الماء ضروري للحياة، وهو واحد من أهم الموارد للبشر.. ومع ذلك، فإن التسمم بالمياه يشكل تهديداً خطيراً، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية شديدة، وقد يحدث التسمم بالمياه عندما يشرب الشخص الكثير من الماء في فترة زمنية قصيرة، ما قد يؤدي إلى اختلال توازن الشوارد في الجسم.
ما "تسمم الماء"؟
يعرف تسمم الماء بالعديد من الأسماء العلمية، منها: (نقص صوديوم الدم، وتسمم المياه، وسُمية المياه، والإفراط في الترطيب)، كل ذلك يندرج تحت تأثير مستويات الماء العالية في الجسم، حيث يساعد الصوديوم الأعصاب والعضلات وأنسجة الجسم الأخرى على العمل بشكل صحيح. ومن المهم الحفاظ على ضغط دمك، وعندما يزيد عن الحد، يسبب مشاكل صحية خطيرة، قد تصل للوفاة.
أعراض "تسمم الماء":
إذا شربت الكثير من الماء بسرعة كبيرة، فإنك تخفف الصوديوم في دمك، وهذا يؤدي إلى حركة الماء إلى الخلايا في دماغك، ويتضخم الدماغ، ما يسبب مشكلة صحية خطيرة، قد تؤدي لظهور هذه الأعراض:
· تشنجات العضلات أو ضعفها.
· الغثيان والقيء.
· الطاقة المنخفضة.
· الصداع.
وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تؤدي "تسمم الماء" إلى:
· النوبات.
· الغيبوبة.
· الموت المفاجئ.
ما الذي يسبب "تسمم المياه"؟
عادة، تحدث "سمية المياه" بسبب تناول الكثير من الماء، ويمكن أن تشمل هذه الأسباب ما يلي:
1. فقدان الإلكتروليت في الجسم:
يعتبر الإفراط في تناول الماء هو السبب الأكثر شيوعًا لـ"تسمم الماء". والأشخاص الذين يشربون كميات كبيرة من الماء، في فترة قصيرة، مثل الرياضيين، وعدائي الماراثون، والأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة، معرضون لخطر الإصابة بـ"تسمم الماء". بالإضافة إلى ذلك، إن الأشخاص الذين يعانون حالات طبية معينة، مثل أمراض الكلى، أكثر عرضة لـ"تسمم الماء".
وأحد أسباب خطورة الإفراط في الماء، هو أنه يخفف الشوارد في الجسم، أي الإلكتروليت، وهي معادن تساعد على تنظيم توازن السوائل في الجسم، فعندما يكون هناك الكثير من الماء في الجسم، يصبح تركيز الكهارل (الشوارد) منخفضًا جداً، ما يؤدي إلى نقص صوديوم الدم.
2. مستويات منخفضة من المنحل بالكهرباء:
يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات الإلكتروليت، خاصة انخفاض مستويات الصوديوم إلى "تسمم الماء". وفي بعض الحالات، قد يؤدي شرب الكثير من الماء إلى إفراز الكلى للصوديوم الزائد، ما يؤدي إلى نقص صوديوم الدم، وهذا أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين يعانون حالات طبية معينة، أو يتناولون أدوية معينة.
تجدر الإشارة إلى أن مستويات الإلكتروليت المنخفضة يمكن أن تحدث، حتى إذا كان الفرد لا يشرب الكثير من الماء، ويمكن أن تتسبب بعض الحالات الطبية والأدوية في اختلال توازن الكهارل، ما قد يؤدي إلى "تسمم الماء"، إذا لم تتم إدارتها بشكل صحيح.
3. التعرق المفرط:
يؤدي التعرق المفرط إلى فقدان الماء من الجسم، وبالتالي يدفع بعض الأفراد إلى شرب المزيد من الماء لتعويض هذا النقص. ومع ذلك، إن شرب الكثير من الماء دون تجديد الإلكتروليت يمكن أن يؤدي إلى "تسمم الماء"، وهذا هو السبب في أن الرياضيين والأشخاص الذين يمارسون نشاطاً بدنياً شاقاً معرضون لخطر "تسمم الماء".
ولمنع "تسمم الماء"، من المهم شرب الماء باعتدال، وتجديد الإلكتروليت بانتظام، ويمكن القيام بذلك عن طريق تناول المشروبات الرياضية، أو الأطعمة الغنية بالإلكتروليت، مثل: الموز والأفوكادو والمكسرات.
ماذا يجب أن تفعل عند الاشتباه في "تسمم المياه"؟
إذا كنت تشك في إصابة شخص ما بـ"تسمم الماء"، فمن المهم التصرف بسرعة، والخطوة الأولى هي طلب المساعدة الطبية الطارئة على الفور، وأثناء انتظار وصول المساعدة الطبية، يجب أن تحاول إبقاء الشخص المصاب هادئاً وفي وضعية جلوس، إن أمكن. وإذا كان الشخص فاقداً للوعي، فضعه على جانبه لمنع الاختناق.
ومن الضروري عدم إعطاء الشخص المصاب أي شيء ليشربه، بما في ذلك الماء، فهذا يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع، وإلى مزيد من التعقيدات، وإذا كان الشخص يتقيأ، فاقلبه على جانبه لمنع الاختناق، وتنظيف مجرى الهواء إذا لزم الأمر.
ومن المهم، أيضاً، تزويد المهنيين الطبيين بمعلومات حول التاريخ الطبي للشخص المصاب، وكمية المياه التي استهلكها، إذ ستساعد هذه المعلومات الأطباء في تقديم أفضل علاج ممكن.
علاج "تسمم الماء":
يعتمد علاج "تسمم الماء" على شدة الأعراض. ففي الحالات الخفيفة، يمكن علاج الأمر عن طريق تقليل كمية الماء، والسماح للجسم بإفراز الماء الزائد بشكل طبيعي، بينما في الحالات الشديدة تلزم عناية طبية فورية.
وأحد أكثر العلاجات فاعلية لـ"تسمم الماء"، هو إعطاء محلول ملحي يحتوي على تركيز عالٍ من الصوديوم، ما يساعد على إعادة توازن الصوديوم في الدم، وعادة يتم إعطاء المحلول عن طريق الوريد، وتعتمد الجرعة على شدة الحالة.
وفي الحالات التي يعاني فيها المريض نوبات أو غيبوبة، قد تكون هناك حاجة إلى علاجات أخرى، تشمل إعطاء الأدوية المضادة للتشنج أو العلاج بالأكسجين.
كيفية الوقاية من "تسمم الماء":
يعد منع "تسمم الماء" أمراً بالغ الأهمية، وهناك العديد من الخطوات، التي يمكنك اتخاذها لتجنب هذه الحالة:
أولاً: من المهم شرب الماء باعتدال، وتجنب الإفراط في استهلاك الماء في فترة زمنية قصيرة.
ثانياً: من المهم أن تكون على دراية بعلامات وأعراض "تسمم الماء"، واتخاذ الاحتياطات اللازمة؛ إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه في خطر.
ثالثاً: إذا كنت رياضياً، فمن الضروري ترطيب نفسك بالماء الذي يحتوي على الإلكتروليت؛ للحفاظ على توازن الصوديوم والماء في جسمك، ويمكن أيضاً شرب المشروبات الرياضية، التي تحتوي على الإلكتروليت قبل النشاط البدني وأثناءه وبعده.