العمل لا يتوقف، مهما كانت الأسباب، فمن حق العملاء الحصول على أعلى خدمة يقدمها لهم الموظفون والعمال في أي موقع يوجدن به، وذلك لكي يستمر تدفق العمل بلا تأخير أو تعطيل.
لكن في الوقت نفسه، من حق الموظف الحصول على قسط من الراحة، يراعي به شؤونه الحياتية والاجتماعية والأسرية، خاصة إن كان مغترباً، حيث لا تكفي الإجازة الأسبوعية، للتخطيط بالقيام بنشاطات عدة، كون الإجازة الأسبوعية أساساً يتم تحديد برنامجها بناءً على ما يقوم به أفراد الأسرة طيلة الأسبوع، وغالباً يقسمها الناس إلى ثلاثة أجزاء: النوم، وشراء الحاجات المنزلية، والخروج في نزهة لساعات عدة.

إن العمل المتواصل لأيام متتالية ينهك الجسم والعقل معاً، فكان لزاماً على كل موظف أن يتمتع بإجازته الأسبوعية والسنوية، حتى يستطيع شحن جسمه وعقله بطاقة إيجابية.
في هذا السياق، نشر موقع "Psychology Today"، المختص بالتنمية الذاتية، تقريراً أشار فيه إلى حاجة الجسم والعقل إلى الراحة، لتحفيز الجسم على إنتاج المزيد من الأعمال الإبداعية، التي تحتاج إلى هدوء وتفكير عميقين.
وتحقق الإجازة رضا عن النفس، كما تخلق شعوراً بالسعادة الغامرة، وتحسن الحالة المزاجية للإنسان، ويشير الموقع المتخصص في التنمية الذاتية، إلى أن الحصول على إجازة مدتها يومان متتاليان للتفرغ، له تأثير نفسي قوي، قد يصل إلى حد بث النشاط في الجسم لمدة أسبوعين إلى الأمام.

ويطلب الإنسان الإجازة، كونه يحتاج بين الحين والآخر إلى الفصل عن روتين الحياة الممل وضغوطات العمل، فما تفعله الإجازات بأجسادنا وعقولنا شيء مهم جداً لتجديد نشاطنا، واستعادة قدرتنا الجسدية والذهنية، حيث يساعد الابتعاد عن ضغوط الحياة ومسؤولياتها من بيت وعمل وارتباطات، في تصفية الذهن والقدرة على اتخاذ قرارات أفضل في الحياة الأسرية والاجتماعية والعملية.
وللإجازات فوائد مهمة، منها التخلص من التوتر اليومي نفسياً وصحياً، كما تساعد على تحقيق الشعور بالرضا، وتقدير الإنجاز، وتعزز الإجازة الإنتاجية، حيث يعود الموظف إلى عمله بطاقة متجددة، وبحماس كبير.
وتمنح الإجازة الشخص فرصة أخذ قرارات مهمة ومصيرية تتعلق بحياته وعمله وعائلته، وهو في ظرف نفسي مريح، كما تعزز الإجازة القدرات الذهنية، من خلال التعرف على ثقافات جديدة عبر السفر، وتعزز أيضاً العلاقات الثنائية بين الناس في حلهم وترحالهم.