لم يكن شهر رمضان الماضي عادياً أبداً للممثلة السورية الشابة دلع نادر، التي أعلنت نفسها فيه نجمة عربية قادمة بقوة، بعد مشاركتها في بطولة مسلسل "العربجي"، الذي حقق نجاحاً هائلاً على مستوى الوطن العربي، وكان واحداً من أبرز الأعمال التي عرضت خلال شهر رمضان الماضي على قناة أبوظبي، وشكلت دلع ركناً أساسياً في نجاحه بتقديمها شخصية "حسنية"، ابنة "عبدو العربجي"، الشخصية التي جسدها بطل المسلسل باسم ياخور.

  • دلع نادر

شهادة ميلاد:
رغم مشاركتها في بعض الأعمال السابقة، فإن دلع تؤكد، خلال حوارها مع "زهرة الخليج"، أن مسلسل "العربجي" شكل بدايتها الحقيقية تماماً، وكان بمثابة شهادة ميلادٍ لها في عالم الفن.
وتقول: "كل شخص في الحياة يحمل حلماً معه، يسعى لتحقيقه دائماً، وأنا أرى أن مشاركتي في (العربجي) كانت خطوتي الأولى في رحلتي نحو تحقيق أحلامي، وهي أيضاً خطوتي الأولى تجاه الجمهور".
وتدرك دلع أن أهم أركان النجاح في التمثيل، والظهور عبر الشاشات هو تقبل الجمهور، والقدرة على دخول قلوبهم، وقد شكل هذا الأمر هاجساً كبيراً لها، وأشعرها بالخوف الشديد، خاصة مع بداية عرض المسلسل، إلا أن الردود الإيجابية والأصداء الجميلة، التي شعرت بها، منحتها ثقة كبيرة بنفسها.
وتضيف دلع: أن ثقة المخرج السوري سيف السبيعي، وشركة "جولدن لاين" المنتجة للعمل بها، ومنحها فرصة الظهور بجانب عمالقة الفن السوري، كان لهما دور كبير في إظهار قدراتها، وإثبات نفسها كممثلة جيدة، وبدء السير بهذا الطريق.
وتوضح: "كان مهماً جداً بالنسبة لي أن أكون جزءاً من عمل يضم نجوماً وممثلين ذوي قيمة عالية، نشأت وكبرت وأنا أتابع أعمالهم وأشاهدها وأحلم بلقائهم يوماً ما، ومنذ طفولتي وأنا أحلم بمشاهدة الأستاذ باسم ياخور شخصياً، واليوم أنا أعمل معه، وأقدم دور ابنته، كان هذا شرفاً كبيراً لي، ولا يمكن وصف سعادتي أبداً".

رسالة لباسم ياخور:
وتوجه دلع، عبر "زهرة الخليج"، رسالة خاصة لباسم ياخور، تقول فيها: "شكراً لك من أعماق قلبي على دعمك ومحبتك اللذين قدمتهما لي، ولم يقفا يوماً عندي وحدي، وكنت دائماً الداعم الأكبر لأي خريج لايزال يحاول بناء نفسه في التمثيل".
كما وجهت رسالة لكل الممثلين، الذين شاركتهم نجاح "العربجي"، تقول فيها: "شكراً لكم على كمية الحب والطاقة التي منحتموني إياها، خلال تصوير مشاهدي معكم"، معتبرةً أن الممثل فارس ياغي كان الأقرب إليها في الكواليس: "فارس من ألطف الأشخاص الذين عرفتهم، وكان يتعامل معي بمهنية كبيرة، وقد أوجد العمل صداقة جميلة بيننا، وكيمياء مشتركة بدت واضحة خلال التصوير، خاصةً أن معظم مشاهدنا كانت مشتركة".

  • دلع في دور ابنة باسم ياخور

أنتظر هذا المسلسل.. بفارغ الصبر:
بالنظر إلى عمرها، تعد تجربة دلع جيدةً جداً، فقد بدأت باكورة أعمالها مع النجم الكبير أيمن زيدان في فيلم "أيام الرصاص"، وقدمت فيه دور ابنته.
وبفارغ الصبر، تنتظر دلع عرض مسلسل "دوار شمالي" من إخراج عامر فهد، والذي خرج من سباق رمضان الماضي، دون تحديد موعد لعرضه حتى الآن، إذ قدمت فيه - وفق وصفها - شخصية مثلت تحدياً لذاتها، ومُنحت مساحةً كبيرة في العمل، وظهرت فيه بدور الفتاة القوية المتمردة، التي تقدم أفكاراً حقيقية موجودة في معظم المجتمعات العربية، خاصة لدى جيل الشباب الذين يعاني الكثيرون منهم تناقضات فكرية نتجت عن التربية والبيئة والمجتمعات وظروف الحياة التي يعيشونها.
وتنوه دلع بأن الشخصية، التي تقدمها في هذا العمل، توصل الكثير من الرسائل الهادفة والجميلة.
وتشير إلى أنها ستطل أيضاً في الجزء الثاني من مسلسل "كسر عضم"، الذي يحمل عنوان "السراديب"، وتقول: "بما أن الجزء الأول لاقى نجاحاً كبيراً، ونال أصداءً إيجابية واسعة، فإنني أعتبر نفسي محظوظة بالمشاركة في الجزء الثاني منه، خاصة أنني أقف أمام مخرج كبير هو الأستاذ كنان الإسكندراني. ورغم أن مشاركتي به جاءت بمساحة قليلة، فإنني سعيدة بها، لأن الشخصية التي قدمتها فعالة جداً بالعمل، كما أنها تعد تجربة جميلة لي أن أقدم دور فتاة بعمر الـ15 عاماً، تبدأ بمواجهة الحياة وصعوباتها".



هذه الأدوار أبحث عنها.. وأتابع هؤلاء النجوم:
تبحث الشابة، التي تحمل ملامح الجمال السوري الأصيل، عن أدوار تظهر قدراتها التمثيلية بشكل حقيقي، وتمنحها الخبرة التي تحتاجها اليوم، وتساعدها في حياتها العملية، وتقول: "هنالك أدوار لا تقدم شيئاً جديداً للممثل، وبالتالي أبحث عن الأدوار والشخصيات التي تمنحني ما أستحق، لأقدم لها ما تستحق وأعيشها بكل تفاصيلها". أما الفنانون، الذين تحرص دلع على متابعة أعمالهم ومسلسلاتهم، فقد سمت الفنان بسام كوسا، قائلةً إنه يسحر المشاهدين بأدائه، وكذلك الممثلة سلافة معمار، واصفةً إياها بأنها تمتلك قدرةً تجعل المشاهد يعيش معها كل حالاتها في الشخصيات التي تقدمها.

الدراما المعربة.. والأعمال المشتركة:
لم تعد الأعمال المعربة، خاصة التركية، تغيب عن معظم الفضائيات أبداً، بينما لا يكاد يخلو موسم رمضاني من وجود مسلسل سوري - لبناني مشترك، وهي الأعمال التي أبدت دلع نادر إعجابها بها، مؤكدةً أن معظم هذه المسلسلات لاقت قبولاً كبيراً لدى الجمهور، معربة عن استعدادها للمشاركة بهذه المسلسلات، ما دام الجمهور قد أحبها وينتظرها، ويحرص على مشاهدتها. وهو ما ينطبق تماماً على المسلسلات المعربة، وتشير دلع إلى أنها في - كثير من الأحيان - تشاهد مسلسلات تركية وتعجبها، وتتمنى أن يتم تعريبها، وأن تكون جزءاً منها في المستقبل.

هذا التشبيه يعجبني:
اعتقد كثيرون من الجمهور، خاصةً الذين شاهدوا دلع نادر لأول مرة، أنها شقيقة الممثلة السورية كندا حنا، خاصةً أن شبهاً كبيراً في الشكل يجمعهما، وتعلق دلع على هذا الأمر فتقول: "في الحقيقة، لا توجد أي صلة قرابة أو رابط عائلي يجمعني بكندا حنا".
وتبيّن دلع أن هذا التشبيه لا يزعجها على الإطلاق، بل على العكس تماماً فإنه يعجبها، وتعتبر نفسها محظوظة أن تكون شبيهة كندا في الشكل، خاصة أنها تحب جمال كندا ونعومتها كثيراً، مؤكدةً أنها تفرح عندما يخبرها الآخرون بأنها تشبهها.

حياتي الخاصة ملكي:
تعبر الشابة السورية عن قناعتها التامة بأن حياة الفنان الخاصة ملك له فقط، وأن تواصله مع جمهوره يجب أن يكون بشكل طبيعي دون تكلف أو اصطناع، وأن منصات "السوشيال ميديا" يجب أن تكون لنقل الأعمال والأدوار والشخصيات التي يقدمها الممثل، وليس لعرض خصوصياته وتفاصيل حياته، معربةً عن رفضها المطلق جعل حياتها الخاصة مستباحة من قبل الجميع.
وتؤكد دلع أن ما يقدمه الممثل من فن، هو أسهل وأقصر طريق للوصول إلى الجمهور، الذي عرف الممثل من خلال فنه، ويريد في النهاية أن يعرف أخباره المهنية والفنية.