يأتي الصيف وموسم الإجازات، والجميع متشوقون للاستمتاع بإجازة مفيدة، والتخلص من روتين العمل لفترات طويلة، وتراكم الواجبات والمهام. وتعتبر الإجازة الصيفية الوقت المناسب لإعادة شحن طاقة الجسم والعقل بشكل إيجابي؛ لهذا تعد الإجازة بمثابة قارب النجاة المنقذ للجسد والنفس والطاقة من الغرق وسط زخم هموم الحياة. ومن هذا المنطلق، فإن مجرد ذكر كلمة إجازة يعد نوعاً من إعلان الفرح بوجود تغيير جديد سيحصل في حياة صاحبه؛ لأن الحصول على المتعة والمرح والراحة، والاستراحة من عناء العمل أو الدراسة، قليلاً، سيساعدان الجسم على استعادة توازنه النفسي والجسدي والعقلي، ويعودان بالفائدة الكبيرة عليه.

في التحقيق التالي، تتحدث المستشارة الأسرية تهاني التري، ومدربة تطوير الذات لميس نايل، والمستشارة التربوية نور وليد، عن أهمية الإجازة، وتأثيرها في الصحة النفسية والجسدية، وكيفية اغتنامها بطريقة صحيحة، واستثمار كل لحظة فيها؛ كي تؤتي ثمارها.

  • المستشارة التربوية نور وليد, المستشارة الأسرية تهاني التري ومدربة تطوير الذات لميس نايل

تقول المستشارة الأسرية تهاني التري: لا يمكننا إغفال الأهمية الكبرى للإجازة، سنوية أو أسبوعية، مهما بلغ عدد أيامها؛ لأنّ العمل المتواصل يُسبب مللاً كبيراً، كما يساهم في تراكم الواجبات، وعدم القدرة على تنظيم الوقت، فالمهم هو عدم قضاء الإجازة في ما لا يفيد، بتنمية المواهب واستثمار المهارات، وبالتالي اغتنام فرصة إضافة جديدة إلى الرصيد المعرفي، وتعلم أشياء جديدة تصقل الشخصية والتفكير، ومن النصائح التي تساعد على ذلك:

قائمة الإنجازات:

حاول أن تكتب قائمة الإنجازات، التي ترغب في تنفيذها، خاصة تلك المهام التي تقوم بتأجيلها يوماً بعد يوم، سواء في العمل، أو في حياتك الخاصة؛ لتبدأ في تنفيذها.

تفكير إبداعي:

تعلم مهارات التفكير الإبداعي والابتكاري؛ إذا كنت ترغب في العودة من الإجازة بشكل جديد ومبهر، سواء في بيئة العمل، أو مع أفراد أسرتك؛ لتكون بمثابة المنقذ أو المفكر المبدع في حل المشاكل، أو اقتراح أفكار جديدة تساهم في كسر الروتين والتغيير الإيجابي للجميع.

ممارسة هواية:

ممارستك أي حرفة، أو هواية، أو تعلمها، طريقة رائعة لتفريغ طاقتك، والتخلص من الأفكار السلبية بعمل شيء تحبه، فتحويل مواد أولية بسيطة إلى شيء جميل من صنع يديك سبب رائع للشعور بالإنجاز. كما يمكن لهذه الحرفة أن تحقق لك دخلاً، إن اتخذتها مهنة تستفيد منها لاحقاً في المستقبل.

قراءة الكتب:

بالطبع «خير جليس في الزمان كتاب»؛ فتأثير الكتب المفيدة في المرء يشبه - إلى حدٍّ كبير - تأثير صديق جيد فيه، وقراءة الكتب، ورقية أو إلكترونية، تصنع فرقاً كبيراً، وهذا الفرق يبدو واضحاً جداً في طريقة تفكيرك، وبلاغتك، وطريقة تعبيرك عما يجول بخاطرك، وفي تعاملاتك مع الناس.

صحة الجسد:

قد تتم الاستفادة من الإجازة بشكل إيجابي ومميز، من خلال تقليل التوتر والقلق، وتنظيم النوم والانتهاء من الأمور العالقة والمؤجلة، أو أن نتعامل معها بشكل عشوائي وفوضوي، ونقضي الوقت في السهر، وعدم تنظيم الأكل، ما يساهم في زيادة معدل القلق والتوتر واضطراب النوم، وبالتالي الخروج من الإجازة بنفسية سيئة مضطربة، وجسد منهك.

إجازة من الإجازة!

لماذا نشعر، أحياناً، بالحاجة إلى إجازة بعد العودة من الإجازة؟.. الكثيرون يشعرون بعدم الرغبة في العودة إلى أعمالهم مع عدم التخلص من التوتر والإرهاق، الذي كان يجب التخلص منه خلال الإجازة، والسبب في ذلك هو أننا في بعض الأحيان نقضي الإجازة دون أن نخلع رداء العمل. أو بمعنى آخر لا نهيِّئ أنفسنا للانفصال بأذهاننا عن الدور الذي نؤديه طوال الوقت في المكتب. والهدف من الإجازة هو الهروب من كل الأدوار الاعتيادية، والتحرر من كل القوالب الجامدة، لا أن نقوم بالأدوار ذاتها، لكن في أماكن أخرى!

مثلاً.. المدير الذي يذهب في إجازة إلى الشاطئ، لكنه يظل على اتصال بفريق عمله لكي يتابع الأخبار، والأم التي تظل تجهز الطعام قبل الإجازة، وأثناءها، بالنمط نفسه الذي تتبعه طوال العام، لا تُعتبر إجازتهما حقيقية؛ إذ يعودان إلى أعمالهما دون التخلص من الأعباء النفسية والجسدية.