يهدف "بروتوكول الرفاه النفسي في بيئة العمل"، الذي أطلقته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، إلى توفير بيئة عمل داعمة ومحفزة على الإبداع، من خلال اتباعِ معايير الجودة والكفاءة، ارتكازاً على عدة أهداف استراتيجية، تشمل: تحقيق الاستدامة على صعيد الموارد البشرية والمالية والتكنولوجية، وإنتاجِ المعرفة، ودعم ورفاهية الإنسان بصورة عامة، وهو ما تهدف إليه استراتيجيات "عام الاستدامة"، التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة، عند إعلان 2023 عاماً للاستدامة.
وتثبت دولة الإمارات، بهذه المبادرة الجديدة والمبتكرة، مجدداً، اهتمامها النوعي والحقيقي المتجسد واقعاً بالعاملين في منشآتها المختلفة، وتقديم كل سبل الراحة والمساحة الواسعة للإبداع وتطوير أنفسهم.
وبينت منى عبدالكريم اليافعي، مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أن الموظفين الذين لا يشعرون بأنهم بحالة نفسية جيدة، لا يستطيعون تقديم أفضل أداء نوعي في العمل، فتوفير بيئة عمل صحية، نفسياً وفكرياً واجتماعياً، مسؤولية مشتركة؛ كون الوظيفة تعد محدداً مهماً لصحة الفرد ورفاهيته.
وقالت اليافعي، في تصريحات صحافية، إن "بروتوكول الرفاه النفسي في بيئة العمل"، يؤكد مسؤوليات جهات العمل على صحة موظفيها النفسية، بهدف حماية فريق العمل من الاحتراق الوظيفي، والصدمات المهنية.

 

وتوصي الدراسات، التي قامت بها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، بالاهتمام بالجانب النفسي والاجتماعي للموظفين، كون الرفاه النفسي يعد أولوية قصوى، في طرق التعامل مع الغير. ومن هذا الجانب، يقدم البروتوكول توصياته بشأن طرق التعامل مع الموظفين، انطلاقاً من ظروفهم الحياتية، للاستفادة من خبراتهم وإبداعاتهم وإنتاجهم المهني، في ظروف عمل مناسبة.
وتسبق دولة الإمارات، دائماً، نظيرتها في التعامل مع ما يفيد الإنسان من مبادرات خلاقة، تسعى لتعزيز رفاهيته وسعادته. ففي تقرير، نشرته منظمة الصحة العالمية على موقعها في سبتمبر 2022، قالت المنظمة إن بيئة العمل التي تخلو من الرفاهية والسعادة، وتتسم بالتمييز وعدم المساواة وأعباء العمل المفرطة وانعدام الأمان الوظيفي، تشكل خطراً على الصحة النفسية.

وأوضحت المنظمة العالمية أن 15% من العاملين عانوا اضطرابات نفسية، نتيجة بيئة العمل السامة، بحسب إحصاءات أجرتها عام 2019.
وتشير المنظمة، كذلك، إلى أن العالم يهدر سنوياً 12 مليار يوم عمل، بسبب اكتئاب وقلق الموظفين، ما يكلف الاقتصاد العالمي تريليون دولار سنوياً، بسبب الإنتاجية المهدرة.
وتضع منظمة الصحة العالمية بروتوكولاً لتنظيم العمل، فمن حق جميع العاملين العمل في بيئة آمنة وصحية، تدعم الصحة النفسية الجيدة، من خلال: إحساس العامل بالثقة والقدرة على الإنجاز، باعتبار مكان عمله مصدراً لرزقه، وأن مكان عمله فرصة لإقامة علاقات إيجابية والاندماج في المجتمع، وأن بإمكانه القيام بأنشطة روتينية منظمة، من جملة فوائد أخرى عديدة، حتى إن الأشخاص الذين يعانون اعتلالات الصحة النفسية، يمكن أن يساهم العمل اللائق في تعافيهم واندماجهم، وتحسين مستوى ثقتهم، وتفاعلهم الاجتماعي.