في ظل التوجه العالمي للاهتمام بالمناخ، بدأت دول العالم توجيه أنظار سكان الأرض لخطورة التصرفات البيئية غير المسؤولة على مستقبل كوكب الأرض، ولهذا السبب يجري حساب كل التصرفات البشرية التي يقوم بها الإنسان، خلال استخداماته اليومية، واقتراح بدائل يمكن القيام بها، لتقليل الآثار التي تنعكس سلباً على البيئة.
تعرّف الأمم المتحدة البصمة الكربونية بأنها إجمالي غازات الدفيئة، الناتجة عن الانبعاثات الصناعية أو الخدمية أو الشخصية، وقياسها يكون سعياً للحد من الآثار السلبية لتلك الانبعاثات.
وتُقاس الانبعاثات بمكافئات ثاني أكسيد الكربون (CO2e)، التي لا تأخذ بعين الاعتبار ثاني أكسيد الكربون فحسب، بل أيضاً غازات الدفيئة الأخرى، مثل: الميثان وأكسيد النيتروز، عن طريق تحويلها إلى مكافئ الانبعاثات من ثاني أكسيد الكربون، له نفس إمكانية الاحترار العالمي.
وتعد انبعاثات غازات الدفيئة، التي يسببها الإنسان، أكبر مساهم في تغير المناخ، وهو أكبر تهديد يواجه العالم اليوم، حيث أدت التحولات العالمية في درجات الحرارة وأنماط الطقس إلى آثار كارثية على البيئة والسكان.

وتغير المناخ يؤثر بشكل كبير في العالم الطبيعي وصحة الإنسان، وبالتالي المجتمع المحلي. ولتجنب أسوأ آثار تغير المناخ، يجب علينا تقليل انبعاثاتنا للمساعدة على الحفاظ على كوكبنا صالحاً للعيش للأجيال القادمة.
يقول تقرير نشرته منظمة الأمم المتحدة للمناخ، أعدته الصحافية المصرية رحمة ضياء، المتخصصة في إعلام المناخ، أنه للحفاظ على مناخ صالح للعيش، يجب أن ينخفض ​​متوسط ​​انبعاثات الفرد سنوياً حوالي 2 إلى 2.5 طن من مكافئ الانبعاثات من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030، من خلال اتباع الأفراد أسلوب حياة أكثر صداقة للبيئة، كتحسين كفاءة الطاقة في المنزل، والاعتماد بشكل أكبر على الخضروات في النظام الغذائي، وتقليل هدر الطعام، وتقليل الرحلات الجوية على سبيل المثال.
ويسعى العاملون في مجال المناخ إلى إشراك المشاهير في حملات التوعية للتقليل من البصمة الكربونية. ومن هذا الجانب، نشرت مجلة "فوربس" العالمية تقريراً بعنوان: "البصمة الكربونية لليوناردو دي كابريو أعلى بكثير مما يعتقد"، لفتت فيه النظر إلى كمية الرحلات الجوية المتعددة التي قام بها الفنان العالمي، والتي تجاوزت 20 رحلة في عام واحد حول العالم، قضاها متنقلاً في طائرات خاصة، فضلاً عن قضائه إجازاته الشخصية على متن يخوت فاخرة، حيث تتسبب عوادم الطائرات واليخوت في انبعاثات كربونية أعلى بكثير من المتوسط.
كذلك كان الأمر مع نجم كرة القدم العالمي ليونيل ميسي، إذ قامت صحيفة "L'Equipe"، الفرنسية، بحساب البصمة الكربونية للرحلات الجوية التي قطعها بطائرته الخاصة خلال 3 أشهر من عام 2022، وبلغت 52 رحلة جوية، حيث وصلت بصمته الكربونية إلى ما يعادل ما ينتجه المواطن الفرنسي العادي، خلال أكثر من 150 عاماً، وفق الصحيفة.
ويعتبر الإقبال على اقتناء واستخدام السيارات الكهربائية، من أبرز العوامل التي تساعد على تقليل البصمة الكربونية، حيث تساهم هذه السيارات في تقليل استخدام ثاني أكسيد الكربون، كما تجدد الدعوة إلى استخدام وسائل النقل الجماعي، أو ركوب الدراجات، واعتمادهما للمواصلات من قبل الناس، لتقليل كمية استخدام السيارات الخاصة.