يبدو أن الحرب الإلكترونية، التي تشنها شركات التقنية الرقمية، التي تقدم لملايين الناس حول العالم الحلول التكنولوجية، وخدمات التعامل مع منصات التواصل الاجتماعي، لن تقف عند حد معين.

حيث تسعى هذه الشركات لجذب أكبر عدد من المستخدمين إلى منصاتها التفاعلية، بهدف السيطرة على سوق الإعلانات، الذي تتدفق من خلاله مليارات الدولارات، ولهذا السبب يعتزم مارك زوكربيرغ، مؤسس شركة "ميتا"، المالكة لتطبيقَيْ: "فيسبوك"، و"إنستغرام"، استثمار سخط مستخدمي تطبيق "تويتر" الشهير، على مالكه الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الذي يعد أغنى رجل في العالم حالياً، بسبب التغييرات الكثيرة التي يقوم بها، ومن بينها فرض رسوم مالية متعددة، من أجل جذبهم إلى تطبيق مشابه، ينوي إطلاق اسم "Thread" عليه، وفقاً لما نشره موقع "The Verge"، المعني بأخبار التكنولوجيا.

وبحسب تصريحات كريس كوكس، كبير مديري المنتجات الإلكترونية في شركة "ميتا"، فإن التطبيق الجديد يعمل وفق نظام أسهل في التعامل مع ما يرغب الناس بنشره على صفحاتهم الخاصة، دون قيود مالية، ومحمي ضد اختراق الخصوصيات، ويشكل عامل ثقة كبيراً، وهي العوامل التي تعمل "ميتا" على التأكيد عليها، للأشخاص الراغبين بالانضمام مجاناً إلى تطبيق "Thread" الجديد.

ولتسهيل الولوج إلى التطبيق الجديد، ستمكن "ميتا" أصحاب الحسابات على منصتها الشهيرة "إنستغرام" من الدخول إلى المنصة الجديدة، وإنشاء صفحاتهم عليها، دون الحاجة إلى إنشاء أسماء جديدة، وكلمات مرور أخرى، بحيث تشكل "إنستغرام" رديفاً للمنصة الجديدة في بادئ الأمر، لاستثمار ثقة مستخدمي "إنستغرام" بها.

وتبني شركة "ميتا" رهانها على نجاح تطبيقها الجديد في مواجهة "تويتر"، في ظل تراجع ثقة المعلنين بتطبيق التغريدات الشهير، بسبب المشاكل المالية التي يتعرض لها، وهو الأمر الذي تسبب به إيلون ماسك، منذ إعلانه الاستحواذ عليه، كون "تويتر"، بالأساس، مبنياً على اعتباره نشاطاً تجارياً.

وتلقى تصريحات إيلون ماسك المتعددة انتقادات واضحة من الشركات والمؤسسات والمشاهير الفاعلين على منصة "تويتر"، حيث يخرج ماسك كل بضعة أيام بمقترح جديد، يدور حول ابتكار طريقة، لجعل أصحاب الحسابات يدفعون اشتراكات شهرية أو سنوية، إذ يرغب ماسك بتحويل "تويتر" إلى منصة ربحية، من خلال عدد من الخطط المثيرة للجدل.

من جهتها، تكافح المؤسسات الإعلامية، منذ مدة طويلة، لوضع خطط اشتراك تعود عليها بما يغطي تكاليف تشغيلها، رغم اعتياد القراء الأخبار المجانية على الإنترنت.

وكان ماسك أعلن، مؤخراً، أن منصة "تويتر" ستقتطع 10% من عائدات اشتراكات المحتوى بعد العام الأول من فتح حساب لأي شركة على منصة "تويتر"، مؤكدًا أن الشركة لن تستقطع هذه النسبة من العائدات خلال العام الأول، مبيناً أن ذلك يشمل اشتراكات النصوص الطويلة، والمقاطع المصورة لساعات عدة.