عانقت أنامل العازفة التونسية ياسمين عزيز، أوتار الكمان، تعزف ألحاناً جالت بها مختلف دول العالم، تقول إنها عشقت العزف المنفرد، منذ أن كانت في سن الطفولة، وتعتبر الكمان من أرقى الآلات الوترية والأكثر تعبيراً عن شخصيتها. ياسمين التي تعيش حياتها متنقلة بين إيطاليا وفرنسا ولندن وأميركا، زارت بلدها تونس، لتطلق ألبومها الجديد، الذي ضم خمس مقطوعات موسيقية مختلفة.. «زهرة الخليج» التقتها؛ لتسلط الضوء على تجربتها، في هذا الحوار:

• كيف بدأت علاقتك بالعزف؟ ولماذا آلة الكمان تحديداً؟

- بدأت العزف على آلة الكمان في سن الرابعة، حيث كنت أعيش مع والدي في إنجلترا، وقتها كنت أبحث عن آلة موسيقية تعبر عني، ولأننا كنا نسكن في بيت صغير لا تحتمل مساحته شراء آلات موسيقية كبيرة الحجم مثل البيانو اخترت شراء الكمان، وسرعان ما تعلقت بها وأصبحت الصديق الذي لا يفارقني، وعندما بلغت الثامنة شاركت في امتحان القبول الخاص بمدرسة «منوهين سكول» العريقة بلندن، وهي مدرسة خاصة بتعليم الموسيقى، ونجحت في الامتحان، وقتها بدأت في رحلة التعلم بهدف الاحتراف، وتحولت الهواية إلى تعلم الأسس الحقيقية للعزف.

الغناء بالموسيقى

• متى بدأت تمزجين الغناء بمقطوعاتك الموسيقية؟

- كنت أكتفي بالعزف، إلى أن اكتشفني مدربي في الجامعة واقترح عليّ مزج صوتي بالمقطوعات الموسيقية، وبعد تشجيع منه قررت تقديم التجربة في واحدة من الحفلات التي أشارك فيها، فوجدت ترحيباً من قبل الجمهور، فقررت أن أعزز التجربة وأنوع ما أقدمه، وأجعل الجمهور يستمتع بفقرات منوعة تراوح بين الموسيقى والغناء.

• كيف تقدرين انجذاب الجمهور العربي للموسيقى، وهل يشابه الجمهور الأجنبي؟

- من تجاربي المختلفة بالعزف أمام ثقافات مختلفة، أجد أن كل جمهور يختلف عن غيره، فالجمهور العربي يفضل الغناء الممزوج بالموسيقى ويقدره أكثر من الحفلات الموسيقية الخالصة، لكنَّ هناك نخباً معينة تبحث عن الموسيقى فقط، وهؤلاء أعتبرهم جمهوري.

• هل تعتبرين أن الثقافة العربية تكرس ثقافة الغناء أكثر من الموسيقى؟

- هذا الأمر واضح جداً، بدليل انتشار برامج اكتشاف المواهب المخصصة للغناء، وعدم وجود برامج تعتني بالمواهب الموسيقية، على الرغم من انتشار مدارس وجامعات تعلم الموسيقى ولها ثقلها ووزنها الكبيران، إلا أن برامج اكتشاف المواهب التلفزيونية تتجاهلها.

ممثلة درامية

• رأيناك ممثلة في تجربتين.. هل ستخوضين تجربة التمثيل مستقبلاً؟

- التجربة الأولى كانت في فيلم «حكايات تونسية» مع المخرجة نادية المازني حفيظ، وقدمت دور رسامة ضمن قصة اجتماعية عن واقع أي فتاة. أما الثانية فكانت في دور صغير بمسلسل «بوليس»، وكانتا ناجحتين فنياً، وأتطلع للمشاركة في أعمال أكبر وأهم سواء في تونس أو خارجها.

• هل ترغبين في التمثيل من أجل تحقيق الشهرة؟ أم هو هواية تحلمين بتحقيقها؟

- أنا أعشق التمثيل وأحببت التجربتين اللتين قدمتهما في السابق، ووجدت أنني يمكن أن أنجح في هذا المجال أيضاً، كما أنني راضية عن الشهرة التي حققتها لي الموسيقى حالياً، خاصة في أوروبا.

• ما أهم تكريم حصلتِ عليه؟

- تم تصنيفي ضمن أحسن عشرة عازفين في العالم في المناظرة العالمية للعازفين الشبان للكمان، التي تمت في مدينة سيدني بأستراليا عام 2010، وهذا النجاح كان من أفضل وأهم التكريمات التي حصلت عليها.

• مزجت بين أنماط موسيقية مختلفة من الموسيقى الكلاسيكية والشرقية إلى الجاز.. كيف تحققين هذا التزاوج؟

- ربما تعمقي في الموسيقى الشرقية والغربية في آن واحد، هو ما أوجد عندي هذه الأفكار المتعلقة بمزج وتركيب المقطوعات، بطريقة تريح أذن المستمع، وتحقق له المتعة، وأنا أعتبر أن النجاح في تقديم هذا الشكل من الموسيقى من أصعب ما يكون، كونه يتطلب الكثير من المجهود والعمل والتجارب، حتى نستطيع في النهاية تقديم مقطوعات تبقى في ذهن المستمع.