لا يختلف الإماراتيون في عاداتهم لاستقبال عيد الأضحى المبارك، عن سواهم في الدول العربية، إذ تعد طقوس استقبال العيد في منطقة الخليج العربي خصوصاً، والعالم العربي عموماً، متقاربة ومتشابهة، خاصة أن المحتفلين بالعيد، يبدؤون استعداداتهم منذ دخول شهر ذو الحجة، إذ يبدأ معظم الناس بصيام الأيام التسعة الأولى من الشهر الهجري، تقرباً بالعبادات لله عزَّ وجلَّ.
ويحظى حجاج بيت الله الحرام، الذين يؤدون مناسك الحج في بيت الله الحرام بمكة المكرمة، باهتمام بالغ من قبل الناس في الإمارات، إذ لا يكاد يخلو بيت من قيام أحد أفراده بأداء مناسك الحج، لما لهذه الشعيرة الإيمانية من قدسية بالغة عند المسلمين.

 

 

تحضيرات العيد:
وإضافة إلى تحضيرات العيد الأساسية، من شراء ملابس العيد للصغار والكبار، وتحضير الحلويات والقهوة العربية، تشغل مسألة شراء أضحية العيد حيزاً كبيراً من اهتمامات العائلات الإماراتية، إذ يحرص كبار العائلة في اليومين اللذين يسبقان حلول يوم العيد، على شراء الأضحية ضمن شروطها المعروفة، بهدف ذبحها والتصدق بجزء منها، وإهداء جزء آخر.
وتلفت الأجواء الاحتفالية بقدوم العيد، زوار الإمارات، فعدا الزينة التي يقوم المواطنون بتعليقها على مداخل البيوت، تنتشر في الشوارع العامة ومراكز التسوق زينة العيد بأشكال وأحجام مختلفة، حيث تحرص البلديات في مختلف أنحاء دولة الإمارات، على إشاعة جو من السعادة والراحة البصرية بين الناس، ومشاركتهم مناسباتهم السعيدة.

 

 

طقوس يوم العيد:
وبحلول صبيحة يوم العيد، يبدأ نشاط العائلات مبكراً بالذهاب لأداء صلاة العيد في المساجد والساحات المخصصة، وفور العودة من الصلاة، ينشغل الناس بذبح أضاحيهم في الأماكن المخصصة والمنتشرة في جميع إمارات الدولة، والتي يتم الإعلان عنها في الأيام الأخيرة قبل حلول يوم العيد، حيث يمارس الناس شعيرة ذبح الأضحية بسعادة، ابتغاء التقرب إلى الله تعالى، حيث يقومون بتقسيمها إلى قطع متساوية لدى الجزارين، وتعبئتها بأكياس.
بعد صلاة العيد وذبح الأضاحي، يعود الناس إلى بيوتهم للتزين، ومعايدة أفراد أسرهم، وعادة يجتمعون على وجبة الإفطار، التي تتكون من أكلات شعبية شهيرة تسمى "فوالة العيد"، ومنها: الهريس، والخبيص، واللقيمات، والعرسية، والبلاليط، وأنواعٍ من التمر، فضلاً عن مختلف المشروبات، وأبرزها: القهوة العربية.
وتحرص العائلات، في الإمارات، على الاجتماع ظهر يوم العيد، إما في مضافة العائلة، أو من خلال الزيارات، حيث يعتبر طقس الزيارات الاجتماعية من أبرز المظاهر والمشاهد التي يقوم بها الناس خلال فترة العيد.
وعادة، يحظى الناس بإجازة طويلة نسبياً خلال عيد الأضحى المبارك، لأن العيد الذي يستمر أربعة أيام يسبقه يوم إجازة، وهو يوم وقوف الحجاج على جبل عرفات، وهذا العام 2023، يصادف العيد يوم أربعاء، ما يعني أن الناس سيستمتعون بإجازة تبلغ ستة أيام، من صبيحة يوم الثلاثاء 27 يونيو، وحتى مساء يوم الأحد 2 يوليو، وهو الأمر الذي يدفع محبي السفر للتخطيط لقضاء أيام العيد في الأماكن السياحية داخل الإمارات وخارجها.