حينما تراها تلعب بقوة وثبات واحتراف على بساط الجوجيتسو، لا يجول بخاطرك أنها تعاني أياً من أنواع الإعاقات، خاصة حينما تلمح نظراتها المنسجمة مع خطواتها الواثقة، لتفاجأ بأنها صماء، وتتفاهم مع من حولها بمعاونة السماعات.

بقوة إرادتها، حطمت الإماراتية حمدة الشكيلي قيود الإعاقة السمعية، وبإصرارها الدائم حفرت اسمها فوق تحديات ومصاعب الإعاقة؛ لتترك - بذلك - نموذجاً يحتذى لأقرانها من هذه الفئة، وقدوة للنهوض بواقعهم إلى أبعد مدى.

تقدم حمدة الشكيلي نموذجاً ملهماً لبطلة من صاحبات الهمم، تمكنت من تحقيق إنجازات رياضية عالمية متتالية في منافسات الأسوياء، وذلك بعدما أصبحت أول لاعبة إماراتية تفوز بميداليتين عالميتين في بطولة واحدة، حيث حصلت على «ذهبية فئة الشباب»، و«برونزية السيدات»، في بطولة العالم للجوجيتسو بأبوظبي، بفضل الدعم الذي وجدته في محيطها، والفرص التي أهلتها لإبهار من حولها ببصمات نسائية إماراتية لا تنسى. وقد استطاعت اللاعبة الإماراتية تخطي حاجز الإعاقة السمعية بروحها التي لا تعرف اليأس، لتمهد طريقاً نحو الأمل، ومستقبل أفضل، وتثبت - بجدارة - أن أصحاب الهمم قادرون على الريادة والتميز.. ومعها كان هذا الحوار:

• كيف كانت بدايتك مع عالم الرياضة؟

ـ منذ الصغر، عندما كنت في مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، فقد كنت أهوى ممارسة الرياضة عامة، لكنني كنت أفضل الرياضات التي تناسب حالتي، مثل: السباحة، والجري. بعد ذلك، تم دمجي بالمدارس الحكومية؛ لحبي الشديد للدراسة، والموهبة التي حباني بها الله وهي سرعة الحفظ، وهناك عرفت رياضة الجوجيتسو، وحثتني معلمة التربية الرياضية في المدرسة على احترافها؛ لما رأته في مهاراتي من تميز، وسط قريناتي.

• متى احترفتِ رياضة الجوجيتسو؟

ـ عام 2017، عندما التحقت بنادي الوحدة، وبدأت المشاركة في البطولات الكبرى التي تقام بالدولة، إلى أن انضممت إلى صفوف المنتخب الوطني في 2018، وانطلقت مسيرتي مع المنافسات الدولية، واستطعت أن أكون بطلة العالم للمرة الأولى في هذا العام، وغير ذلك الكثير من الميداليات والجوائز، محلياً وعالمياً.

• ما الصعوبات التي واجهتك، خلال مسيرتك الرياضية؟

ـ حبي الشديد للعبة جعلني لا أرى أي صعوبات أثناء ممارستها، مع أنني من أصحاب الهمم (فئة الصم والبكم)، وذلك بفضل مساندة عائلتي وزميلاتي اللاعبات والجهاز الفني والإداري؛ وذُللت صعوبات استيعاب تعليمات المدربة بمساعدة السماعة، وكذلك بالاستعانة بالحركات المتعارف عليها في الجوجيتسو، عوضاً عن اعتمادي على استماع الكلام، وتعليمات المدربة.

• بماذا تنصحين الفتيات؟

ـ أشجع جميع الفتيات على ممارسة الرياضة؛ لما لها من فوائد عظيمة، مثل: تنظيم الوقت، وترتيب أولويات الحياة، وتوسيع نطاق العلاقات الاجتماعية، فضلاً عن أن الرياضة - بصفة عامة - تحسن الصحة العامة، وتُبقي الجسم قوياً على المدى الطويل، كما تحسن الرياضة المزاج العام، وتحدُّ من الضغط النفسي، وتمنع الشعور بضعف الشخصية، خاصة رياضة الجوجيتسو؛ إذ لها أثر كبير في تعلم قيم: الصبر، والتحمل، واحترام الوقت، والانضباط في التعامل مع الآخرين.

• ما دراستك الأكاديمية؟

ـ أنهيت دراستي «الثانوية»، وأستعد للالتحاق بتخصص نظم المعلومات في جامعة العين، لأحقق حلم العمل بمجال الطيران، في القسم المعني بتخصصي العلمي.

• ماذا عن استحقاقاتك الرياضية المقبلة؟

ـ مؤخراً.. فزت بالميدالية الذهبية في بطولة تايلاند، وأستعد لخوض غمار عدد من البطولات المهمة، منها بطولتا منغوليا وكازاخستان، حيث أركز كثيراً في التدريبات؛ لأتمكن من مواصلة نيل المراكز الأولى، وتشريف الوطن، ومتابعة مسيرة إنجازات ابنة الإمارات.

• ما طموحاتك المستقبلية؟

- أطمح إلى مواصلة التدرب والتطور في رياضة الجوجيتسو، ورفع راية الوطن على بساط المحافل العالمية، وأنا في طريقي للحصول على الحزام الأسود، وحلمي الأكبر أن أتوجه إلى التدريب عقب اعتزال اللعب، وأن أتخصص في تدريب فئة الصم والبكم.

 

ميداليات

2019:‭ ‬ذهبية‭ ‬بطولة‭ ‬العالم‭ ‬للجوجيتسو‭. ‬

2021:‭ ‬ذهبية‭ ‬بطولة‭ ‬آسيا‭ ‬للجوجيتسو‭. ‬

2022:‭ ‬ذهبية‭ ‬بطولة‭ ‬أبوظبي‭ ‬العالمية‭ ‬للجوجيتسو‭. ‬

2023:‭ ‬ذهبية‭ ‬بطولة‭ ‬تايلاند‭ ‬للجوجيتسو‭.‬