان أغلى بكثير من هدية زفاف إليزابيث لهاري وميغان وهي منزل "Frogmore Cottage"، الذي ذهب - في النهاية - إلى الأمير أندرو.

 

 

هدية الملك تشارلز لكيت ميدلتون:
تتمتع كيت ميدلتون بعلاقةٍ وديةٍ مع والد زوجها، الذي أهداها يوم زفافها مجموعةً راقية وباهظة من الحلي والمجوهرات من الألماس والذهب الأبيض، ويعتقد أن مجموعة الخواتم والأساور والأقراط، التي تم تصنيعها خصيصًا للأميرة، تقدر بحوالي 60 ألف جنيه إسترليني (حوالي 74.3 ألف دولار)، ومن الواضح أن هذه الهدية كانت تعني الكثير لميدلتون، التي ارتدت هذه المجوهرات المذهلة في مناسبات متعددة.

 

 

بطاقة عيد ميلاد الأمير جورج:

يُقال إن الطفل الملكي تلقى هدايا أكثر من أي شخص ملكي آخر وقت ولادته، حيث شملت الهدايا: عباءة من الفرو الحقيقي، ولوح تزلج، وقارباً صغيراً، وألعاباً مختلفة، إلا أن أهمها كانت تلك التي تلقاها في عيد ميلاده الأول، والتي قدمتها له شركة الطيران "Hangar 8". وبدلاً من تقديم مجرد بطاقة للأمير الصغير، قامت الشركة بإعادة طلاء طائرة خاصة بعبارة "عيد ميلاد سعيداً الأمير جورج"، وكلفت هذه الإيماءة 120 ألف جنيه إسترليني (أقل بقليل من 150 ألف دولار)، ما جعلها أغلى بطاقة عيد ميلاد على الإطلاق. وقام بتصميم طلاء الطائرة أربعة رسامين، قضوا شهراً في العمل بجد عليها، وفي حين أن الشركة لم تتمكن من نقلها إلى الأمير جورج في قصر كنسينغتون، فقد أرسلت له صورةً للطائرة. لكن الهدية كانت باهظة الثمن، وبقدر ما كانت جميلة ومبهرة، كانت أيضاً سريعة الزوال، حيث تمت إعادة طلاء الطائرة بسرعة، بمجرد مرور عيد ميلاد جورج.