منذ الصغر، تخيلت الشابة الفلسطينية، هبة جابر، نفسها صاحبة علامة تجارية يوماً ما، لكنها لم تكن تعرف ماهية هذه العلامة. منذ عقد من الزمن، خطرت ببالها فكرة هدية لصديقة، تلتها بتصميم المجوهرات هدايا لصديقاتها، ثم صممت سواراً باسم أبيها المتوفى في تلك الأثناء. وسرعان ما بدأت فكرة الخواتم الثنائية بحرفين تنال إعجاب من حولها، ومن هنا انبثقت الفكرة الرئيسية للعلامة التي لطالما حلمت بها، وبدأت تطويرها والعمل عليها، إلى أن أطلقتها عام 2017، تحت اسم «Hiba Jaber». ازدهرت العلامة، واشتقت منها علامة أخرى هي «Almasati by Hiba Jaber».. في الحوار التالي، نضيء بالمزيد على قصة نجاح ملهمة لغيرها، تكشفها لنا المؤسسة والمديرة الإبداعية هبة جابر:

• من الصحافة إلى تصميم المجوهرات.. ما السر وراء هذه «النقلة»؟

- هي لم تكن نقلة، بل كانت جزءاً من المسيرة، إذ أدركت أنني أريد تصميم علامة يوماً ما منذ الصغر، وكانت عائلتي دائماً تشجع المواهب الفنية. كانت خبراتي ودراساتي كلها تصب في المجال نفسه من مختلف نواحيه؛ فقد درست إدارة الأزياء، ثم التحقت بقسم الشراء في إحدى شركات الأزياء، وبعدها دخلت مجال الصحافة. كانت كل هذه التجارب مفيدة جداً، وجهزتني جيداً لإطلاق علامتي الخاصة؛ عندما كانت لديَّ الفكرة التي عملت عليها لبضع سنوات قبل الانطلاق.

بين الصحافة والتصميم

• إلى أي مدى استفادت هبة «صانعة المجوهرات» من هبة «الصحافية»؟

- تجربة الصحافة كانت مهمة جداً، من ناحية التعمق في عالم علامات المجوهرات العالمية والمحلية، فمن كل لقاء مع مصمم، أو مدير شركة تصميم، اكتسبت دروساً لا يمكن صرف النظر عن فائدتها لي، فقد كانت مهمة جداً في صقل خبراتي بمجال التصميم، وأيضاً إدارة علامتي الخاصة، لأن تصميم المجوهرات جزء واحد من أجزاء عدة، مهمة وأساسية، لإدارة العلامة، أو بالأحرى العلامتين اللتين أديرهما حالياً.

• ما التحديات والصعوبات التي واجهتك في البدايات؟ ومَنْ ساندك؟

- صراحةً، أخذت وقتي في تطوير الفكرة والعلامة جيداً من مختلف النواحي، فدرست الموضوع، وأخذته بكامل الجدية، فكان الانطلاق سلساً وميسراً. كبرى الصعوبات كانت عندما بدأت تطوير العلامة والفريق، وكانت هنالك انتقالية من أن أكون أنا التي أقوم بكل شيء وحدي، ثم أدرب الفريق لمساندتي في كل الأمور، وكانت هذه من التحديات. كان هناك تحدٍّ صعب أثناء جائحة «كورونا»، لكنني كنت أحول كل تحدٍّ إلى فرصة، وبالفعل كان عاما «الجائحة» مثمرين لنا كعلامة تجارية، رغم كل التحديات.

• ما الذي يختلف في مقاربتك للحرف العربي، ويميزك عن غيرك من المصممين؟

- الحروف العربية سمة مميزة للعديد من علامات المجوهرات المحلية. واختصاص علامتنا والتصميم الأيقوني لنا هو الخواتم الثنائية بحرفين أو أكثر. نحن نصمم الحروف والأرقام باللغة الإنجليزية أو العربية، لكن معظم الناس يحبون اللغة العربية أكثر. ما يميزنا هو أن الحروف يتم تصميمها، دائماً، وفق الحروف التي يتم اختيارها، فأنا أصمم الحروف معاً، دون التقيد بأي خطوط، لتكون متداخلة تماماً.

• بالإضافة إلى جماليات الحرف العربي، ما الذي يلهمك في تصاميمك؟

- قصص العملاء المميزة، فكل تصميم يحمل ويعكس قصة مميزة، وهذا هو أهم إلهام. وعدا التصاميم التي يتم تفصيلها، أصمم مجموعة جديدة بين حين وآخر، ويتم استلهام الأفكار من مختلف الأمور، فربما تكون فكرة من شيء رأيته، أو من شيء خطر ببالي خلال سفر، أو حدث ما، فأطورها إلى أن تصبح مجموعة متكاملة.

ذوّاقة المجوهرات

• إلى أي مدى أسهم تعاونك مع شهيرات «السوشيال ميديا» في وصول تصاميمك إلى الناس؟

- كل شيء يُحدث فرقاً، فتطور العلامة يأخذ وقتاً، ويحتاج إلى بال طويل، والإيمان بأن الأشياء الجيدة والناجحة تحتاج إلى الوقت. استغرقت أربع سنوات لأطور «العلامة» إلى أن انطلقت. كل معرض، وكل شخص مشهور، وكل مجلة تكتب، أو تتعاون مع «العلامة»، يضيفون شيئاً إلى اسم العلامة.

• كيف يمكن لعلامة مجوهرات الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، على غرار «NFT»، وغيرها؟

- لقد تشاورنا في هذا الموضوع مع الفريق مرات عدة، وفكرنا في أننا ربما نطلق خدمات تصميم الـ«NFT»؛ لتكون نسخة من قصتها المميزة المتوفرة في عالم الـ«Meta Verse». وتحدثنا، أيضاً، عن إطلاق خدمة تجربة المجوهرات ورؤيتها، من خلال الـ«Meta Verse»؛ لتساعد الزبون على تخيل التصميم وتجربته قبل تصنيعه، لكن هذه مشاورات لاتزال في بدايتها.

• ما القطع التي تعجب ذوّاقة المجوهرات في الإمارات، ودول الخليج بشكل عام؟

- أذواق أهل الخليج والإمارات رائعة، إذ إنهم يفضلون التركيز على التصاميم المميزة، ذات الجودة العالية، فذوقهم رفيع، ويحبون المجوهرات بمختلف أشكالها.

• ما نصائحك للموهوبين، الذين يرغبون في تصميم المجوهرات؟

- أهم شيء هو أن يحاولوا اكتساب الخبرات قدر المستطاع، كما أن العمل الجاد، والتروي، والصبر، والعمل على فكرة مميزة، تميزهم عن غيرهم. من السهل جداً إطلاق علامة، لكن من الصعب تكملة المسيرة عاماً بعد آخر.