يميل بعض الناس إلى اختيار الدوام الليلي، بحثاً - في اعتقادهم - عن الهدوء، وقلة الصخب، ورغبتهم في قضاء نهارهم مستغرقين في النوم، أو لأن ظروفهم تضطرهم للعمل في مكانين مختلفين.
ومن أشهر الوظائف، التي تتطلب العمل ليلاً: الطب، والتمريض، والإعلام، والحارس الليلي، والطيران، والأرصاد الجوية خاصة في فصل الشتاء، ووظيفة الرد الآلي، وغيرها من المهن التي تتطلب العمل على مدار اليوم.
لكن الدراسة الطبية، التي قام بها باحثو جامعة يورك في كندا، ونشرت نتائجها صحيفة "ديلي ميل"، البريطانية، تبين أن العمل الليلي المستمر يضعف الذاكرة بنسبة 79%، مقارنة بالعاملين في وظائف نهارية ثابتة، بين التاسعة صباحاً والخامسة مساءً.

وقال الباحثون إن اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية (ساعة الجسم الداخلية)، قد يكون السبب في تأثر ذاكرة العاملين ليلاً، بعد أن قاموا بدراسة بيانات 47811، تضمنت معلومات عن أوقات عملهم، وأجروا لهم اختبار الوظائف الإدراكية، ووجدوا أن 79%، ممن أجريت عليهم الاختبارات، لديهم معدلات أعلى لفقدان الذاكرة.
ويرى أستاذ علم الأعصاب في جامعة أكسفورد الأميركية، راسل فوستر، أن نتائج الدراسة مؤلمة، وتبعث تحذيراً مباشراً إلى أولئك الذين يفضلون العمل في ساعات الليل فقط، كون هذه العملية تزيد مخاطر الضعف الإدراكي لديهم.
وتتفق الدراسة الجديدة مع دراسات سابقة، أجريت على طياري الخطوط الجوية، الذين يطيرون لمسافات طويلة ليلاً، حيث كانت تلك الدراسات قد بينت ارتباطاً بين النوم، واضطراب الساعة البيولوجية في جسم الإنسان، مع النتائج الصحية الموجودة لديهم.

مخاطر العمل الليلي

ويبين موقع "صحتي"، الطبي، مجموعة من المخاطر، التي يتسبب فيها العمل الليلي بجسم الإنسان، منها: التعارض مع إيقاعات النوم الطبيعية، حيث يتعارض العمل الليلي مع فوائد النوم، التي من بينها: التخلص من السموم، وتقليل الإجهاد.
كما يرفع العمل الليلي نسبة الإصابة بالنوبات القلبية، بسبب التغير الجذري في عادات النوم، ما يؤثر في ضغط الدم، والدورة الدموية، كما يؤثر سلباً في الصحة العقلية والنفسية، وبالتالي من الطبيعي أن يزداد خطر الإصابة بالاكتئاب واضطرابات المزاج الحادة، إضافة إلى الكسل والخمول والتعب الدائم في النهار.
ويؤدي العمل الليلي، أيضاً، إلى عدم تعرض جسم الإنسان أثناء النهار لضوء الشمس، ما يمنع إنتاج الجسم هرمون الميلاتونين، وبالتالي سيشعر الشخص بالتعب، حتى لو نام طيلة ساعات النهار، كون الميلاتونين هو المسؤول عن دورات النوم والاستيقاظ في جسم الإنسان.