تختلف تطلعات طلاب المدارس، الذين بدؤوا إجازتهم الصيفية بعد موسم دراسي طويل، بحسب توجهات عائلاتهم وقراراتهم بالسفر أو البقاء داخل الدولة.
لكن ما يتفق عليه الجميع، هو ضرورة استفادة طلاب المدارس من العطلة الطويلة نسبياً، إذ يزيد عدد أيام الإجازة عن 70 يوماً، يخشى الآباء فيها تحول ليل أبنائهم إلى نهار، بسبب قضائهم أوقاتاً طويلة على الشبكة العنكبوتية والأجهزة الرقمية واللوحية، في الوقت الذي أصبح فيه استخدام التكنولوجيا بمثابة الإدمان.

استثمار العطلة:
يقول الخبير التربوي، الدكتور محمد أبو عمارة، لـ"زهرة الخليج"، إن الحل الأول لاستثمار العطلة الصيفية الطويلة، هو التنويع في الفعاليات المقررة المشاركة بها، مع ضرورة منح الطلاب فرصة للراحة السلبية بعد المجهود الطويل الذي بذلوه خلال الموسم الدراسي.
ويضيف: "السفر فرصة مهمة لاكتشاف الأشياء الجديدة حولنا، فالسفر معرفة، لكن لا توجد عائلة في العالم تسافر طيلة 70 يوماً، هي مدة الإجازة، فالحل هو اختيار موعد يلائم الجميع، والقيام برحلة سياحية داخلية أو خارجية للتعرف إلى ثقافات جديدة".
ويطرح أبو عمارة حلولاً أخرى، منها: المشاركة في النوادي الصيفية، موضحاً: "هناك العديد من النوادي الصيفية، التي تهتم بالجانبين الرياضي والمعرفي، حيث تقيم معسكرات صيفية للطلاب من مختلف الأعمار، تنمي بها مهاراتهم الدراسية من خلال الإضاءة على المواد التعليمية للفصل الدراسي المقبل، وتهيئة الطلاب لما سوف يقومون بدراسته لاحقاً، دون إلزامهم بواجبات دراسية، إضافة إلى تنمية مهاراتهم الرياضية عبر ممارسة أنواع رياضية معينة، مثل: السباحة، وكرة القدم، والجري".

 

 

الانشغال بالألعاب الإلكترونية:
ويحذر أبو عمارة من استسهال فكرة رغبة الطلاب بالبقاء في البيت، لانشغالهم بالألعاب الإلكترونية الكثيرة، بحجة أنهم يفضلون التقنيات التكنولوجية الحديثة، معتبراً أن تمضية الوقت الطويل للأبناء أمام الأجهزة الإلكترونية تعزلهم عن العالم، وتؤثر فيهم صحياً بطريقة سلبية.
وتمثل العطلة الصيفية الطويلة فرصة لتغيير الطلاب روتينهم اليومي الممل، من خلال الصحو مبكراً، وتناول الإفطار، وممارسة التمارين الرياضية، وتقسيم الوقت بين لقاء الأصدقاء، والذهاب إلى الحدائق، وقراءة الكتب، كما يمكن حضور ورش العمل المختلفة، بهدف اكتساب مهارات جديدة، ويمكن التسجيل في دورة لتعلم إحدى اللغات الأجنبية، لتوسع المدارك العقلية، والمعارف الإنسانية.
ومن المهم والضروري، وضع قائمة بالمهام المراد تنفيذها خلال العطلة، حيث يمكن تعلم مهارة جديدة، والانكباب على تعلمها بشكل احترافي، وتطويرها للاستفادة منها لاحقاً، كما يمكن أيضاً التطوع مع المؤسسات الخيرية لمساعدة كبار السن، بهدف تعزيز الحس الإنساني لديك.
ويمكنك، أثناء مشاركتك في أي نشاط صيفي، توثيقه من خلال التقاط الصور والفيديوهات، التي ستبقى ذكرى لديك تعود لها في الأيام اللاحقة.