"النقرس" هو نوع شائع ومؤلم من التهاب المفاصل (تورم في واحد أو أكثر من مفاصلك)، عادة يظهر لأول مرة في الإصبع الكبرى بالقدم أو الطرف السفلي، ويمكن أن تتأثر المفاصل الأخرى، ولحسن الحظ هناك إمكانية لعلاج معظم أنواع النقرس، خاصة إذا تم اكتشافها مبكراً.
النقرس أكثر شيوعاً لدى النساء، حيث يميل إلى الظهور لأول مرة بالنسبة لهن في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، وغالباً تبدأ أعراض النقرس المُزعجة فجأة في الليل، مع ألم شديد قد يوقظك، فقد تشعرين بالتورم والاحمرار والصلابة، وعادة تتحسن التوهجات في غضون أسبوعين، لكن في حال تركها من دون علاج، قد تستمر لفترة أطول من ذلك، وتتدهور الحالة.

 

 

ما "النقرس"؟
يحدث النقرس بسبب تراكم حمض اليوريك في مجرى الدم، وبلورات البول في أنسجة الجسم، ويوجد حمض اليوريك عادة في الجسم كمنتج ثانوي للطريقة التي يكسر بها الجسم بروتينات معينة تسمى البيورينات، وعادة يذوب حمض اليوريك في الدم، ويمر عبر الكلى إلى البول.
لكن في بعض الأحيان، ينتج الجسم الكثير من حمض اليوريك، أو تفرز الكلى القليل جداً منه، وعند حدوث هذا، يمكن أن يتراكم حمض اليوريك، ويشكل بلورات يوريت حادة، تشبه الإبرة في المفصل، أو الأنسجة المحيطة التي تسبب الألم والالتهاب والتورم، ويؤثر بشكل رئيسي في المفاصل.
وقد تحدث هشاشة بالعظام، وفي المراحل المتأخرة انخفاض في مساحة المفصل، وخلال المرحلة الحادة المعنية، يكون للمفصل علامات وأعراض التهاب حاد مع عقيدات صلبة.

لماذا تصاب النساء بـ"النقرس"؟
تمتلك النساء فترة أقصر لإزالة حمض اليوريك من أجسامهن، مقارنةً بالرجال، وهذا يعني أنه من المحتمل أن يرتفع مستوى حمض اليوريك لديهن بسرعة أكبر، ما يزيد احتمال الإصابة بالنقرس، بالإضافة إلى ذلك، هناك أسباب أخرى تزيد خطورة إصابتهن بالنقرس، منها:

1. التغيرات الهرمونية:
توازن الهرمونات يلعب دوراً مهماً في صحة المرأة، والتغيرات الهرمونية التي تحدث في فترة الحيض والحمل وانقطاع الطمث، قد تؤدي إلى زيادة مستوى حمض اليوريك في الجسم، وهو عامل مسؤول عن تكوين ترسبات النقرس.

2. الأدوية المستخدمة:
بعض الأدوية المستخدمة لعلاج أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم، تعد من بين العوامل المساهمة في زيادة مستوى حمض اليوريك في الجسم، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بمرض النقرس.

3. الحمية الغذائية:
ترتبط بعض الأطعمة بزيادة مستوى حمض اليوريك في الجسم، ومن ضمنها الأغذية الغنية بالبروتين، والأطعمة الغنية بالفركتوز. وبالتالي، فإن تناول النساء لهذه الأطعمة بكميات كبيرة، يمكن أن يزيد خطر الإصابة بمرض النقرس.

4. الاضطرابات الصحية الأخرى:
تعد بعض الاضطرابات الصحية الأخرى، مثل: السمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول، من بين العوامل التي تزيد خطر الإصابة بمرض النقرس.

أعراض "النقرس":
هناك مجموعة من الأعراض، التي تصيب مرضى النقرس، وتختلف حدتها من شخص لآخر، حسب العمر والحالة الصحية والتاريخ العائلي، ومن بين أبرز أعراض "النقرس" ما يلي:

· ألم شديد في المفاصل: عادة يؤثر النقرس في المفصل الكبير للإصبع الكبرى بالقدم، لكن يمكن أن يحدث في أي مفصل، وتشمل المفاصل الأخرى المتأثرة بشكل شائع: الكاحلين والركبتين والمرفقين والمعصمين والأصابع، ومن المرجح أن يكون الألم أشد في غضون الساعات الأربع إلى الثانية عشرة الأولى بعد بدايته.
· عدم الراحة: بعد انحسار الألم الشديد، قد يستمر الشعور بعدم الراحة في المفاصل، من بضعة أيام إلى أسابيع.
· الالتهاب والاحمرار: يصبح المفصل المصاب منتفخاً ورقيقاً ودافئاً وأكثر احمراراً.

 

 

عوامل خطورة النقرس:
تشمل العوامل، التي تزيد مستويات حمض اليوريك في جسمك، ما يلي:

1. النظام الغذائي:
تناول نظام غذائي غني باللحوم، والمأكولات البحرية، وشرب المشروبات المحلاة بسكر الفاكهة (الفركتوز)، يزيد مستويات حمض اليوريك، ما يزيد خطر الإصابة بالنقرس.

2. السمنة:
إذا كنت تعانين زيادة الوزن، فإن جسمك ينتج المزيد من حمض اليوريك، وتواجه كليتاك صعوبة أكبر في التخلص من حمض اليوريك.

3. الظروف الطبية:
تزيد بعض الأمراض والحالات خطر الإصابة بالنقرس، وتشمل هذه ارتفاع ضغط الدم غير المعالج، والحالات المزمنة، مثل: مرض السكري، ومتلازمة التمثيل الغذائي، وأمراض القلب والكلى.

4. بعض الأدوية:
يمكن أن يؤدي استخدام مدرات البول الثيازيدية، المستخدمة عادة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، أو جرعة منخفضة من الأسبرين إلى زيادة مستويات حمض اليوريك، وكذلك يمكن لاستخدام الأدوية المضادة للرفض الموصوفة للأشخاص الذين خضعوا لعملية زرع أعضاء، أن تزيد نسبة حمض اليوريك.

5. التاريخ العائلي:
إذا كان أفراد عائلتك الآخرون مصابين بالنقرس، فمن المرجح أن تصابي بالمرض.

6 .العمر والجنس:
يحدث النقرس في كثير من الأحيان عند الرجال، ويرجع ذلك إلى أن النساء يملن إلى خفض مستويات حمض اليوريك، لكن بعد انقطاع الطمث، تقترب مستويات حمض اليوريك لدى النساء من مستويات الرجال.

 

 

علاج النقرس:
عادة، يتضمن علاج النقرس مزيجاً من تغييرات نمط الحياة والأدوية وإدارة الحالات الصحية الأساسية، وقد تشمل تعديلات نمط الحياة: اعتماد نظام غذائي صحي منخفض البروتين، وفقدان الوزن إذا لزم الأمر، والبقاء رطباً، ويمكن أن تساعد الأدوية في تخفيف الألم أثناء نوبات النقرس، وتقليل مستويات حمض اليوريك، لمنع النوبات المستقبلية.

أدوية لعلاج نوبات النقرس:
تشمل الأدوية المستخدمة لعلاج الهجمات الحادة، ومنع الهجمات المستقبلية، ما يلي:
· الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية.
· أدوية الكورتيكوستيرويد.

العلاج الطبيعي للنقرس:
يعتمد العلاج الطبيعي على المفصل المصاب، وتكون الأهداف الرئيسية للعلاج الطبيعي، هي:
1. تخفيف الألم.
2. تخفيف الالتهاب.
3. الحفاظ على المرونة والقوة.

 

 

أبرز أنواع العلاج الطبيعي للنقرس:
· أكياس الثلج: قد يكون العلاج بالتبريد لتخفيف الألم المرتبط بنوبات النقرس الحادة فعالاً، ويكون على شكل كيس ثلج مطحون يخفف الألم، بالإضافة إلى الالتهاب.
· تمارين التقوية: يمكن أن تساعد تمارين تقوية العضلات المحيطة في دعم واستقرار المفصل المصاب، وتشمل تمارين التقوية تدريب المقاومة باستخدام الأوزان أو تمارين وزن الجسم.
· العلاج اليدوي: يمكن استخدام تقنيات العلاج اليدوي، لتحسين حركة المفاصل، وتقليل التصلب، وتخفيف الألم.
· الأجهزة المساعدة: في بعض الحالات، قد يُوصى بالأجهزة المساعدة، مثل: الجبائر أو العكازات، لتوفير الدعم، وتقليل الضغط على المفصل المصاب، وتعزيز المحاذاة، والمشية المناسبة.
· ممارسة الرياضة وإدارة الوزن: قد يصف أخصائيو العلاج الطبيعي تمارين محددة، ويساعدون الأفراد على تطوير برنامج تمرين مصمم خصيصاً لقدراتهم واحتياجاتهم. ويمكن أن تساعد التمارين الرياضية المنتظمة في إدارة الوزن، وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام، وتعزيز مرونة المفاصل، وقوتها.