باسم ياخور: تقديم «ثنائية فنية» له شروط!

بين الدراما والكوميديا، قدم العديد من الأدوار المهمة، التي جعلت اسمه، اليوم، واحداً من أبرز الأسماء الفنية في عالم الدراما العربية، إنه النجم باسم ياخور، الذي أضحكنا في مسلسلاته الكوميدية المتنوعة، وسحرنا بأدواره التاريخية، وأدهشنا في أعماله المعاصرة. وهو، اليوم، بعد انتهاء الموسم الرمضاني الأخير، و

بين الدراما والكوميديا، قدم العديد من الأدوار المهمة، التي جعلت اسمه، اليوم، واحداً من أبرز الأسماء الفنية في عالم الدراما العربية، إنه النجم باسم ياخور، الذي أضحكنا في مسلسلاته الكوميدية المتنوعة، وسحرنا بأدواره التاريخية، وأدهشنا في أعماله المعاصرة. وهو، اليوم، بعد انتهاء الموسم الرمضاني الأخير، واحد من أكثر النجوم متابعة من خلال مسلسله «العربجي»، الذي حصد أرقام مشاهدة استثنائية طوال الشهر الفضيل، وظل متربعاً على قائمة الأكثر مشاهدة في أكثر من منصة. باسم، الذي عاش أوقاتاً صعبة، أثناء تصوير هذا العمل، بسبب رحيل والده، عاش، أيضاً، الحزن مرة ثانية بعد المسلسل، برحيل أحد أبرز نجوم العمل، وواحد من أكثر أصدقائه قرباً، هو الفنان محمد قنوع.. عن هذا الدور، وما عاشه على هامشه؛ كان لنا معه هذا الحوار:

• حقق «العربجي» حضوراً مميزاً في الموسم الرمضاني.. كيف وجدت النتيجة النهائية للعمل، وهل كنت راضياً؟

- لأكون صادقاً وواقعياً معكم، ومع القراء، ومن تابعوا العمل، كنت مدركاً - منذ البداية، وعندما قرأت النص قبل تصويره - أن هذا المسلسل سيحقق حضوراً ونجاحاً، لأنه مختلف عما يُقدَّم على الساحة الفنية، فهو مسلسل سوري خالص، وتم تصويره كاملاً في سوريا، ويروي حكاية بطل شعبي يعمل «عربجي»، ويمزج الفكرة الأساسية للدراما (الحرب بين الخير والشر)، وشخصية «العربجي» عملت عليها، وعلى تفاصيلها، باجتهاد لتظهر بهذا الشكل. كنت أتمنى أن يتم تبني العمل من جهة تلفزيونية قبل التصوير؛ لنستطيع إظهار العمل بشكل أضخم، لكن النتيجة النهائية - رغم تواضع الإمكانات - لم تكن سيئة أبداً.

• ما أكثر العوامل التي ساعدت في نجاح المسلسل برأيك؟

ـ لا شك في أن أداء نجوم العمل والنص والإخراج، كلها كانت عوامل أساسية في نجاح هذا العمل، ولعلني هنا أستعير ما قاله الصديق الراحل محمد قنوع عن شخصية «شومان»، وكيف نفذها، فهي لم تكن مكتوبة بهذا الشكل على الورق، وإنما تم بناؤها بالتعاون بينه وبين المخرج سيف الدين سبيعي؛ ليقدما الشخصية بهذه الطريقة التي ظهرت بها، وعلى هذا المنوال يمكنك قياس كل ما تم تقديمه في العمل، فالنص في الأساس قوي، وأتى الممثلون، والمخرج، وبقية الفريق؛ ليبنوا هذه الأحداث بشكل أقرب إلى الحقيقة، لهذا أنا راضٍ عن النتيجة النهائية، واسمح لي هنا بأن أتوجه بالشكر إلى كل فريق العمل، وإلى الجمهور الذي كان سبب النجاح الأساسي للعمل، ووسائل الإعلام التي واكبت هذا النجاح.

• على ذكر الراحل محمد قنوع.. نشرت على صفحتك في «يوتيوب» حلقة تجمعك به في كواليس «العربجي».. حدثنا عن تفاصيل هذا الفيديو!

- لم أكن أتمنى نشر هذا الفيديو، لكن فاجعتنا برحيل الأخ والصديق محمد قنوع كانت كبيرة، خاصة أننا كنا معاً في العمل نفسه، فهو على المستوى الشخصي والإنساني تجمعني به صداقة طويلة، وذكريات في أعمال كثيرة، وبعيداً عن صداقتنا هو رجل يتمتع بمصداقية عالية، ومحبوب من الجميع، ويده ممدودة لفعل الخير على المستويات كافة، فلم يطلبه أحد من الزملاء أو الأصدقاء يوماً ورده خائباً، وأعتقد أن وداعه والكلام الذي قيل في حقه بعد رحيله خير شاهد على ما أقول. بالنسبة لي، بعد رحيل والدي أثناء تصوير «العربجي»؛ فجعت مرة ثانية في محمد قنوع، ومؤخراً أيضاً ودعنا المخرج الكبير هشام شربتجي؛ فمع كل رحيل نفقد جزءاً من الذكريات والمواقف والأشخاص الذين نحبهم. بالنسبة لهذا الفيديو، الذي أشرت إليه، أردت من خلاله أن أوجه تحية إلى روح هذا الفنان العبقري، الذي ربما تأخرت نجوميته قليلاً، والقدر لم يمهله ليفرح بهذه النجومية، التي حصدها بأعماله الأخيرة.

• والدك إبراهيم ياخور، رحمه الله، كان إعلامياً وصحافياً.. ما الذي تعلمته منه في هذا المجال تحديداً، وكيف تتعامل مع الصحافة من هذا المنطلق؟

- تعلمت منه الكثير، بل تعلمت منه كل شيء، ولا تكفيني الصفحات لأتحدث عن علاقتي بوالدي، أو الذي أخذته منه، لكن لو أردت تحديداً مجال الصحافة - رغم اختلاف الزمن، وأسلوب تعامل الناس مع وسائل الإعلام، وأهميتها، ومكانتها - فإن أهم ما تعلمته، هو أن أتعامل مع الإعلام بكل صدق وشفافية واحترام. أنا ضد من يعتبر الإعلام مكاناً لتصفية الحسابات الشخصية، أو لتحقيق مكانة غير واقعية، إذ أحترم كلَّ قلم يكتب عني كلمةً.. سلباً أو إيجاباً.

• هل بدأت الدراما السورية تستعيد مكانتها، بعدما حققت أعمالٌ عدة مراتب متقدمة في الأكثر مشاهدة هذا الموسم؟

- لا يمكن أن نقول إنها بدأت تستعيد مكانتها، ولن تستعيد هذه المكانة، إلا بعد أن تعود عجلة الإنتاج إلى سابق عهدها، وإلى التنوع الذي كانت عليه قبل بدء الأزمة في سوريا؛ فالدراما السورية قدمت أعمالاً حققت نجاحاً كبيراً، لكن ما يجب أن يعود هو حالة الاستقرار، التي تزيد دفع عجلة الإنتاج، وأعتقد أن ما حققته الدراما السورية، هذا العام، مؤشر جيد، لكننا ننتظر المزيد.

• بعد «عبده العربجي».. ما الشخصية التي تتطلع إلى تقديمها؟

- دائماً، هناك مشاريع، أو بمعنى أدق «أفكار مشاريع»، لكنني لا أحب أن أفصح عنها إلا بعد تبلورها، ووصولها إلى شكل أولي على الورق. لا يهمني، صراحةً، شكل الشخصية بقدر أهميتها، وقدرتها على توصيل رسالة العمل الذي أقدمه. ما أستطيع قوله هو أنني أتطلع إلى شخصيات عدة، تجمع بين القوة، والكوميديا الصادقة.

• قدمت أكثر من ثنائية خلال مشوارك الفني.. هل الثنائيات الفنية مازالت مطلوبة؟

- لست ضد تشكيل ثنائية، في حال كانت متعادلة، ومتكافئة، ومبنية على التفاهم. لكنني لا أبحث عنها لمجرد تقديمها، فثنائيتي مع الراحل نضال سيجري، لاتزال حية حتى يومنا هذا، وأعتقد أن مسلسل «ضيعة ضايعة» شاهد على ما أقول. لكن، في المقابل، لا يمكننا صناعة عمل من أجل ثنائية أو حلم بتقديم هذه الثنائية، فأنا أترك الأمور لوقتها.

• تغيب عن الأعمال العربية المشتركة الطويلة، والمأخوذة عن المسلسلات التركية.. هل لديك موقف من هذه الأعمال؟

- إطلاقاً، فهي نوع شائع من الدراما، وعدم مشاركتي لانشغالي بأعمال أخرى، لكنني لن أشارك لمجرد المشاركة، فإن لم يكن المسلسل أو الدور مناسبين لي؛ فلست مضطراً للمشاركة.