أعشق الكتابة والإبداع الأدبي، إلى جانب الفنون التشكيلية أيضاً، وإلى جانب الرسم الثلاثي الأبعاد، أمتلك شغف الإبداع بمختلف أنواع الفن، بما فيها النحت، فأعمالي تندرج ضمن مدارس فنية عدة، مثل: التجريدية والسيريالية، كما أستوحي إبداعاتي من الواقع والخيال.. هكذا بدأت الفنانة التشكيلية الإماراتية، علياء جلبي، حديثها عن أنواع الفن الذي تقدمه، فهي شابة في مقتبل العمر استطاعت، مؤخراً، أن تدخل مجال الإبداع الفني إن كان بالرسم، أو الشمع المعطر، أو إعادة تدوير بعض الأشياء، لتبدع أشكالاً فنية مبتكرة وجذابة.
اكتشفت علياء جلبي محبتها للرسم والإبداع الفني في مرحلة مبكرة من حياتها، وكان الفن من أهم هواياتها في طفولتها، إلى أن تحول إلى عمل أساسي، فعرضت بعض أعمالها في متحف اللوفر بأبوظبي.. «زهرة الخليج» التقت الفنانة التشكيلية الإماراتية؛ فكان هذا الحوار: 

* من علياء جلبي، وفي ماذا تبدع؟
- هي فنانة إماراتية، حاصلة على بكالوريوس في العلاقات الدولية وعلم النفس، لديها اهتمامات عديدة ومختلفة في مجال الفن، منها: اللوحات الفنية التشكيلية، ورسوم الديجيتال، والطباعة والنحت، كما تصنع أيضاً الإكسسوارات بمادة «الريزن»، وطين البوليمر. وهناك، أيضاً، تصنيع الشمع بالمواد الطبيعية، المعاد تكرارها بروائح مختلفة، وأشكال متعددة. 

* من كان الداعم الأول لك؟
- بصراحة، كل من كان حولي قدموا لي الدعم، العائلة والأصدقاء، فمنذ أن بدأت الرسم وأنا أشارك رسوماتي مع الآخرين. شعرت بأنني متمكنة في مجال الفن، خصوصاً بعد أن أخذت بنصائح كل من حولي، واستمعت إلى تعليقاتهم الداعمة. 

* هل ورثتِ هذا الفن من أحد أفراد العائلة؟
- نعم، أظن أنني ورثته من والدتي وجدتي (رحمها الله). فكانت أمي ترسم بالزيت على الحرير في وقت فراغها كهواية. أمّا جدتي، فكانت تستغل وقت فراغها في الغزل والنسيج. فكان لهما الأثر الإيجابي في اكتشاف مهاراتي الفنية منذ الصغر. 

* هل الفن يعبّر عما بداخلك؟
- فعلاً، أنا بطبيعتي أعيش الحالة الفنية، لهذا السبب أشعر بأن كل رسوماتي تعبر عن الحالة أو الإحساس أو الشعور في تلك اللحظة. 

* تخصصك الأكاديمي مختلف كلياً، فما الذي دفعك إلى الفن التشكيلي؟
- الذي دفعني إلى الفن التشكيلي هو الوقت، والممارسة، وفهم مشاعري، فجميعها أعطتني إلهاماً آخر، وجعلتني أنظر إلى الفن من منظور آخر. 

* هل تصنفين فنك بأنه «تشكيلي»؟
- بالتأكيد، لأنه يمثل تعريف الفن التشكيلي باحتوائه على مناظر مأخوذة من الواقع، وصياغتها بطريقة جديدة. 

* بمن تأثرتِ من التشكيليين؟
- ليوناردو دافنشي، ورامبرانت فان راين، وكلود مونيه، وسلفادور دالي.. كلهم كان لهم أكبر تأثير عليَّ وعلى رسوماتي. 

* هل أدخلت الاستدامة ضمن موادك الفنية؟
- نعم، فلطالما كنت مهتمة بنظافة البيئة وشكلها، إذ يعتقد الكثير من الناس أن النفايات دائماً شيء قذر، لكن وجود أساليب إعادة التدوير ألهمني فني. بدأت فكرة استخدام المواد المعاد تدويرها منذ أربع سنين، لاسيما «إكسبو 2020» فقد دفعني إلى تكملة هذا المشروع لأهمية الموضوع. 

* هل تكتفين بورش عمل للتعليم، أم أنك تطمحين إلى إقامة معرض لأعمالك؟
- لقد حظيت بتجربة إقامة ورش العمل، ودائماً أحب تعليم الآخرين، ورسم البهجة على وجوههم. لكنني أطمح إلى إقامة معرض خاص بي، أظهر من خلاله أعمالي، لكن لن أتوقف عن تقديم ورش العمل حتى يستفيد الآخرون مني، وأستفيد منهم. 

* إلى أي مدى تعتقدين أن هذا الطموح سيتحقق يوماً ما؟
- أظن من أجل تحقيق هذه الطموح، يجب أن يكون لي اسم في عالم الفن، وأن أكون قادرة على افتتاح مركز للفنون، ويكون متاحاً للعامة، ليستطيعوا من خلاله التعبير عن أنفسهم، حتى لو لم يرسموا من قبل، ويكون المركز متاحاً بلا قيود، وبلا أحكام. 

* هل لديكِ مشاركات محلية؟
- نعم، فقد كانت لي مشاركة في المجمع الثقافي، ومعرض الكتاب الدولي بإمارة أبوظبي. 

* ألا تعتقدين أن فن النحت حكر على الرجال؟
- الفن بشكل عام عبارة عن طريقة للتعبير والتأمل، وأداة لعرض المواهب، ولا أظن أنه مقتصر على الذكور فقط، أو الإناث فقط. 

* في يومها.. ماذا تقولين للمرأة الإماراتية؟
- الحمد لله على نعمة الإمارات وحكامها وشيوخها؛ للدعم المستمر للمرأة الإماراتية؛ لتحقيق أحلامها وآمالها وأهدافها. ولكل امرأة، خاصةً الإماراتية، أقول: استمري في تطوير هذا البلد، وكوني رمزاً مبهراً، ولا تتوقفي عن العمل؛ لأن السماء ليست لها حدود، وبنات زايد لا يعرفن المستحيل.