حينما كان الناس يفقدون حاسة الشم، أثناء جائحة "كورونا"، كانوا يهرعون إلى المستشفيات، ومراكز الفحص، للتأكد من الإصابة بفيروس "كوفيد-19"، باعتبار أن فقدان حاسة الشم واحدة من أبرز علامات الإصابة بالفيروس. وحاسة الشم تعد جزءاً مهماً من أجزاء الجهاز التنفسي، حيث إن جهاز الشم في تصميمه الأساسي مماثل لأجهزة الحواس الأخرى، فهناك خلايا تستقبل المحفزات، وتقوم الخلايا العصبية بنقل المحفزات، وتعالج هذه المعلومات والمحفزات الواردة بأجزاء من الدماغ، ويتم تحويلها إلى إحساس وأفكار مرتبطة بذلك الإحساس.

  • تفقدوا حاسة الشم.. فغيابها قد يشير إلى أمر خطير

لكن دراسة جديدة، نشرت في "NEUROLOGY"، المجلة الطبية للأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب، بيّنت أن فقدان حاسة الشم، في الأوضاع الطبيعية التي تخلو من الجوائح، يشير مباشرة إلى احتمالية إصابة الشخص بمرض الزهايمر.
وأجريت الدراسة على 865 متطوعاً، خضعوا لاختبارات تتعلق بمدى قدرتهم على اكتشاف الروائح والتعرف عليها، كما خضعوا لاختبارات أخرى تبين القدرة على التعامل مع الذكريات القديمة، وإدراكهم ما يدور حولهم، كما خضعوا لاختبارات أخذ عينات من حمضهم النووي، لمعرفة إذا ما كانوا يحملون جين "APOE4" أم لا.
وكشفت الدراسة أن الأشخاص، الذين يحملون جين "APOE4"، لديهم مخاطر أعلى للإصابة بمرض الزهايمر، وفقدان القدرة على الشم، وتبين أن حاملي الجين كانوا يكتشفون الروائح بنسبة أقل من غيرهم، كما لوحظ انخفاض قدرات الشم لدى الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 65 و69 عاماً، عدا انخفاض قدرات التفكير والإدراك لديهم، بصورة أسرع من نظرائهم الذين لا يحملون ذلك الجين.

ويبين مؤلف الدراسة، الدكتور ماثيو غودسميث، من جامعة شيكاغو، أن اختبار قدرة الشخص على تمييز الروائح عبر حاسة الشم، ينبئ عن قدرته على التعامل مع مرض الزهايمر، والقدرات الإدراكية في مرحلة متقدمة من عمره.
وقال الدكتور ماثيو: "قدرتنا على فهم دور حاسة الشم، وارتباطها العصبي، يساعدنا على مواجهة الأمراض العمرية المتقدمة، ويمكن لنا أن نتنبأ بالمخاطر المستقبلية على صحة الإنسان. وبحسب منظمة الصحة العالمية، في آخر تقرير لها بشهر مارس الماضي، يبلغ عدد المصابين بمرض الزهايمر حول العالم، أكثر من 55 مليون شخص، يعيش أكثر من 60% منهم في البلدان المنخفضة، والمتوسطة الدخل. وكل عام، يُسجل ما يقرب من 10 ملايين حالة جديدة. وينتج مرض الزهايمر، أو الخرف، عن مجموعة متنوعة من الأمراض والإصابات التي تؤثر في الدماغ.