تختتم، مساء يوم غدٍ الأربعاء، فعاليات الدورة الرابعة عشرة من "موسم طانطان الثقافي" بالمغرب، التي انطلقت في الرابع من يوليو الحالي، تحت شعار "موسم طانطان.. عامل إشعاع الثقافة الحسانية"، والذي شهد مشاركة إماراتية متميزة، من خلال جناح تشرف عليه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، بالتعاون مع عدد من المؤسسات المعنية بصون التراث الثقافي.

 

جاءت المشاركة الإماراتية بهدف تعزيز التعاون الثقافي لدولة الإمارات مع مختلف الدول، وتقوية روابط الجسور التاريخية والحضارية، وإيصال رسالة دولة الإمارات الحضارية والإنسانية، الممزوجة بعبق التراث الأصيل.
ويحتفي الجناح الإماراتي في "طانطان" بالإنجازات التي تحققها الدولة، عبر لوحات فنية تجسد معاني الانتماء للوطن، والتعريف بأصالته أمام الزوار، عبر لوحات متعددة تعبر عن أوجه العادات والتقاليد الإماراتية، كما تعكس الخيم الإماراتية المنصوبة في صحراء "طانطان"، صوراً حية للحضارة والتراث والثقافة المشرقة للإمارات في العالم العربي.
ومن أبرز المشاركات الإماراتية في "موسم طانطان"، مشاركة نادي تراث الإمارات، الذي يعمل على تعزيز حضور التراث الإماراتي، في مختلف المحافل والمناسبات الدولية، التي يرتادها عدد كبير من الزوار والسياح من مختلف الثقافات والدول، ما يتيح فرصة التبادل الثقافي مع الشعوب الأخرى، وتعريفها ببعض ملامح حضارة وتراث الدولة.
وتضمنت مشاركة النادي عرض صناعات تقليدية تراثية، تبرز الجهود في حفظ تراث الدولة والتعريف به، حيث تقدم عدداً من الورش الحية في صناعة الفخار ودلال القهوة بالطرق القديمة، التي سادت مجتمع الإمارات في الماضي، فيما يعرض ركن مركز زايد للدراسات والبحوث مجموعة من إصدارات نادي تراث الإمارات، التي تتنوع بين التراث والتاريخ والشعر النبطي والكتب المحققة والدراسات والبحوث.

واستضاف ميدان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لسباقات الهجن بمدينة طانطان، الذي يعد أول ميدان لسباقات الهجن في أفريقيا، ويستقطب عشاق سباقات الهجن في المغرب، النسخة الرابعة عشرة من سباق الهجن، التي تعكس الجهود المشتركة بين دولة الإمارات والمملكة المغربية الشقيقة، للحفاظ على التقاليد العربية الأصيلة، وصون الموروث المشترك، بهدف دعم الموروث الثقافي للبدو الرحّل، وتشجيع ملاك الإبل المغاربة على اقتناء سلالات الإبل الأصيلة، وتوسيع ممارسة الرياضات التراثية واستدامتها بشكل عام، ورياضة سباقات الهجن على وجه الخصوص، باعتبارها رياضة عربية أصيلة وعريقة، يتم تناقلها من جيل إلى جيل.
ويعد "موسم طانطان" من أهم التظاهرات الثقافية بالمغرب. وسمي بذلك نسبة إلى منطقة طانطان بالجنوب الصحراوي المغربي، التي كانت في الماضي تستقبل عشرات القبائل خلال موسمها السنوي، الذي ينظم على شكل احتفال كبير يجسد مختلف مظاهر الحياة الصحراوية بعاداتها وتقاليدها. ويتم إحياؤه بهدف الحفاظ على تراثه الثقافي اللامادي.
ويتميز الموسم بتعدد أشكاله الثقافية اللامادية، من موسيقى ورقص وطقوس، وميثولوجيا ومعارف وممارسات ذات صلة بالطبيعة والكون، ومهارات مرتبطة بالممارسات الحرفية التقليدية، بالإضافة للمجالات الثقافية. وفي سبتمبر 2004، صنف "موسم طانطان"، ضمن قائمة "اليونسكو" للتراث الثقافي اللامادي للإنسانية، بهدف المحافظة عليه، ومنذ ذلك الحين أصبح الموسم ينظم سنوياً.