يبقى إمبراطور الطرب، و«فنان العرب»، رمزاً من رموز الفن المعاصر، وعلامة فارقة في تاريخ الغناء الأصيل، فهو ليس مجرد فنان من الزمن الجميل، أو من جيل الذوّاقة، فمحمد عبده استطاع - خلال خمسة عقود من العطاء المتواصل - أن يصنع منهجاً، ومدرسة إبداعية مغايرة، وأن يجعل من الموسيقى علاجاً، وهكذا هم العُظماء، إضافة حقيقية إلى تراث وثقافة بلادهم وأوطانهم وشعوبهم.

محمد عبده «هبة ربّانية، وأسطورة لا تتكرر».. هكذا تم تقديم نجم الغناء السعودي في حفل ضخم، أقيم ليل أمس على المسرح الكبير في قاعة «كوكاكولا أرينا» دبي، برعاية «مؤسسة دبي للمهرجانات وقطاع التجزئة»، إحدى مؤسسات دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، وانطلاق الدورة الـ26 لمفآجات صيف دبي، ومن تنظيم شركة «روتانا».

محمد عبده بدأ حفله متأخراً، بسبب الحشود التي كانت بانتظاره داخل القاعة وخارجها، فقد تسببت في زحمة سير خانقة على الطرق، وتم استدعاء الأمن؛ لإفساح الطريق له للوصول إلى قاعة الحفل، لكن الجمهور المتعطش لسماعه كان على أتم الاستعداد لرؤية وسماع «أبو نورة»، ليستمتعوا وليقضوا ليلهم مع «فنان العرب»، مرحبين به عند صعوده على المسرح بالتصفيق والصراخ والصفير لوقت تعدى الدقائق. وافتتح الفنان السعودي حفله بمجموعة من أغانيه الجميلة، منها: «أنشودة المطر»، و«شبيه الريح»، و«الأماكن»، وغيرها من روائعه الجميلة، كما وعد جمهوره بأنه مستعد لغناء كل ما يطلبونه منه؛ لتكون سهرة غنائية رائعة.

كما أعرب «فنان العرب» عن حماسه لهذا الحفل، ولقاء محبيه وجمهوره، ناقلاً محبته ومحبة المملكة العربية السعودية إلى أهل الإمارات، ومعرباً عن إعجابه بهذا البلد العظيم، وسعادته بأنه سبب في إدخال الفرحة والبسمة والسعادة إلى قلوب الحاضرين.