لاتزال أخبار توالي ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف الحالي، في عدد كبير من دول العالم، تحصد الاهتمام البالغ، من ناحية تأثيرها الكبير في صحة جسم الإنسان، خاصة في ظل تواتر أخبار جديدة من مراكز الطقس حول العالم، عن موجة حرارة عالية جديدة، ستصيب بعض الدول اعتباراً من يوم السبت المقبل، قد تشابه في أجوائها ما تعرضت له منطقة شمال الجزيرة العربية وبلاد الشام وأوروبا، من موجة "القبة الحرارية" في شهر يوليو الماضي.
ولهذا السبب، حذرت أخصائية أمراض القلب الروسية، الدكتورة تاتيانا أويوناروفا، من تأثير الطقس الحار على مرضى القلب وضغط الدم.
وترى أخصائية القلب، بحسب "وكالة GAZETA RU"، الإخبارية الروسية، أن درجات الحرارة تؤثر بشكل مباشر في مستوى ضغط الدم، وأن المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية يتأثرون صحياً من تغيرات درجات الحرارة، سواءً كانت مرتفعة أو منخفضة.

 

وعزت الدكتور تاتيانا السبب إلى شعور الجسم بالتوتر، جراء ارتفاع درجات الحرارة، وما يرافقها من ضيق في التنفس، وشعور بنقص الهواء، وتزايد معدل ضربات القلب.
كما أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي، في الوضع الطبيعي، إلى فقدان كميات كبيرة من سوائل الجسم، ما يؤدي تالياً إلى فقدان كمية من المعادن، من أبرزها: الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم، ويصبح الدم أكثر لزوجة، ما يسهل تجلطه أو تشنج الأوعية الدموية، وإن كان الشخص الطبيعي لا يشعر بهذه التغيرات، إلا أنها تعتبر مرهقة ومؤثرة لدى المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتشير أخصائية أمراض القلب إلى أن الخطورة لا تأتي من ارتفاع درجات الحرارة، بل من تقلب درجات الحرارة وارتفاعها إلى مستوى قياسي ثم انخفاضها، وهو ما يؤدي إلى حدوث تقلبات في مستوى ضغط الدم، التي تؤثر بشكل مباشر وخطر على مرضى قصور القلب المزمن، والأوعية الدموية، حيث هم الأكثر تأثراً من غيرهم بهذه الأجواء.

 

 

وكانت جمعية القلب الأميركية قد حذرت، هي الأخرى، من خطورة ارتفاع درجات الحرارة على الأشخاص المصابين بأمراض القلب. وأوضحت الجمعية، في بيان سابق لها، أن درجات الحرارة المرتفعة تجبر القلب على العمل بجهد أكبر، لتبريد نفسه، من خلال ضخ المزيد من الدم، وتحويله من الأعضاء الرئيسية إلى تحت الجلد، مبينة أن الخطر الأكبر يرتفع لدى كبار السن.
ونصحت الجمعية المصابين بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، بإبقاء أجسامهم رطبة، عبر الإكثار من شرب الماء، وتجنب الجفاف، والابتعاد عن الخروج من المنزل وقت الظهيرة، والحصول على كميات وافرة من السوائل طيلة اليوم، حتى لو لم يشعروا بالعطش والجفاف، وذلك لحماية أنفسهم.
وتشهد دول كثيرة في العالم أحوال طقس غير مسبوقة، بلغت فيها درجات الحرارة أرقامًا قياسية لم تسجلها من قبل، ما يفرض على الناس تغيير عاداتهم وتقاليدهم في التعامل مع فصل الصيف.