لم يبقَ مضمار إلا ودخله الذكاء الاصطناعي. وآخرة الصيحات الجديدة، هي إعلان إحدى الشركات العالمية استثمار الهوس بتقنيات الذكاء الاصطناعي في تحديد رواتب الموظفين!
وإن كان الخبر يبدو مثيراً، لمن يعملون بجهد وكفاءة، وينتظرون من البرمجيات التقنية الجديدة التي غزت العالم، وسيطرت على عقول معظم الناس، إنصافهم نتيجة الجهد الذي يقدمونه، يعد هذا الخبر سيئاً للعاملين الذين أدمنوا الراحة، وصار العمل روتيناً عندهم بعيداً عن الابتكار والتجديد، وتعتمد زيادة رواتبهم وتحسنها على العلاقات الشخصية.

 

فكرة مبتكرة:

لكن، إلى أي مدى ستكون الفكرة المبتكرة، التي نشرها موقع "البوابة"، المختص بالمعلومات التقنية، والتي أعلنت "Pactum AI"، وهي شركة التفاوض الآلي على المشتريات الكبرى عالمياً، رغبتها في ترك مسألة تحديد الرواتب وزيادتها للذكاء الاصطناعي؟
يشعر معظم الموظفين حول العالم بالغبن، نتيجة الاضطرابات التي سببتها جائحة "كورونا" على مدى عامَيْ: 2020 و2021، حيث تسبب اللجوء لنظام العمل عن بُعْد، من بيوت الموظفين، في الخلط بين الحياة العملية والشخصية، ما أدى إلى اعتداء الكثير من المديرين على خصوصية موظفيهم، والطلب منهم العمل لساعات أطول من بيوتهم، بلا تقدير أو مزايا مالية، تتناسب مع الجهد الذي يقومون به.
ويشير التقرير الصحفي إلى أن شركة "Pactum AI"، تستخدم روبوتات الذكاء الاصطناعي في تدريب الموظفين على مهارات التفاوض مع العملاء، على شراء البضائع، وقررت إضافة ميزة التفاوض على الراتب، والزيادة السنوية، بين الموظفين والروبوتات، بدلاً من المفاوضات البشرية، بناء على تقييم حجم الإنجاز الفعلي للأعمال الموكلة للموظفين، وعدد ساعات العمل، واستعاضة عن التفاوض البشري؛ كونه يستغرق وقتاً أطول، ويستنزف أعصاب الموظفين والإدارة معاً.

 

ردود فعل إيجابية:

وبين الرئيس التنفيذي لشركة "Pactum AI"، مارتن راند، أن ردود فعل الموظفين على تجربة التفاوض عبر الذكاء الاصطناعي، حول الرواتب والمزايا الممنوحة لهم، تعتبر إيجابية ودقيقة، وتمنحهم خيارات كثيرة للاستفادة منها، ويقول: "يدرك الموظفون أنهم يفاوضون جهة دقيقة، تمنحهم ما يستحقون، بناءً على الجهد الذي يبذلونه في العمل، والموظف النشيط والمتميز سيجد أنه يستحق زيادة راتبه ومميزاته الوظيفية، بناءً على سجله العملي، ويكون بإمكانه الاختيار بين امتيازات عدة، توفرها له الشركة بسلاسة".
وأشار راند إلى أن المعلومات الأساسية لطبيعة العمل، وسلم الرواتب، وطرق منح الموظفين المهرة مزاياهم الإضافية، تُعطى لنظام الذكاء الاصطناعي، الذي يقوم بالمفاضلة بين النتائج، واختيار أفضلها للشركة وللموظف دون تحيز. لكن راند في ذات الوقت لا يرغب في توسيع تطبيق فكرة المراجعة السنوية لأداء الموظف، وتعميمها على بقية الشركات، مفضلاً تركيز الشركة على مواصلة أتمتة مفاوضات التعامل مع الشركات الموردة والزبائن المحتملين.