تواصل دولة الإمارات مساعيها الكبيرة لدمج ذوي الهمم في المجتمع، من خلال العديد من المبادرات الأكاديمية والتعليمية، منها ما تقدمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، التي تحرص على استدامة الخدمات التي تقدمها لمن يحتاجها، حيث استفاد 1104 من ذوي الهمم من الخدمات التي تقدمها المدينة، وفق أحدث التقنيات والبرامج.
واحتفت المدينة، مؤخراً، بتخريج الدفعة التاسعة من كادرها، في "برنامج العلاج بالموسيقى"، من المواطنين والمقيمين، واختصاصيات الدفعة الثانية عشرة من جامعة إيوا الكورية، اللواتي شاركن في البرنامج.
وتولي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أهمية كبيرة لاستدامة الخدمات، التي تقدمها للأشخاص ذوي الهمم، وفق أفضل الممارسات العالمية، وتأتي استدامة "برنامج العلاج بالموسيقى"، الذي تنظمه المدينة منذ عام 2013، بالتعاون مع جامعة إيوا من كوريا الجنوبية، كتأكيد واضح على نهجها في الاستدامة، وتحقيق أفضل النتائج، حيث بلغ عدد موظفي المدينة خريجي البرنامج 131 موظفاً، تم تأهليهم وفق أحدث الأنظمة التعليمية، حيث بإمكانهم التعامل مع الأشخاص من ذوي الهمم، بهدف تطوير قدراتهم الحركية والاجتماعية واللغوية والتربوية، وإتاحة الفرص لهم لتحسين جودة حياتهم، والمشاركة والاندماج في المجتمع.
وتقوم مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، فضلاً عن تطبيق "برنامج العلاج بالموسيقى"، بتنظيم 20 جلسة تعريفية وترويحية للموظفين، والأمهات، للتعريف بالبرنامج وأهدافه، والتخفيف من الضغوط والترويح النفسي، فضلاً عن تنظيم 10 جلسات علاج بالموسيقى للجمهور، بهدف التعريف بالعلاج بالموسيقى، ومشاركة الأطفال من ذوي الهمم في المهرجانات والفعاليات السنوية التي تقام في إمارة الشارقة.
ومن اللافت، الإشارة إلى أن ستة معالجين موسيقيين من كادر المدينة، حصلوا على شهادة معالج موسيقي معتمد من جمعية تعليم العلاج بالموسيقى الكورية، حيث سيكونون أول ممارسين رسميين للعلاج بالموسيقى، ليس فقط في دولة الإمارات، ولكن في الدول العربية أيضاً.
وتهدف جلسات برنامج العلاج بالموسيقى إلى تحسين المهارات المعرفية والاجتماعية واللغوية والحركية، من خلال اختيار 7 طلاب من ذوي متلازمة داون، في كل مجموعة، وتعريضهم لجلسات العلاج بالموسيقى لفترة زمنية تستمر أربعة أشهر، بواقع 24 حصة تدريبية.
وتم اختيار الطلاب من أعمار 5 إلى 7 سنوات، بناء على استخدام محركات قياس السلوك التكيفي، واختبار الصورة الجانبية (البورتج)، وتطبق على الأطفال نظام القياس والبرمجة، لقياس مستوى الطلاب، ويستخدم اختبار "ويلكوكسون" للقياس القبلي والبعدي، وتظهر النتائج فروقاً دالة إحصائياً بين متوسطي رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية في كل من القياسين القبلي والبعدي لمقياس (AEPS)، لصالح القياس البعدي.