"عليّ عليّ بطل الريح.. هي سر يا غرانديزر".. الأغنية الشهيرة لمسلسل الأطفال الكرتوني "غرانديزر"، التي قدمها الفنان اللبناني الراحل سامي كلارك بصوته، مازالت تحتفظ بألقها وانتشارها، حيث تعيد الأغنية إلى من يستمع إليها من جيل مواليد الثمانينات والتسعينات إلى ذكريات صباهم الأولى.

لكن المثير، هو ما فعله الذكاء الاصطناعي! الذي يبدو أن بعض هواة الموسيقى أرادوا سماع بعض الأغنيات الشهيرة القديمة بأصوات فنانين يحبونهم، ويستمعون إليهم، فقام أحد محبي الفنان السعودي محمد عبده باستخدام تقنيات تحويل بصمة الصوت، ورفع صوت الفنان السعودي على موسيقى أغنية مسلسل الأطفال الكرتوني الشهير "غرانديزر"، وهو الأمر الذي لاقى تفاعلاً كبيراً من قبل الجمهور ما بين مؤيد ومعارض.

ولا يقتصر الأمر على صوت محمد عبده وأغنية مسلسل "غرانديزر"، بل تمتلئ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات لفنانين كثر، يقدمون أعمالاً غنائية غير متوقعة، مثل: تقديم الفنان المصري عمرو دياب لقصائد الفنان كاظم الساهر التي قدمها باللغة العربية الفصحى.

وكان خبراء صوت أميركيون حذروا، وفق موقع "McAfee" البريطاني، المعني بالتكنولوجيا والأمن السيبراني، من استخدام تقنية بصمة الصوت التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في استخدامات سلبية قد تؤذي الآخرين، خاصة أنها سهلة الاستخدام، ويمكن العمل عليها من خلال تطبيق منتشر يمكن تحميله بسهولة على الهواتف الذكية، من متاجر التطبيقات الرقمية.

وتقوم فكرة استبدال بصمة الصوت، من خلال تحميل التطبيق، وسحب الموسيقى من الصوت الأصلي، ثم إضافة بصمة صوت أي شخص آخر، ويمكن سحبها من خلال تقنية معينة، وتركيبها مجدداً على الموسيقى، وهذا ما يحدث حالياً من قبل هواة نقل أصوات المغنين، ووضعها على موسيقى أغنيات أخرى.

ويحذر خبراء التكنولوجيا من استفحال استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وعدم وضع ضوابط تنظم عملها، خشية خروج الأمور على السيطرة، حيث من السهل أن يقع الناس العاديون ضحايا لعمليات نصب محكمة، بفضل التكنولوجيا المتقدمة.

وتوفي الفنان اللبناني سامي كلارك في فبراير من عام 2022، عن عمر 74 عاماً، بسبب مشاكل في القلب، وفي رصيد كلارك حوالي 712 أغنية، منها العاطفي والوطني، لكن أبرز أعماله الفنية المنتشرة شارات أغاني مسلسلات الكرتون الموجهة للأطفال، منها: "غرانديزر"، و"جزيرة الكنز".

وكلارك اسمه الحقيقي سامي حبيقة، لكنه لقب نفسه بـ"سامي كلارك"، تسهيلاً لنطق الاسم باللغات الأجنبية، خاصة أنه بدأ مشواره الفني بالغناء بالإنجليزية والفرنسية واليونانية والألمانية والروسية.