إنه اليوم الأول في العمل بعد إجازة طويلة!.. انتهت إجازة عيد الأضحى المبارك، وحان وقت العودة لممارسة الأعمال اليومية الروتينية. هنا، أنتم مصابون بالكسل والتعب، بعد قضائكم أياماً طويلة في اللهو والرحلات، وزيارة الأقارب والسهر لساعات طويلة والنوم حتى الظهيرة. لكن، اعتباراً من اليوم أنتم منذ الصباح المبكر في مكاتبكم ومع زملائكم، وعليكم إتمام مهام العمل الرسمية، وحضور الاجتماعات، والتعامل مع المراجعين.
كل هذه الأفكار قد تبدو مرهقة لكم من أول وهلة، فكيف يمكن تجاوزها، والعودة بهمة ونشاط، لممارسة أعمالكم وإنجازها بإتقان ودون تأخير؟

 

النظام والترتيب هما أهم عاملين لعودة عجلة العمل إلى دورانها، ولهذا السبب من المهم الالتقاء صباحاً مع فريق العمل في اجتماع قصير عند بداية اليوم، ويمكن للمدير تقسيم وقت الاجتماع إلى ثلاثة أقسام: في القسم الأول يتم تبادل المباركات والسؤال عن الأحوال العامة. وفي الثاني، تتم مراجعة جدول المهام والبدء بالأشياء الضرورية، خاصة المؤجلة من قبل الإجازة. وفي الثالث، توضع خطوط عريضة لأبرز المهام الواجب إنجازها قبل نهاية الأسبوع.

تقنية بومودورو
يمكن للموظفين في يوم عملهم الأول بعد الإجازة، الاستعانة بـ"تقنية الطماطم" لإتمام مهمات العمل، وهي تقنية تقسيم الوقت، التي اخترعها الإيطاليون ويطلقون عليها "طريقة البومودورو" (pomodoro technique)، وهي طريقة لإدارة الوقت طورها الإيطالي فرانشيسكو سيريلو، في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وذلك عن طريق استخدام مؤقت على شكل حبة طماطم، ومنها استوحي اسمها، لتقسيم وقت العمل إلى فترات زمنية، مدة الواحدة منها 25 دقيقة، وتفصل في ما بينها فترات راحة قصيرة.
وتسمى الفترة الواحدة "بوموداري"، وهي مأخوذة من الكلمة الإيطالية "pomodoro"، التي تعني "طماطم"، ويستند هذا الأسلوب على فكرة التوقف المتكرر من أجل الراحة التي يمكن أن تحسن سرعة البديهة والتركيز.
وترتبط هذه التقنية ارتباطاً وثيقاً بالعديد من المفاهيم، منها التطوير المتكرر والمتزايد المستخدم في عمليات تطوير البرمجيات. ولتطبيق هذه الطريقة عليكم بالخطوات الخمس الأساسية التالية:
- اختيار العمل الذي تريدون القيام به.
- ضبط المؤقت على 25 دقيقة (عادةً).
- البدء في العمل حتى ينتهي المؤقت.
- أخذ فترة راحة قصيرة لمدة 3-5 دقائق، ثم العودة مرةً أخرى للاستكمال.
- عند كل 4 فترات عمل "بومودورو"، ينصح بأخذ راحة من 15 إلى 30 دقيقة.

ويمكن إنجاز العمل خلال اليوم الأول، من خلال هذه التقنية التي تُشعر الموظف بأنه قادر على استجماع قواه ونشاطه، من خلال تهيئة العقل والجسم للدخول في جو العمل بشكل متتالٍ ومستمر في الأيام المقبلة.
ومن المهم، أيضاً، في نهاية اليوم وقبل الانصراف إلى المنزل، وضع برنامج لمهام العمل في اليوم التالي، للبدء بها عند الوصول إلى المكتب.
ونهاية اليوم الأول من العمل تعني الاستعداد النفسي والعقلي، لممارسة الأعمال اليومية بشكل يومي، لذا من المهم اتباع النصائح المعتادة، وهي: الخلود للنوم مبكراً، وعدم الانشغال بالمؤثرات التي تعطل جودة النوم، مثل: اللهو بالهاتف، والسهر أمام التلفزيون، وإشعال الإضاءة قبل النوم.
ومن الضروري سرعة العودة إلى النظام الغذائي الصحي الذي كان متبعاً قبل الإجازة، ومن الأفضل بدء ممارسة روتين التمارين الرياضية الخفيفة، بهدف استعادة النشاط الذهني، بالتوافق مع النشاط الجسدي.