صير بني ياس.. واحة للترفيه والاسترخاء والمعرفة

جزيرة صير بني ياس هي إحدى الوجهات السياحية الترفيهية المهمة في إمارة أبوظبي، حيث توفر هذه المحمية الطبيعية، الفريدة من نوعها، ملاذاً للباحثين عن الاسترخاء والاستكشاف والاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة والحيوانات الجميلة التي تجوب المكان بحرية آمنة. وتعد صير بني ياس، التي استوطنها الإنسان قبل نحو 7500

جزيرة صير بني ياس هي إحدى الوجهات السياحية الترفيهية المهمة في إمارة أبوظبي، حيث توفر هذه المحمية الطبيعية، الفريدة من نوعها، ملاذاً للباحثين عن الاسترخاء والاستكشاف والاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة والحيوانات الجميلة التي تجوب المكان بحرية آمنة. وتعد صير بني ياس، التي استوطنها الإنسان قبل نحو 7500 سنة إحدى أكبر الجزر الطبيعية في أبوظبي، حيث تقع إلى الغرب من مدينة أبوظبي على بُعد 180 كيلومتراً، وتبلغ مساحتها نحو 87 كيلومتراً مربعاً، وتحتل مكانة فريدة، نظراً لما تمتلكه من مقومات عدة، فهي تضم أحد أهم المواقع الأثرية في الشرق الأوسط، والمنتجعات السياحية والترفيهية ومحمية للحياة البرية.

محمية طبيعية

جزيرة صير بني ياس، هي إحدى أكبر محميات الحياة البرية وبعد عقود من التطوير، أصبحت صير بني ياس موطناً لنحو 15 ألفاً من الحيوانات والطيور الطليقة، والملايين من الأشجار والنباتات، كما تتبع الجزيرة برامج تناسل عدة للفصائل المهددة بالانقراض.

يقول رشيد بكاس، مدير قسم الغرف في فنادق أنانتارا بجزيرة صير بني ياس، إن الجزيرة كانت صحراء قاحلة لا خير فيها ولا نماء، لكن برنامج «تشجير الصحراء» أثمر زراعة حوالي مليون و200 ألف شجرة من أشجار السدر، فضلاً عن أشجار السافانا التي توجد بكثرة في المناطق القريبة من المحمية، خاصة بالقرب من فلل السهل التابعة لـ«أنانتارا»، وأشجار السدر، والتي تزيد على مليون شجرة، و1500 شجرة من أشجار السواك، و5000 شجرة من أشجار الزيتون، وكلها تُروى عبر تحلية مياه البحر. ويوضح بكاس: «شهدت المحمية استقدام مجموعة متنوعة من الحيوانات، تشمل كل أنواع الغزلان والزرافات والفهود والضباع، والماعز البري، وطيور النعام والطاووس والحبارى، وأنواعاً أخرى من الطيور».

  • المحمية تتبع برامج تناسل عدة لفصائل الحيوانات المهددة بالانقراض.

توازن بيئي

تماشياً مع الحفاظ على التوازن الطبيعي للبيئة، تم إطلاق مجموعة من الثعابين غير السامة صغيرة الحجم، للقضاء على الحشرات الصغيرة حتى لا تزيد على العدد المطلوب، وفي الوقت نفسه تعتبر غذاء لطيور الطاووس. ويشهد الزائر للمحمية عملية صيد الفهود الجائعة لبعض الغزلان، وهذا يحدث مرة كل يومين، كما يشاهد أيضاً الضباع التي تصطاد الغزلان، وفي «بعض الأحيان تقوم الضباع بقتل الغزلان من دون أن تكون جائعة، لأنها تشعر بسعادة بالغة عندما تُشبع غريزة السيطرة والهيمنة على المكان الذي توجد فيه». كما يقول بكاس، الذي يؤكد أنه لم تحدث أبداً أي حوادث هجوم على الزوار أو المرشدين أو القائمين على المحمية، من قبل الحيوانات المفترسة، نظراً للتنظيم المحكم الخاص بالمحمية.

  • صير بني ياس موطن لنحو 15 ألفاً من الحيوانات والطيور الطليقة.

مواقع أثرية

إضافة إلى المحمية الطبيعية، تضمّ صير بني ياس أحد أهم المواقع الأثرية في المنطقة، وحتى الآن تم اكتشاف 36 موقعاً أثرياً في الجزيرة، منذ أن بدأت أعمال المسح والتنقيب عام 1992. وتتضمن هذه المكتشفات مدفناً دائرياً يعود إلى 4000 عام، وبرج مراقبة محصناً، وبقايا لآخر الأديرة القديمة، الذي يرجع تاريخه إلى 600 عام ميلادي، ووجد في الصحراء قبل إنشاء المحمية، وحرصاً على مكانة الدير، واحترام جميع الأديان، وإعلاء قيم التسامح، تقرر الحفاظ عليه، كما تتم عمليات صيانة دورية له، ويعد أحد المزارات الموجودة في الجزيرة لنزلاء فنادق أنانتارا، وتبلغ مساحة الدير حوالي 5000 متر مربع قبل عمليات التوسعة.

جزر الصحراء

يمكن لزوار المحمية الاستمتاع بالكثير من الأنشطة، مثل: رحلات السفاري وسط الحيوانات في سيارات مكشوفة، واكتشاف طرق حماية الحيوانات، فضلاً عن ركوب الخيل بجوار الفهود في مناطق مفتوحة، وهناك رحلات ثقافية، وجولات تعريفية للاطلاع على تاريخ الجزيرة، ومشاهدة الفندق الرئيسي الذي يطلق عليه «جزر الصحراء».