لا يتوقف علماء الفيزياء عن إيجاد إجابات لمئات الأسئلة حول نظرية نشوء الكون، فمع كل اكتشاف جديد، يقضون سنوات طويلة في البحث عن أصله، وطريقة نشوئه.
ومنذ سنوات عدة، أجمع العلماء على وجود أربع قوى خارقة للطبيعة، موجودة بيننا، نتعايش معها، وصارت ثابتة، ينطلقون منها للبحث عن إشارات جديدة لها علاقة بالمستقبل، منها ما كشفت عنه منشأة FERMILAB الأميركية لمسرع الجسيمات، التي تدعي وجود إشارات ذرية، يمكن أن تكشف عن وجود قوة خامسة خارقة للطبيعة.
وإلى حين التأكد من وجود هذه القوة الخامسة.. هل سمعتم شيئاً عن القوى الأربع المتفق عليها بين علماء الفيزياء؟

  • 4 قوى خارقة للطبيعة

القوى الأربع، بحسب الباحث وخبير المعلومات السوري فداء الجندي، هي: "قوة الجاذبية"، و"القوة الكهرومغناطيسية"، و"القوة النووية الشديدة"، و"القوة النووية الضعيفة".
والجاذبية نعرفها جميعاً، وهي التي نشعر بها أثناء تعاملاتنا اليومية، من حيث التوازن والمشي ووجود الأشياء التي نقوم باستخدامها يومياً، فضلاً عن دوران المركبة وثباتها على الشارع، وبالإمكان ذكر العديد من تفاصيل الحياة اليومية التي نعيشها، وللجاذبية حضور أساسي بها.
ويعود اكتشاف قوة الجاذبية إلى العالم إسحق نيوتن، من خلال حكاية سقوط التفاحة على رأسه، والمعروفة للجميع، حيث افترض وجود قوةٍ تجذب الأجسام إلى بعضها، وأطلق عليها اسم "الجاذبية"، ثم اقترح العالم ألبرت آينشتاين بعد قرون عدة من خلال نظرية النسبية العامة، فكرة أن الجاذبية ليست قوة أو جذباً بين الأجسام، بل هي نتاج لحنين الأجسام للمكان، حيث تؤثر الكبيرة منها تأثيراً ضئيلًا فيه.
وكبشر، نشعر ببعض تأثيرات القوة الكهرومغناطيسية، إذا تقاطعت مع مجال نقوم فيه بمهمات يومية، والقوة الكهرومغناطيسية ببساطة هي التي تتجاذب بسبب الأجسام ذوات الشحنة الكهربائية المختلفة، وتتنافر فيها الأجسام ذوات الشحنة الكهربائية المتماثلة، وهذه القوى تعمل وفق مستوى الذرات، فكل ذرة تتألف من نواة مركزية، وأجسام تدور حولها تسمى "إلكترونات".
أما القوة النووية الكبرى، فهي القوة التي تمسك البروتونات الموجودة في نواة الذرة، وتضمها إلى بعضها، لتبقى متماسكة ملتصقة، وهي بالتأكيد أكبر من القوة الكهرومغناطيسية، وإلا لما تمكنت من التغلب عليها، ولتنافرت البروتونات، وابتعدت عن بعضها.
في حين تؤدي القوة النووية الصغرى إلى النشاط الإشعاعي لبعض عناصر الذرة، وهي قوة معقدة، ويحتاج شرحها للتعمق في معادلات فيزيائية، ويضرب العلماء مثالاً عليها بتفكك النيوترون في نواة الذرات المشعة.