يعد الفشار من أكثر المقرمشات انتشاراً على مستوى العالم، ويمكن لأي شخص أن يحصل عليه في مختلف الأماكن والبلدان، فسيجده أينما حل وارتحل، وقد بات اسمه مقترناً بشكل خاص بدور السينما ومشاهدة الأفلام، إذ إنه يعد وسيلة الترفيه الأولى المرافقة لزيارة السينما، فلا تخلو أي دار سينما في العالم من وجود ركن خاص لبيعه.
وقد ساهمت سرعة وسهولة تحضير الفشار، أو البوشار، في ازدياد شعبيته بشكل كبير، كما أن مذاقه الخاص زاد الإقبال عليه، ولا يتطلب إعداد الفشار سوى وعاء وقليل من الزيت والملح، ووضع بذور الذرة ورش الملح عليها وتغطيتها بالوعاء لمدة دقائق، ليكون جاهزاً للأكل بعد ذلك.
وحسب ما ذكر كثير من الروايات، فإن أصل الفشار يعود إلى إحدى القبائل الأميركية الأصيلة، إذ ينسب اكتشاف تحضيره إليها.

قيمة غذائية عالية:
قد لا يخطر ببال كثيرين أن للفشار (البوشار) قيمة غذائية عالية، فقد أكدت إحدى الدراسات، التي أجرتها جامعة درو، أنه يصنف كواحد من أكثر الأغذية قيمة على الإطلاق، كونه من الحبوب الكاملة الخالية من أي إضافات، وكذلك لأنه خالٍ بشكل كامل من السكر، والمواد الحافظة.
ويعد الفشار مصدراً مهماً لفيتامين (ب)، والمغنيسيوم، كما أنه غني جداً بالزنك، ويحتوي على نسبة من الألياف والمعادن غير القابلة للذوبان، ما يجعله واقياً من الإصابة بالبواسير، والتهابات الأمعاء.
وبسبب الألياف الموجودة به، فقد صنف بأنه مادة غذائية، تحافظ على صحة القلب، والحصول على وزن صحي، كما أنه يعزز صحة الجهاز الهضمي.
وقد يستغرب كثيرون إذا علموا أن الفشار غني بالبوليفينول، أكثر من الخضروات والفواكه، ويعرف البوليفينول بكونه مادة واقية من السرطان؛ كونه أحد مضادات الأكسدة.

وجبة خفيفة صحية:
تروج خبيرة التغذية، فرانسيس لارجمان روث، الفشار بكونه وجبة خفيفة صحية، فيها نسبة قليلة جداً من الكربوهيدرات، ويعتبر وجبة منخفضة الدهون والسعرات الحرارية، إذ يناسب جميع أنواع الحميات والأنظمة الغذائية، شريطة ألا تكون عليه إضافات أخرى، مثل: الكراميل، وبعض أنواع الشوكولاتة، وألا يتم استخدام كميات كبيرة من الزيت أو الزبدة في تحضيره.
وتنصح خبيرة التغذية بأن يتم تحضير الفشار بالطرق التقليدية، بإضافة كمية قليلة من الزيت والملح فقط، ليكون بذلك وجبة مليئة بالفيتامينات، ويعود بالنفع والفائدة على متناوليه، وهو الأمر نفسه الذي وصفته جمعية القلب الأميركية، التي قالت: "عندما يكون الفشار مطبوخاً بالهواء، ومتبلاً تتبيلاً خفيفاً، فهو وجبة خفيفة.. صحية وفعالة".
وحتى لا يفقد الفشار قيمته، وتنقلب فائدته ضرراً، لا بد من تناول كميات معقولة منه، وضبط النفس بعدم الإفراط في تناوله، ومن المهم جداً عدم المبالغة في استخدام الزيت والزبدة خلال تحضيره، وعدم استخدام أي مواد كيميائية من شأنها تحسين مذاقه، أو أي دهون متحولة خلال تحضيره.