لا يختلف أحد على أهمية الفحص المبكر لاكتشاف سرطان الثدي ومعالجته، للوصول إلى الشفاء التام.
وكثيرة هي الحملات الترويجية، التي تقوم بها الهيئات الصحية في كل بلدان العالم، للتوعية بأهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي، للقضاء على المرض من جهة، ولإتمام علاج المصابات به في وقت أسرع، ووتيرة أشمل.

وتنبع أهمية الفحص المبكر، من الكشف عن المرض في بدايته، من خلال التصوير بالأشعة السينية، وهو نوع الفحص الدارج حالياً، الذي يتم من خلاله تأكيد الإصابة أو النجاة من المرض.
لكن مجلة "The Lancet Oncology"، المعنية بكل ما يحيط بأمراض سرطان الثدي، طرحت فكرة استعانة إحدى الجامعات السويدية بالذكاء الاصطناعي في تشخيص المرض، وطريقة علاجه، توفيراً للوقت وللجهد، واستثماراً لتطور الإمكانيات الطبية، في سبيل تحقيق القضاء على المرض.
وبنت المجلة رؤيتها، اعتماداً على قيام بعض الدول الأوروبية بقراءة مزدوجة لتصوير الثدي بالأشعة السينية، حيث تعطى النتائج لطبيبين في وقت واحد، ويعطي كل واحد منهما رأياً مستقلاً عن الآخر، لضمان الوصول إلى قراءة دقيقة وصحيحة للمرض، فيما تلجأ الولايات المتحدة الأميركية إلى رأي اختصاصي الأشعة، إضافة إلى الكشف بواسطة برنامج كمبيوتر، يقوم بمسح تصوير الثدي بالأشعة السينية، ووضع علامات على المناطق التي يحتمل أن تكون غير طبيعية، وأكثر شيوعاً للإصابة بالمرض.
وسلطت المجلة الضوء على الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة لوند في مملكة السويد، بحثت إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في اكتشاف سرطان الثدي مبكراً، بطريقة آمنة وفعالة وسريعة وسهلة دون ألم أو خوف أو تشتت.

تقول الباحثة الرئيسية في الدراسة، الدكتورة كريستينا لانغ، إن المرحلة الأولى من الاستعانة بالذكاء الاصطناعي تمت لتحديد والتأكد من نتائج الفحوص الخطرة المتأكد من إصابتها، وهي الحالات التي خضعت للقراءة المزدوجة، وثبتت إصابتها بالمرض.
وخلال الدراسة، تم فحص أكثر من 80 ألف سيدة، تم تقسيمهن إلى مجموعتين: الأولى: ضمت من خضعن لتجربة الفحص بالذكاء الاصطناعي، والثانية من خضعن لتجربة الفحص بالأشعة السينية، وكانت النتيجة أن الذكاء الاصطناعي ساهم بنسبة 20% في اكتشاف حالات لم يتم تشخيصها بدقة بالأشعة السينية.
وبحسب الدراسة، يقلل استخدام الذكاء الاصطناعي عبء التركيز الكامل على القراءة المزدوجة لاكتشاف المرض، حيث تؤكد الجامعة في دراستها أن استخدام الذكاء الاصطناعي يخفف الضغط على أطباء الأشعة بنسبة 44%، من الوقت الفعلي للقراءة المزدوجة للنتائج.