"باربي" واحدة من أكثر الألعاب شهرة في العالم، فهي منذ 60 عاماً لاتزال الدمية المفضلة لغالبية الأطفال وحتى الكبار، ما حولها إلى ظاهرة ثقافية، استحوذت على قلوب الملايين من الناس بجميع أنحاء العالم.

 لماذا تحظى "باربي" بشعبية كبيرة؟.. وما الذي يجعلها مميزة؟

 

تطور "باربي" سر شعبيتها:
قدمت "باربي"، لأول مرة، إلى العالم عام 1959، ومنذ ذلك الحين خضعت لتغييرات عدة. تطورت "باربي" على مر السنين، لتواكب الأحداث، وتعكس الثقافة السائدة في كل مرحلة، فتمكنت من التكيف مع الأوقات المتغيرة.
"باربي"، التي أصبحت رمزاً للموضة والجمال والأناقة، كانت مع كل تطور لدور المرأة في المجتمع، تتطور بطريقة موازية، فشاهدنا الدمية الأكثر شهرة حول العالم رائدة فضاء وطبيبة ومعلمة، وحتى رئيسة. وحافظ تطورها هذا على دورها، وساعدها في الحفاظ على شعبيتها.

 

ولطالما كانت "باربي" صورة للجمال والكمال، بشعرها الأشقر الطويل وعينيها الزرقاوين، وشخصيتها المثالية. واستطاعت "باربي" أن تأسر خيال ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، واستخدمت صورتها في عدد لا يحصى من الإعلانات، وأصبحت رمزاً ثقافياً. وعندما ناشد العالم نبذ العنصرية والتنمر، وافقت "باربي" على ذلك، وأصبحت أكثر انفتاحاً على العالم، وتم تغيير شكلها النمطي من فتاة جميلة الشقراء ذات عيون ملونة، وقدّ نحيل، إلى دمية أفريقية بشعر مُجعد؛ إذ أطلقت "باربي" بواحدة من أولى دمياتها السوداء (كريستي) في عام 1968، دعماً للمساواة في الحقوق، وأخرى بدينة، و"باربي" مصابة بمتلازمة داون، دعماً للفتيات المصابات بهذه المتلازمة.

 

فيلم "باربي" يكشف تأثير الدمية على المجتمع:
بمجرد إعلان الشركة المنتجة عن بدء التحضيرات لإنتاج فيلم عن الدمية الشهيرة، أصبح الحدث الأكثر انتظاراً من الجميع حول العالم، خاصة الأجيال الأكبر سناً، التي عاشت طفولتها مع الدمية "باربي".
كما كان للحملة التسويقية الضخمة للفيلم دور في إحياء تأثير "باربي" في المجتمع، إذ خصصت الشركة المنتجة للفيلم 100 مليون دولار للدعاية فقط، ليصبح أكبر مبلغ تم إنفاقه على ترويج الأفلام في هوليوود منذ 2020. وانطلقت الحملات الخاصة بتسويق الفيلم من شهر أبريل الماضي، مع بوسترات تجذب الجمهور لأبطال العمل، وسيطر اللون الوردي على كل شيء.

 


شعار الفيلم، أيضاً، واحد من أهم أسباب عوامل انتشار "باربي" الساحق، لأن الشركة المنتجة أرادت ألا يقتصر تأثير "باربي" في الأجيال القديمة أو الفتيات فقط، فقررت أن تطلق شعاراً مميزاً يثير حماس الجميع لمشاهدة الفيلم، وهو: "إذا كنت تحب (باربي) فهذا الفيلم لك.. إذا كنت تكره (باربي)، فهذا الفيلم يناسبك"، وهذا يعني أن الفيلم لا يستهدف محبي "باربي" فحسب، وإنما أيضاً أي شخص آخر، حتى أولئك الذين لا يحبونها، يمكنهم مشاهدته.
كما أن اختيار الممثلين: مارغو روبي، ريان جوسيلنغ، زاد حماس المتابعين لمشاهدة الفيلم، حيث إنهما يعتبران من أشهر النجوم، فضلاً عن ملامحهما الأوروبية الناعمة المثالية في أداء دورَيْ "باربي، وكين".

 

 

ولم تكن هذه العوامل فحسب سبباً في تحول "باربي" إلى ظاهرة شعبية، بل قصة الفيلم الذي جعل الدمية خريجة في مدرسة، وتتجه نحو حياتها العملية، شوّق محبي "باربي" إلى مشاهدة الحياة الإنسانية للدمية البلاستيكية، التي لطالما كانت جزءاً من مرحلة الطفولة.
تدور قصة الفيلم السينمائي، المُنتظر عرضه خلال الأيام القليلة القادمة، حول الدمية "باربي" التي تعيش في مدينة باربيلاند، وكونها مثالية تطرد من المدينة، لتقرر بإيجابية الانطلاق في مغامرة بالعالم الحقيقي، لتثبت أنها جديرة بالعودة إلى الوطن.