حقق مهرجان الذيد للرطب، في نسخته السابعة التي اختتمت مؤخراً، نجاحاً استثنائياً بالمحافظة على تراث شجر النخيل في دولة الإمارات، وضمان استدامته، باعتباره أحد أهم القطاعات الحيوية في الدولة، وجزءاً من بيئتها الطبيعية.
وأبرز المهرجان، الذي استمر لأربعة أيام، الموروث الشعبي الأصيل لدولة الإمارات، متوجاً 130 فائزاً في المسابقات المختلفة، حيث نجح المهرجان، الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة الشارقة في مركز "إكسبو الذيد" في صنع نجوم جدد لشجر النخيل، ظفروا في مسابقات: "مزاينة الرطب"، و"أكبر عذج"، و"مسابقة الليمون"، و"مسابقة التين"، و"أجمل مخرافة"، حيث حرص المهرجان على تعزيز جهود دولة الإمارات بتقديم نموذج عالمي في تطوير قطاع زراعي مُنتج ومستدام، عن طريق التشجيع على التميز في مجال الاستدامة الزراعية، وتحفيز المزارعين، وملاك النخيل، على تبني أفضل الممارسات، واتباع أنظمة الزراعة الحديثة، وتعزيز روح المنافسة الإيجابية، بهدف تنمية

  • 130 فائزاً في مهرجان الذيد للرطب.. هؤلاء نجوم شجر النخيل

وتنويع الإنتاج المحلي بما يدعم مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، الرامية إلى أن تكون دولة الإمارات الأفضل عالمياً في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051.
وحظي المهرجان بتفاعل واسع من دول عدة، للاطلاع على التجربة الإماراتية في المحافظة على أشجار النخيل وديمومتها. وزار المهرجان للاستفادة من التجارب العديدة الناجحة التي تقوم بها دولة الإمارات في هذا المضمار، ويرسخ الموروث الإماراتي العريق في نفوس الأجيال، إضافة إلى إتاحة الفرصة لهم، لشراء أجود أنواع التمور والرطب.

وبلا شك، ينظر الإماراتيون إلى شجر نخيل التمر، باعتباره إرثاً تقليدياً، يعيش معهم منذ ما قبل بدايات تأسيس دولة الإمارات، حيث كانت التمور مع الحليب غذاءً أساسياً لسكان الإمارات في ذلك الوقت. ويحمل شجر النخيل رمزية عالية، فعدا كونه أحد مصادر الغذاء، فقد صنع منه السكان الأوائل الكثير من أدوات عيشهم، واستخدموه في البناء والحرف اليدوية، وصناعة بعض الأدوات؛ لذا أطلقوا عليه "الشجر المبارك"، وبذلوا كل الجهود للعناية به ورعايته.
وتحافظ المهرجانات الإماراتية، المتخصصة في التمور والرطب، على الموروث الثقافي الإماراتي المرتبط بشجرة النخيل، وأهميتها من الناحية الغذائية والصحية، كما يشكل فرصة مهمة لتعريف الزوار بأجود أنواع الرطب المحلية، كما تسلط المهرجانات التراثية الضوء على مزايا شجرة النخيل، واستخداماتها المتعددة، كما تتيح للزوار معرفة أحدث أساليب زراعة شجر النخيل والعناية به، للحصول على أجود أنواع الرطب، وأفضلها مذاقاً.