ياسمين الخالدي: تغيرات «المراهقة» مؤقتة

فترة المراهقة هي مرحلة اكتشاف الذات، وهي أيضاً فترة تشكيل الهوية والشخصية، وخلال هذه السنوات التي تشهد تغيراً بيولوجياً ونفسياً، تدور في أذهان فتيات كثيرات أسئلة مُحيرة تحتاج إلى أجوبة، تَعْبُر بهن إلى بر الأمان النفسي والعاطفي.. في حوارها مع «زهرة الخليج»، تطل الدكتورة ياسمين الخالدي، هي وابنتها، ل

فترة المراهقة هي مرحلة اكتشاف الذات، وهي أيضاً فترة تشكيل الهوية والشخصية، وخلال هذه السنوات التي تشهد تغيراً بيولوجياً ونفسياً، تدور في أذهان فتيات كثيرات أسئلة مُحيرة تحتاج إلى أجوبة، تَعْبُر بهن إلى بر الأمان النفسي والعاطفي.. في حوارها مع «زهرة الخليج»، تطل الدكتورة ياسمين الخالدي، هي وابنتها، لتجيب المستشارة الأسرية والتربوية وخبيرة التنمية البشرية، عن أكثر التساؤلات الشائعة التي تدور في أذهان الفتيات ومخيلاتهن، من واقع تجربتها العملية كأخصائية وأم:

• كيف تصفين الأمومة من موقعك كأم ومستشارة أسرية وتربوية؟ 

- هي مشاعر جياشة مغلفة بالمسؤولية والحب والاحتواء تجاه الأبناء، فاحتضان الأم لأبنائها يغمرها بالسعادة، فتشعر بأنها تحلق بهم فوق السحاب، فالأم أحياناً هي التي تحتاج إلى ذلك الحضن وليس الأبناء، فسعادة الأبناء مبتغى الأم الأول، والأمومة شعور لا تصفه الكلمات، ولا تعبر عنه الجمل، فهو مزيج من الحب والتفاني، وتحمّل الألم والتضحية.

ثقة.. واحترام

• كيف يمكن أن تكون الفتاة ناجحة في حياتها؟

- عليها أولاً التوكل على الله في كل خطواتها، وأن تكون على ثقة كبيرة بذاتها، وأن تحترم نفسها والآخرين، وألا تستسلم للصعاب. وعلى كل فتاة أن تتوقف عن جلد الذات، وأن تتعلم من الأخطاء التي تقع فيها بألا تكررها، وأن تتذكر أن كل العواصف ستمضي، وسيأتي ربيع النجاح.. ولو بعد حين.

• يصاحب فترة المراهقة توتر وغضب ومزاجية.. كيف يمكن التخلص من هذه المشاعر؟

- على كل فتاة أن تبني جسراً من الصداقة مع والدتها، بالبوح لها بكل كبيرة وصغيرة، فذلك سيخفف بالتأكيد من تلك المشاعر وذلك التمرد، لاسيما أن الغضب والتوتر في تلك المرحلة من الأمور العرضية المؤقتة، فمن الممكن أن تصطحب الأم ابنتها إلى أحد النوادي لتمارسا الرياضة معاً، أو الذهاب في نزهة خارج المنزل، وممارسة تمارين التنفس واليوغا التأملية، التي تساعد على الاسترخاء، والتخلص من المزاجية والتوتر، فضلاً عن تقوية الوازع الديني، والقراءة التي تعد وسيلة جيدة جداً للاطلاع على الأمور المهمة، والتعلم والتواصل والانفتاح على الثقافات والحضارات المختلفة، واكتساب المهارات الحياتية.

• معظم الفتيات يشعرن في هذه المرحلة بأن أجسامهن غير متناسقة، وتطرأ عليها تغيرات كثيرة.. ماذا تقولين لهن؟

- لكل فتاة أقول: أنت جميلة بكل حالاتك؛ فاجعلي جمالك ينبع من داخلك، ومن حبك لذاتك، والتغيرات الجسدية والنفسية التي تمرين بها طبيعية، وتحدث لمن هن في مثل عمرك، وعليك الالتزام بنظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة باستمرار، ولا تنسي التقرب إلى ربِّ العالمين، فهو النجاة والحماية من كل مكروه.

• ماذا تقولين للفتيات المقبلات على المرحلة الجامعية؟

- الجامعة هي عالم بحد ذاته، إذ سيقابلن فيها شخصيات ونفسيات مختلفة، وهي فترة مهمة في حياة كل فتاة، لأنها حينها ستكون قريبة من أن تصبح زوجة وأماً، وبالتالي هي مرحلة اكتساب الخبرات الحياتية، ووجود الأم في حياة ابنتها بتلك الفترة مهم جداً، فعلى الأم أن تكون صديقة لابنتها، تستمع لها وتحاورها وتنصحها، فالأم هي الصديقة المقربة لابنتها، تعبران معاً فوق المشكلات والتحديات، خاصة أن لديها الخبرة الكافية بتلك الفترة الانتقالية.

الوقت المناسب

• من وجهة نظرك.. هل الحب عيب؟

- الحب أجمل شعور في الحياة، وليس عيباً إذا جاء في وقته المناسب، واختارت الفتاة الشخص الذي يستحقها ويقدرها. ولن يكون اختيارها سليماً، إلا إذا نضجت فكرياً، لتعرف أن الحب الحقيقي هو الذي يكون بداية الاستقرار وتكوين الأسرة، وهنا يأتي دور الأم بأن تكون صديقة ابنتها، وتفتح باب النقاش معها باستمرار، وترشدها وتستمع لها، فالأم المُنصتة هي برُّ أمان وجسر نجاة لأبنائها وبناتها.

• هل كنت تحتفظين بأسرارك الشخصية؟

- بصراحة، بعض الأسرار شاركتها مع أمي والبعض لم أشاركه، لكن الزمن الحالي الذي يعج بالكثير من التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية السريعة يختلف عما سبق، وبالتالي أصبح ما كان يصلح من أساليب التربية التقليدية أيام والدتي غير فعال في وقتنا الحالي، ومن الأفضل أن تساعد الأم ابنتها المراهقة؛ كي تضع لنفسها معايير وتوقعات خاصة بها، بحيث لا تتعارض مع قيم المجتمع، وتتفق مع عاداتنا وثقافتنا، كما أن ثقة الأم بابنتها ستجعلها تبادلها الثقة أيضاً.