عندما كنّا أطفالاً، فإن أكثر جملة كنّا نكرهها، هي أن نؤمر بترتيب غرفتنا، لكن يبدو أننا كنا نفقد الكثير من الأمور الإيجابية، إذ وجد أن الأعمال المنزلية تساعد في حماية العقل وصحته.

وسواءً كنتِ تحبين الأعمال المنزلية، أو ما زلتِ تكافحين للعثور على الدافع للتنظيف، تُظهر الدراسات الجديدة أن هذه المهام تفعل أكثر من الحفاظ على منزلك بحالة جيدة، إذ تساعد في إبقائكِ بحالة جيدة أيضاً، وبأكثر من طريقة، كما تشير إلى أن هناك ارتباطات وثيقة بين الأعمال المنزلية، وصحة الدماغ والقلب، وتحسين الصحة العقلية، وتقليل التوتر.

أي، وبعبارةٍ أخرى، فإن الأعمال الروتينية، التي تقومين بها تعزز وظائف المخ، والمزاج، ونوعية الحياة بشكل عام.

تساعد الأعمال المنزلية على تعزيز صحة العقل والقلب:

يقول الأطباء والباحثون إن أولئك الذين يقومون بشكل متكرر بتنفيذ مهام، مثل: التنظيف والطهي وصيانة المنزل، لديهم حجم دماغ أكبر من أولئك الذين نادراً ما يقومون بهذه الأنواع من الأعمال المنزلية، كما يشيرون إلى أن الفوائد الجسدية والعقلية المتزايدة لأداء الأعمال الروتينية بانتظام، يمكن أن تحسن البقاء على قيد الحياة، وتؤدي إلى حياة أطول.

كما وُجد أن استبدال 30 دقيقة من الخمول يوميًا بعمل روتيني (مثل: كنس الأرض، أو تنظيف المنزل)، يقلل جميع الأسباب والوفيات القلبية الوعائية بنسبة 11 و24%، على التوالي. ومن بين جميع الطرق، التي تجعل قلبكِ أكثر صحة، فإن القيام ببعض المهام المنزلية يعد أمراً سهلًا نسبيًا للبدء.

تقليل التوتر وتعزيز الصحة العقلية:

رغم أن تكرار الأعمال المنزلية قد يعد أمراً مملاً، فقد ثبت أن الانخراط بانتظام في المهام المنزلية يقلل التوتر، ويعزز الحالة المزاجية، ويحسن الصحة العقلية بشكل عام، ويجعلكِ تستعيدين الشعور بالسيطرة في الحالات الشديدة عاطفياً.

ومن المعروف أن التوتر المزمن يمكن أن يؤدي إلى مجموعة واسعة من الأعراض، من مشاكل الذاكرة والتركيز إلى الحالة المزاجية والقلق والاكتئاب وتوتر العضلات واضطرابات الجهاز الهضمي، وارتفاع ضغط الدم.

وفي حين أن تنظيف المنزل لن يحل جميع مشاكلك، فهو طريقة مباشرة للحفاظ على تقليل التوتر لديك، وإبقاء مزاجكِ تحت السيطرة.

وإذا كانت فكرة القيام بالأعمال المنزلية كافية لرفع ضغط الدم لديك، فحاولي تحديد أولويات المهام، لتكوني أكثر إنتاجية.

أما في حال تولد لديكِ شعور بالتأخر في أداء واجباتك الروتينية، فلا داعي للقلق، حيث إن تحديد يوم استدراك لمتابعة المهام، التي قمتِ بتأجيلها، طريقة رائعة للتعامل مع الأعمال المنزلية، دون حشرها بشكل عشوائي في جدول مزدحم بالفعل.