المتابع لرحلة الفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب، يجد نفسه أمام شخصية فنية بالغة التعقيد، فالفنانة المولودة يوم الثامن من أكتوبر عام 1980، والتي ستحتفل بعيد ميلادها الثالث والأربعين قريباً، مرت بانعطافات فنية حادة، وفي كل مرة كان ينقذها من الغياب صوتها وإحساسها، وأغانيها التي تعيش في ذاكرة الناس، فهي تعيش رحلة فنية ملهمة.

  • شيرين عبدالوهاب قبل أكثر من 20 عاماً مع تامر حسني

"شيرين آه يا ليل":
عندما ظهرت شيرين قبل عشرين عاماً مع توأمها الفني تامر حسني في ألبوم واحد، أطلق عليها الجمهور لقب "شيرين آه يا ليل"، للتمييز بينها وبين مطربة أخرى هي شيرين وجدي، كانت تعيش ذروة النجاح في ذلك الوقت، يومها كانت شيرين تظهر للإعلام مرة باسم شيرين أحمد، وأخرى باسم شيرين عبدالوهاب، فاحتار الجمهور بماذا ينادي صاحبة الصوت، الذي سيبقى حاضراً في ذاكرته لسنوات كثيرة مقبلة، باعتبارها صوتاً طربياً ملهماً لا يتكرر بسهولة.

شراكة ناجحة مع تامر حسني:
في ألبوم شيرين الأول، الذي شاركت به مع النجم الجديد في ذلك الوقت تامر حسني، كان مكتشفها الفني المنتج نصر محروس ذكياً، فيومها لم تكن مواقع التواصل الاجتماعي موجودة، ولا تطبيقات "السوشيال ميديا" حاضرة لتساعد على الانتشار، كما لم يكن الإنتاج الموسيقي بخير تماماً، في ظل "قرصنة السيديهات والأشرطة"، وبالتالي كان المنتجون يخشون الإنتاج للأصوات الجديدة، فكانت فكرة نصر محروس تقديم ألبوم مناصفة بين الصوتين الجديدين: (شيرين وتامر)، بعنوان "فري ميكس 3"، ليراهن عليهما، بتقديم ألبوم من 6 أغنيات، ثلاث منها على شكل "ديو غنائي" بين تامر وشيرين. وحالما استوعب الناس النجاح المدوي لشيرين في أغنية "آه يا ليل"، وصاروا يبحثون عنها، كان ديو "لو كنت نسيت" مع تامر يحقق أيضاً انتشاراً جماهيرياً مدوياً، رسخ وجود شيرين كمطربة على الساحة الفنية، وساهم في زيادة نجومية تامر حسني، الذي كان يطرح نفسه مغنياً وملحناً في تلك الفترة، وحقق الألبوم مبيعات زادت عن 20 مليون نسخة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحسب تقديرات المنتج نصر محروس، التي أعلن عنها في لقاءات عدة، عقدها بعد النجاح الهائل للألبوم.

  • شيرين عبدالوهاب موهبة فنية فذة

أول ظهور فني:
وُلدت شيرين في حي القلعة، بمدينة القاهرة، وهي ابنة سيد محمد عبدالوهاب، ولديها أخ وأخت. وظهرت موهبتها الغنائية في المدرسة، حيث اكتشفها معلمها، وأقنع والدتها بأن تذهب إلى سليم سحاب، قائد أوركسترا في دار الأوبرا المصرية، وقد غنت شيرين أمامه فأعجب بصوتها، وعملت معه في الكورال بدار الأوبرا المصرية. وقبل أن يقدمها نصر محروس في ألبوم "فري مكس 3"، قدمت "ديو غنائياً" مع الفنان محمد محيي عام 2000، بعنوان "بحبك"، في ألبومه "صورة ودمعة".

  • شيرين عبدالوهاب

نجاحات ومهرجانات متتالية:
نجاحات شيرين الفنية، أخذتها إلى أبرز المهرجانات والمسارح العالمية، فغنت في بلدها مصر، و"جرش" و"قرطاج"، و"موازين"، والإمارات، والسعودية، وقطر، وحملتها إلى أوروبا وأميركا، وصنعت بأغانيها نجاحات مذهلة، قادتها لأن تحقق حضوراً مميزاً في مسلسل "طريقي" الدرامي، كما أن شهرتها كانت سبباً في أن تكون عضواً في برنامج "ذا فويس" لاكتشاف المواهب الغنائية لثلاثة مواسم متتالية، وفي أرشيف الغناء العربي، أغنيات لا يمكن تخطيها قدمتها شيرين بصوتها عميق الإحساس، القوي المشاعر، مثل: "مشاعر"، و"جرح تاني"، و"كتير بنعشق"، و"يا بتفكر يا بتحس"، و"بطمنك"، و"مش عايزة غيرك انت"، وغيرها.

  • شيرين عبدالوهاب مع ابنتيها

بنات شيرين:
ورثت ابنتا شيرين عبدالوهاب: "مريم"، و"هنا"، شكل والدتهما، وهما ابنتا الموزع الموسيقي الشهير محمد مصطفى، الذي انفصلت عنه شيرين عام 2012، بعد زواج استمر خمس سنوات، ويبلغ عمر مريم 14 عاماً، وعمر هنا 12 عاماً. وقالت عنهما شيرين، في أكثر من لقاء تلفزيوني، إنهما ورثتا شكلها وطيبة وحنية والدهما، وأنها تستثمر فيهما بالتعليم، خاصة أنهما تدرسان في مدارس أجنبية.

  • شيرين عبدالوهاب وطليقها والد ابنتيها محمد مصطفى

أزواج شيرين:
ارتبطت شيرين عبدالوهاب بخمسة رجال عاطفياً، لكنها لم تتزوج سوى ثلاث مرات.
زوجها الأول هو الموزع الموسيقي مدحت خميس، وهي الزيجة التي كشفت عنها شيرين في أحد لقاءاتها التلفزيونية، حيث بينت أن الزواج لم يستمر؛ لكونها كانت صغيرة في السن آنذاك، وأنها كانت تعلم أنها لن تستمر طويلاً، وسبب موافقتها هو إلحاح مدحت عليها، وتهديده بالانتحار في حال رفضت الزواج منه.
ثم ارتبطت شيرين بشخص يدعى "عصام"، كان مدير أعمالها في ذلك الوقت، عام 2004، بعد انفصالها عن مدحت خميس، لكن الارتباط لم يدم كونها لم تكن تحبه بشكل كبير.
أما الرجل الثالث، فهو رجل الأعمال أحمد غزالي، الذي أعلنت شيرين عن ارتباطها به عام 2006، لكن العلاقة لم تكتمل، ولم تصل إلى الزواج، بسبب عدم التفاهم بينهما.
وفي عام 2007، أعلنت شيرين زواجها من الموزع الموسيقي محمد مصطفى، وأنجبت منه ابنتيها: "مريم"، و"هنا"، لكن هذا الزواج لم يصمد أكثر من خمس سنوات، ونفت شيرين لاحقاً ما أشيع عن طلاقها بسبب خيانة زوجها، وقالت إن محمد مصطفى لم يخنها إطلاقاً وهو رجل جيد وأب مثالي، لكن القسمة والنصيب هما السبب وراء انفصالهما.
وآخر أزواج شيرين، هو الفنان حسام حبيب، الذي ترك الفن وتفرغ لإدارة أعمالها، وقد تم إعلان زواجهما عام 2018، ثم تم الطلاق بينهما في حادثة شغلت عشاق النجمة المصرية، وعادا مؤخراً إلى بعضهما، ولاتزال حياتهما الزوجية تمر بمشاكل وخلافات، وصلت إلى رفع دعاوى قضائية بين العائلتين، وإطلاق تصريحات صحافية صادمة، لكن آخر الأخبار يؤكد أنهما يعيشان مع ابنتَيْ شيرين دون أي مشاكل حالياً، وأنهما قررا طيِّ صفحة الماضي، وبدء حياة جديدة مليئة بالحب.

  • شيرين عبدالوهاب وحسام حبيب قصة أزمات

أزمات لا تنتهي:
لكن مشوار شيرين الفني المليء بالنجاحات، التي صارت بفضلها ملهمة لأجيال كثيرة، لم يخلُ من المشاكل والأزمات التي لاتزال تطاردها، فمن أزمة صدمة إعلان اعتزالها عام 2016، وعودتها عنه بعد أربعة أيام، إلى أزمة زواجها وطلاقها وعودتها إلى زوجها الحالي الفنان حسام حبيب، وما مرت به من أزمات من بينها قصة احتجازها في المستشفى لأيام عدة، وحلق شعرها "على الزيرو"، وظهورها حليقة الرأس بحفل أحيته في أبوظبي.

  • شيرين عبدالوهاب حليقة الرأس

كل هذه الأزمات كانت شيرين في كل مرة تتحداها وتمر منها بسلام، واليوم جمهورها ينتظر ظهورها الفني مجدداً في أغنيات أعلنت عن إطلاقها قريباً، وفي حفلات ستحييها قريباً.

  • شيرين عبدالوهاب.. رحلة فنية ملهمة

أحدث ظهور فني:
بعد غياب طويل، تستعد شيرين عبدالوهاب للغناء، مجدداً، وتعود لتلتقي جمهورها مساء يوم الجمعة المقبل، 25 أغسطس الحالي، في حفل ختام "موسم الجيمرز" بالعاصمة السعودية الرياض.
وهذا الحفل يؤكد، بشكل قطعي، انتهاء الخلافات والقضايا العالقة بين شيرين عبدالوهاب، وشركة روتانا، بسبب التأخر في تسليم أغاني ألبومها الجديد، وطرح بعض الأعمال الغنائية مسربة على "يوتيوب"، خاصة أن شركة روتانا هي منظمة الحفل الجماهيري الجديد، ما يعني أن ألبوم شيرين المقبل سيصدر قريباً، بناء على تصريحاتها الصحافية قبل أشهر عدة بأنها انتهت من تسجيل جميع أغانيه. ويشارك مع شيرين في إحياء الحفل كل من: الفنانة السعودية الشابة زينة عماد، ومغنية الراب الأسترالية إيجي إزايلا، والدي جي سودا.

  • شيرين عبدالوهاب في ذا فويس كيدز

معشوقة الجماهير:
راهن كثيرون ومنافسون على انخفاض شعبية شيرين، بسبب غيابها المتكرر عن الساحة، ومشاكلها المتلاحقة، وانتشار الكثير من الأخبار السلبية عنها بين الفينة والأخرى، إلا أن الحضور الجماهيري الطاغي لحفلاتها كلما قدمتها يؤكد أن المطربة المصرية تحظى بعشق كبير لدى محبي الفن الجميل، كما أن جميع أغنياتها التي طرحتها حظيت بنجاح هائل، وحفظها المستمعون عن ظهر قلب بشكل مباشر، ما يؤكد نجومية شيرين، التي يستحيل تجاهلها، أو النيل منها.