لاتزال تقنيات الذكاء الاصطناعي محل جدل بين العديد من الناس، فهناك من يرونها ثورة علمية رقمية يمكن أن تفيد البشرية، وهناك من يرونها معضلة حقيقية ستواجه البشرية في حال اكتمال الأدوات، التي سيتم الاعتماد عليها بدلاً من العناصر البشرية.
ونشرت صحيفة "ديلي ميل"، البريطانية، تقريراً مثيراً عن توقعات المهن، التي يمكن أن يحل الذكاء الاصطناعي محلها، حيث يقدر خبراء التوظيف أن 375 وظيفة حول العالم، ستكون قيد الإلغاء بحلول عام 2030، إذا استمر تطور الذكاء الاصطناعي بهذه السرعة رقمياً.

  • الذكاء الاصطناعي يهدد هذه الوظائف

وتتنبأ "ديلي ميل" بأن وظائف مثل: معالجي البيانات، وشركات التأمين على الحياة وعلى الممتلكات، والوسطاء بجميع توجهاتهم العقارية والتجارية، والمستشارين الماليين، ستكون على المحك، وأن انتهاءها هو النتيجة الأقرب للتحقق.
وبالنظر إلى ما يقدمه الذكاء الاصطناعي من خدمات، يتوقع خبراء التوظيف أن يستطيع تقديم خدمات رقمية إلى المتعاملين دون الحاجة إلى تدخل بشري، بنسبة 67% في التسويق، و82% في الإدارة، و52% في المستوى القانوني، و55% للمهندسين، و76% لمديري المبيعات.
وبحسب دراسة بحثية أجرتها جامعة بنسلفانيا الأميركية، توصلت النتائج إلى أن القوى العاملة في أميركا ستتأثر بشدة في حال استفحل انتشار الذكاء الاصطناعي بين الناس، حيث سيمكن الاستغناء حينها عن الوظائف التي تتطلب أعمالاً مكتبية، مثل: المحاسبين وموظفي الضرائب والصحافيين والمحللين الإخباريين، حيث بإمكان إحلال تقنيات رقمية عوضاً عنهم، فيما سيشعر الرياضيون وعمال البناء والطهاة والرسامون وأصحاب الأعمال الحرفية، بالاطمئنان على مستقبلهم المهني.

  • هذه المهن ستختفي بحلول عام 2030.. بسبب الذكاء الاصطناعي!

وكانت "زهرة الخليج" قد نشرت تصريحاً على لسان المتخصص في الموارد البشرية في مدارس بوسطن الأميركية، توفيق عثمان، في شهر سبتمبر 2018، قبل ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي، عن مهن المستقبل ونموّها، فقال إنها تحمل تنوعاً كبيراً، لكنها تشترك جميعها في أنها تختص بالذكاء، وقدرتها على توجيه التكنولوجيا لخدمة البشرية على حدّ وصفه، وأضاف: "لا شك في أنّ مهن المستقبل ستعتمد على قدرة الإنسان على تغذية الكمبيوترات، والرجال الآليّين، بالمعلومات الدقيقة لتطوير عملها، والحلول مكانه".
وأشار عثمان إلى أن هناك قائمة تضم نحو 25 مهنة، هي الأبرز من المهن الجديدة وغير التقليدية، التي يجب استهدافها من قبل الجيل الجديد، مثل: "البرمجة، الجينات، علم النفس الصناعي، الهندسة البيئية، علوم الفضاء، والقانون الدولي، وغيرها"، مُشدداً على أهمية إدخال هذه المهن إلى المناهج الدراسية حول العالم، لصنع جيل قادر على الانخراط في سوق العمل خلال السنوات العشر المقبلة. وردّاً على استفسارنا حول انقراض بقيّة المهن، أكد عثمان أنه لن تنقرض جميع المهن، لكن يجب أن تتطور لتواكب العصر، وضرب مثالاً على ذلك بعامل التوصيلات الكهربائية حالياً، الذي يجب أن يتأقلم مع تركيب التوصيلات الإلكترونية، ويتخصص في التقنيات الجديدة. ولفت الانتباه، كذلك، إلى أن تعلّم اللغات بات من أساسيات سوق العمل الجديدة، مُطالباً بتعليم الأطفال خمس لغات من اللغات السائدة، ومنها: الإنجليزية والفرنسية والصينية، ليستطيعوا مستقبلاً التعامل مع مختلف جهات العمل العالمية بسهولة.