النيرة الكتبي: أبجدية «حب البيئة» تبدأ من المنزل

درست النيرة الكتبي تخصص جيولوجيا البترول والمياه (Geology petroleum and water)، في كلية العلوم بجامعة الإمارات العربية المتحدة، ما ساهم في تعزيز معارفها ومعلوماتها في مجال علم الأرض، وأثرى لديها الشعور بمسؤولية الفرد نحو الحفاظ على البيئة واستدامتها، كما أتاح لها عملها في الاتحاد النسائي العام، منذ

درست النيرة الكتبي تخصص جيولوجيا البترول والمياه (Geology petroleum and water)، في كلية العلوم بجامعة الإمارات العربية المتحدة، ما ساهم في تعزيز معارفها ومعلوماتها في مجال علم الأرض، وأثرى لديها الشعور بمسؤولية الفرد نحو الحفاظ على البيئة واستدامتها، كما أتاح لها عملها في الاتحاد النسائي العام، منذ عام 2014، كباحث أول في وحدة البرامج الصحية والبيئية، فرصة كبيرة لنقل المعارف والمساهمة في توعية المجتمع عامة، والمرأة خاصة، حول أدوارها في الحفاظ على استدامة البيئة، من خلال المبادرات التي أطلقها الاتحاد النسائي العام، حيث ساهمت الكتبي في تنظيم سلسلة من الورش التدريبية، التي استهدفت المرأة بفئاتها العمرية المختلفة، ضمن مبادرة «زراعتي اكتفائي»، ومبادرة بيوت آمنة (السلامة المنزلية)، وبيوت مستدامة.. التقت «زهرة الخليج» الباحثة الإماراتية؛ لنتعرف منها إلى أهمية الحفاظ على بيئة مستدامة، وكيف يكون ذلك؛ فكان الحوار التالي:

• هل لنشأتك دور في توجهك البيئي؟

- البيئة التي ينشأ فيها الفرد تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في شخصيته، وبالنسبة لي فقد نشأت وترعرعت في مدينة العين، التي تمتاز بالتنوع الجغرافي والبيولوجي بين البيئة الصحراوية والواحات الخضراء، بالإضافة إلى أنني تربيت في كنف أسرة محبة للزراعة، ومهتمة بتربية الحيوانات، بجانب التضاريس الجبلية في جبل حفيت، وضواحي مدينة العين، فكانت دافعاً لتخصصي؛ فأصبح الحفاظ على البيئة شغفي واهتمامي.

دور الأسرة

• ما الدور الذي تلعبه الأسرة في نشر الوعي، ودعم القضايا البيئية، والحفاظ على استدامة البيئة؟

- الأسرة هي الأساس الأول في تعلم أبجدية حب البيئة، والحفاظ عليها؛ فقد قيل قديماً: «التعلم في الصغر كالنقش على الحجر»، كما تعد الأسرة من أهم مؤسسات المجتمع في تهيئة الأفراد للحفاظ على البيئة، ونشأة جيل واعٍ، يتصدى للمخاطر البيئية، وترشيد الاستهلاك، وبالطبع يكتسب الأبناء سلوكياتهم من خلال تعايشهم اليومي مع أسرهم.

• هل أنت راضية عن جهود المرأة الإماراتية في تعزيز معالجة تحديات الاستدامة؟

- نعم، فقد أثبتت المرأة الإماراتية قدرتها على المساهمة بفاعلية - إلى جانب الرجل - في مسيرة التنمية، فهي نصف المجتمع وتربي النصف الآخر، كما تلعب دوراً حيوياً في جهود حفظ وإدارة الموارد الطبيعية، وتعزيز التنمية المستدامة، فالمرأة هي المستخدم الأساسي للطاقة، ونجد ذلك من خلال مشاركة المرأة الإماراتية، مثلاً في معهد «مصدر» للعلوم والتكنولوجيا، الذي يركز على البحث والتطوير في مجال الطاقة المتجددة، ولها دور فعال في إدارة النفايات المنزلية، ودور أساسي في مجال التثقيف والتوعية، حيث تلعب دوراً حيوياً في تثقيف أسرتها والمجتمع، وحماية البيئة، وتحقيق الاستدامة.

• ما استراتيجية الاتحاد النسائي العام؛ لمواكبة «cop28»، وتعزيز المفاهيم البيئية لدى المرأة؟

- يعمل الاتحاد النسائي العام، بتوجيهات كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، وفق استراتيجية عمل تقوم على استشراف مستقبل المرأة على مختلف الصعد، بما يتواكب مع تطلعات الأجندة الوطنية للدولة، بهدف دعم وتمكين وريادة المرأة في مختلف القطاعات، بما في ذلك المجال البيئي. وقد قام الاتحاد النسائي العام، مؤخراً، تزامناً مع استضافة الدولة لمؤتمر «cop28»، وعام الاستدامة، بطرح مبادرة «بيوت مستدامة»، إضافة إلى دورنا في تعزيز الوعي العام حول «cop28»، ودور المرأة فيه.

• ما نصيحتك لأولياء الأمور؛ للحفاظ على بيئة نظيفة خالية من الملوثات؟

- الأسرة هي الركيزة الأساسية في الحفاظ على استدامة البيئة؛ فالمنزل هو المدرسة الأولى التي يتعلم الطفل منها السلوكيات الإيجابية، لذا إن المسؤولية التي تقع على الوالدين كبيرة، وعليهما الاهتمام بنشأة جيل واعٍ، عبر تقديم نماذج قدوة يسترشد من خلالها الأبناء.

خطة الاستدامة

• كيف يمكننا الوصول إلى «صفر نفايات» من المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة؟ 

- «صفر نفايات»، تحقيق هذا الهدف يتطلب تضافر الجهود بين أفراد الأسرة أولاً بتغيير عاداتهم اليومية، عبر البحث عن بدائل مستدامة، تقلل استهلاك البلاستيك، وغيره من المواد الضارة بالبيئة.

• ما خطورة المواد البلاستيكية على البيئة عامة، والبيئة البحرية خاصة؟

- يقدر البلاستيك، الذي يلقى في البحار والمحيطات بنحو 13 مليون طن كل عام، ويكون لذلك تأثير سلبي في التنوع البيولوجي والبيئة البحرية، حيث تؤثر القمامة البلاستيكية والبحرية سلباً في أكثر من 600 نوع من الكائنات البحرية، 15% من هذه الأنواع معرضة للخطر، وللبلاستيك تأثير كبير في البيئة، حيث إنه يدوم لفترة طويلة جداً قبل أن يتحلل، فيمكن أن يستغرق الأمر حوالي 1000 سنة حتى يتحلل، فينتج عن هذه النفايات البلاستيكية موت أكثر من 100 ألف حيوان بحري، ومليون طائر بحري كل عام؛ فللمواد البلاستيكية وانبعاثاتها خطورة كبيرة على البيئة البحرية خاصة، والبيئة عامة.

• تتبع الإمارات سياسة التحول التدريجي إلى بدائل الأكياس البلاستيكية.. كيف ترين ذلك، وما أهميته للحفاظ على بيئة مستدامة؟

- اتباع نهج استدامة البيئة، والحفاظ عليها، ليس بجديد على دولة الإمارات، فقد وضع الآباء المؤسسون، طيب الله ثراهم، اللبنات الأساسية للاستدامة، منذ قيام الدولة بتحويلها من منطقة صحراوية إلى زراعية خضراء؛ فأطلقت العديد من المبادرات والجهود البيئية، التي كانت محل تقدير العالم، وتعتبر خطة الإمارات لتقليل استخدام الأكياس البلاستيكية خطوة رائدة تقوم على النهج التدريجي في تعزيز الوعي المجتمعي نحو البدائل المتاحة، وأتوقع أنه بتضافر جهود المؤسسات ستصل الدولة إلى هدفها «صفر نفايات» قريباً.