يمكن لـ"الصداع النصفي" أن يجعل يومك صعباً، لأن أعراضه مزعجة وتستمر لوقت طويل، من الآلام إلى الغثيان والقيء والحساسية الساحقة للضوء والصوت، فكل ذلك يجعلكِ في حالة من العصبية وعدم الراحة، وعلى الرغم من أنه أصبح مرضاً مألوفاً لبعضنا، فإن هناك حلولاً منزلية فعالة وسهلة، يمكنها إنقاذكِ من هذه الآلام.
لكن قبل الاطلاع على الحلول المنزلية، التي تساعدكِ على التخلص من إزعاج "الصداع النصفي"، عليكِ أولاً معرفة ماهية "الصداع النصفي"، وأسبابه، وأعراضه؟

ما "الصداع النصفي"؟
يُعد "الصداع النصفي" من الأمراض الشائعة، التي يعانيها الكثيرون، ويُعرف بأنه نوع من الصداع يتسم بالشعور بآلام حادة في نصف الرأس، وغالباً تتميز هذه الآلام بالشدة والتعب والإرهاق، ويُمكن أن يتفاوت الألم بين شخص وآخر، فبعض الأشخاص يعانون آلاماً شديدة، تمنعهم من القيام بأي أنشطة، فيما يشعر آخرون بألم خفيف، لكنه يسبب لهم الإزعاج.

أسباب "الصداع النصفي":
يحدث "الصداع النصفي" بسبب عدد من العوامل الوراثية والاجتماعية، وبعض محفزات الصداع النصفي الأكثر شيوعاً، هي: الإجهاد وقلة النوم والأضواء الساطعة والضوضاء الصاخبة، وبعض الأطعمة والمشروبات، ويمكن لبعض الأطعمة، مثل: الشوكولاتة والجبن والطعام الحار واللحوم المصنعة، أن تؤدي أيضاً إليه.

ومن أبرز أسباب الصداع النصفي، ما يلي:

التغيرات الهرمونية:
التغيرات الهرمونية عامل مهم في حدوث الصداع النصفي، خاصةً لدى النساء، عندما يحدث تغير في مستوى الهرمونات بالجسم، مثل: الإجهاض أو الدورة الشهرية أو استخدام حبوب منع الحمل، فذلك يؤدي إلى زيادة احتمالية حدوث "الصداع النصفي".

العوامل الوراثية:
تلعب العوامل الوراثية، كذلك، دوراً في حدوث "الصداع النصفي"، حيث يمكن أن يكون للأبوين أو الجدود تاريخ "صداع نصفي"، وبالتالي فإن ذلك يزيد احتمالية حدوثه لدى الأبناء أو الأحفاد.

العوامل البيئية:
تعتبر العوامل البيئية، أيضاً، عاملاً مهماً في حدوث "الصداع النصفي"، حيث يمكن أن تسبب الروائح الكريهة أو التغيرات في درجة الحرارة أو الإضاءة الساطعة.. إلخ، زيادة احتمالية حدوثه.

العوامل النفسية:
تعد العوامل النفسية، مثل: الإجهاد والقلق والتوتر، عاملاً رئيسياً في حدوث "الصداع النصفي"، حيث يمكن أن تؤدي هذه العوامل إلى تشنج العضلات في فروة الرأس والرقبة، ما يؤدي إلى حدوثه.


أعراض "الصداع النصفي":
يتميز "الصداع النصفي" بأعراض تراوح بين القوية والضعيفة، لكن هناك بعض العلامات، التي تصيب جميع مرضى الصداع، منها:

الأعراض الرئيسية:
تتمثل الأعراض الرئيسية لـ"الصداع النصفي" في الآتي:
- ألم الرأس، الذي ينبعث من جهة واحدة من الرأس، ويمتد إلى العين والأذن والفك.
- الشعور بالغثيان والقيء.
- الحساسية للضوضاء والأصوات العالية.
- الدوخة والاضطرابات البصرية، مثل: الوهج والبصر المزدوج.

الأعراض التمهيدية:
يمكن لـ"الصداع النصفي" أن يترافق مع الأعراض التمهيدية التالية:
- الرؤية الشمالية، أو الجانبية المفقودة.
- الشعور بالتنميل في الوجه أو اليد أو القدم.
- الشعور بالدوار أو الاضطرابات البصرية الأخرى.
- القلق أو الاكتئاب.


أشهر علاجات "الصداع النصفي":
بما أن "الصداع النصفي" واحد من الأمراض التي تؤثر في أداء الأنشطة والمهام اليومية، يبحث الكثيرون عن علاجات تقلل الشعور بالألم والتشنج الناجمين عن الصداع، لذلك هناك أكثر من شكل للعلاج، منها ما يلي:

العلاجات الدوائية:
تعتبر العلاجات الدوائية الخيار الأول لعلاج "الصداع النصفي"، حيث تساعد هذه العلاجات على تخفيف الألم والتشنجات، التي يعانيها الشخص المصاب به.
ومن بين العلاجات الدوائية المستخدمة لعلاج "الصداع النصفي"، الأدوية المسكنة للألم، مثل: الأسبرين والإيبوبروفين، بالإضافة إلى الأدوية المضادة للتشنجات، مثل: البيتا بلوكرز، والكالسيوم بلوكرز.

العلاجات النفسية:
تعد العلاجات النفسية أحد الخيارات الأخرى لعلاج "الصداع النصفي"، حيث يمكن استخدام بعض التقنيات النفسية لتخفيف الألم والتشنجات، ومن بين العلاجات النفسية المستخدمة: الاسترخاء العميق والتأمل والتدريب على التنفس العميق.

العلاجات الطبيعية:
يلجأ الكثير من الناس إلى العلاجات الطبيعية، مثل: الأعشاب والتدابير المنزلية لتخفيف حدة الآلام، ومن بين هذه العلاجات الآتي:


1. تناول القهوة:
إن تناول فنجان من القهوة يمكن أن يساعد على تقليل آلام "الصداع النصفي"، فمن المعروف أن الكافيين يمنع قدرة الأدينوزين على الارتباط بمستقبلات الأدينوزين، الناقل العصبي الموجود في أجسامنا، ويمكنه منع أجزاء من جهازنا العصبي، التي تتحكم في مستويات اليقظة وتنظيم الألم لدينا، لذلك يمكن أن يعني الكافيين في نظامك تخفيف الألم، وهذا هو السبب في أن معظم أدوية الألم تحتوي على الكافيين.

2. كمادات المياه الباردة:
إن غمس الرأس بالمياه الباردة يساعد كثيراً على تقليل آلام الرأس المُزعجة، حيث إن البرودة تقلل إطلاق الهيستامين والبروستاجلاندين المسؤولين عن العمليات الالتهابية، وبالتالي يعمل كعامل مضاد للالتهابات، ما يجعله يساعد على تقليل "الصداع النصفي"، الذي يحدث بسبب الأوعية الدموية المتوسعة.
يمكنكِ إما صنع ضغط بارد عن طريق لف بعض مكعبات الثلج بمنشفة ووضعها على مناطق الآلام، أو غمر وجهكِ في الماء البارد.


3. الزيوت الأساسية:
تعمل الزيوت الأساسية، بخصائصها المخففة للآلام، على تقليل أعراض "الصداع النصفي"، كما أنها تزيد شعور الاسترخاء الذي يُحدث فرقاً كبيراً في الشعور بالإجهاد، وتقليل التوتر (أحد أسباب الإصابة بالصداع النصفي)، لذلك ننصح بالحصول على جلسة استرخاء مع تدليك للرأس باستخدام زيت أساسي، مثل: اللافندر أو النعناع، لخصائصهما العالية في تهدئة الجسم، وتقليل أعراض الصداع، وخلق بيئة مثالية للنوم والاسترخاء.

4. جلسة تدليك:
يمكن لتدليك فروة الرأس أو الرقبة أن يحفز تدفق الدم إلى الدماغ، وبالتالي يقلل الشعور بالتوتر والقلق، وبما أن الإجهاد والتوتر سببان رئيسيان لـ"الصداع النصفي"، فإن التدليك وسيلة منطقية يجب القيام بها.
والتدليك حل فعال، وعادة يُظهر نتائج سريعة، ورغم أن أفضل التدليكات تميل إلى أن تأتي من محترف يعرف بالضبط المناطق التي يجب استهدافها، فإن التدليكات المنزلية مفيدة أيضاً في حالة "الصداع النصفي".


5. الترطيب:
غالباً، يؤدي الجفاف إلى "الصداع النصفي"، لذلك الحل السريع هو زيادة كمية المياه التي يتناولها المصاب، وفقاً لدراسة واحدة نشرت في مجلة علم الأعصاب السريري، ورغم أن الألم لن يخف فوراً بمجرد تناول كوب من الماء، فإن الترطيب المستمر على مدار اليوم يمكن أن يضمن تغيراً ملحوظاً في مستويات الألم.
لذا، يمكن استخدام العديد من العلاجات المختلفة لعلاج "الصداع النصفي"، بما في ذلك العلاجات الدوائية والطبيعية والنفسية، بينما من المهم أن يتم البحث عن العلاج الأنسب لكل شخص، بناءً على حالته الصحية، وتاريخه الطبي، وبالتشاور مع الطبيب المعالج.