تنعم الرياضة النسائية في الإمارات، وخاصة رياضة «أصحاب الهمم»، بدعم سخي من القيادة، وذلك من خلال إنشاء أفضل الأندية والمرافق والمعدات الرياضية الخاصة بهم، فضلاً عن توفير أمهر المدربين لصقل مهارات اللاعبات في شتى الرياضات الخاصة بأصحاب العزيمة، الأمر الذي أسهم في بروز كوكبة من البطلات القويات، اللاتي تألقن في المحافل الآسيوية والعالمية والأولمبية، متحدّين إعاقاتهن الجسدية بالإرادة والتصميم والعمل المتواصل، لتؤكد الرياضة النسائية في الإمارات تفوقها أيضاً على صعيد «صاحبات الهمم».. «زهرة الخليج» تلتقي أبرز البطلات الإماراتيات اللاتي تركن بصمة قوية في عالم رياضة «أصحاب الهمم» وترصد نجاحاتهن.

مريم المطروشي:

الإمارات بيئة مثالية لصنع البطلات

قالت لاعبة منتخب الإمارات لأصحاب الهمم، مريم المطروشي، إن المرأة الإماراتية وخاصة صاحبات الهمم منهن محظوظات بنشأتهن في دولة الإمارات التي توفر البيئة المثالية لنبوغ وصنع بطلات يتمكن من المنافسات على الصعيد الآسيوي والعالمي بقوة وجدارة.

وترجمت المطروشي دعم القيادة إلى إنجازات وميداليات على الصعيد العالمي والآسيوي، بعد مشاركتين في لندن 2012 وريو 2016، حققت من خلالهما المركزين الثامن والسابع على التوالي، إلى جانب تحقيق الميدالية البرونزية في «آسياد جاكرتا»، ولأنها ذات إرادة «صاحبة همة» فقد حققت العديد من الإنجازات وتبقى لها الحلم البارالمبي، الذي تمتلك كل مقوماته بعد تكريمها قبل  سنوات ضمن «الأوائل» كأول لاعبة من صاحبات الهمم تحصل على ميدالية فضية في الألعاب العالمية للكراسي المتحركة.

سارة السناني:

لا مستحيل مع العزيمة والإصرار

أكدت لاعبة منتخب الإمارات لأصحاب الهمم، سارة السناني، أن فئة أصحاب الهمم برهنت على أن لا مستحيل مع العزيمة والإصرار، بفضل الدعم الكبير المقدم لهم من أصحاب السمو شيوخ الإمارات، لإيمانهم بدورهم الفعال وحقهم الأصيل في التشجيع والمساندة، مشيرة إلى أن صاحبة الهمة الإماراتية على وجه الخصوص تسير بخطى ثابتة في طريق النجاح والتميز، حتى أصبح الجميع يرونها، في مختلف الميادين الرياضية داخل وخارج الدولة، تحقق إنجازاً تلو الآخر.

وقد دخلت البطلة سارة السناني عالم الرياضة من أوسع أبوابه، عندما حلقت بأول ميدالية لابنة الإمارات في تاريخ مشاركة الرياضة النسائية في الألعاب البارالمبية، حيث أحرزت برونزية رمي الجلة في فئة «إف 33» في الدورة، التي نظمت بالمدينة البرازيلية ريو دي جانيرو عام 2016، كما حققت الميدالية البرونزية في بطولة «الألعاب العالمية للشباب» عام 2012، والتي نظمت في التشيك، وفي عام 2017 انتزعت المركز الرابع في بطولة العالم لألعاب القوى، وحصلت أيضاً على ميدالية ذهبية في رمي الجلة في دورة ألعاب غرب آسيا، وانتزعت الميدالية البرونزية في دفع الجلة في دورة الألعاب الآسيوية عام 2018، فضلاً عن تحقيق ذهبيتي دفع الجلة ورمي الرمح في الدورة الرياضية السادسة لرياضة المرأة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي أقيمت في الكويت 2019.

ثريا الزعابي:

عبرت إلى الذهب على جسر الإعاقة

أكدت لاعبة منتخب الإمارات لـ«أصحاب الهمم»، ثريا الزعابي، أن الرياضة بصفة عامة، ورياضة «أصحاب الهمم» بصفة خاصة، تحتاج إلى دعم حقيقي، سواء مادياً أو معنوياً، ليؤتي مجهود اللاعبين واللاعبات ثماره في حصد الإنجازات، فكيف لنا أن نحكم على إخفاقات الرياضيين في البطولات قبل أن نسأل عن الإعداد الذي تلقاه الأبطال والبطلات قبل خوض غمار الأحداث الرياضية، لنتمكن من تقييم التجربة بالشكل العادل.

وعلى الرغم من إصابة ثريا في سن الـ27 بجلطة في الرأس أدت إلى ارتخاء عضلي بنصف جسمها الأيسر، فإنها تمكنت من تحويل إعاقتها إلى جسر تعبر من خلاله إلى مرحلة جديدة مليئة بالنجاحات، وحققت 3 ذهبيات في دورة الألعاب الرابعة لرياضة المرأة بدول مجلس التعاون الخليجي، كما حصلت على برونزية الألعاب العالمية لذوي الإعاقة الحركية والبتر التي أقيمت في روسيا، فضلاً عن فوزها بفضية في بطولة الخليج التاسعة لألعاب القوى، وذهبية وبرونزية في البطولة الدولية لألعاب القوى، قبل أن تنتزع ذهبيتين في الألعاب الآسيوية شبه الأولمبية التي أقيمت بغوانزو في الصين، وتحقق برونزية وفضية في الألعاب العالمية لذوي الإعاقة الحركية والبتر التي أقيمت بالإمارات، إلى أن حصلت على برونزيتين في الرمح والقرص بدورة ألعاب غرب آسيا البارالمبية.

سهام الرشيدي: 

تغيير المسمى سرُّ التفوق

كشفت لاعبة منتخب الإمارات لرياضة «أصحاب الهمم»، سهام الرشيدي، أن سر تميز صاحبات الهمم الإماراتيات، وتفوقهن في المحافل العالمية، هو تغيير المسمى، الذي كان يطلق على ذوي الاحتياجات الخاصة من معاقين إلى «أصحاب همم»، بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إذ منحهن سموه الفرصة لمواصلة مشوار الإنجازات بكل فخر وقوة.

ولع الرشيدي بمتابعة بطولات القرص العالمية للأسوياء، قادها لدخول عالم «أم الألعاب» في رياضة أصحاب الهمم عام 2005، معلنةً رفضها الاستسلام لمرض شلل الأطفال، لتحلق في سماء الرياضة المحلية والدولية بنجاحات ذهبية، حيث لقبتها مدربتها بـ«سفيرة الطاقة الإيجابية»، لقدرتها الفائقة على إهداء كل من حولها طاقة أمل ونور، وقد تمكنت سهام خلال مسيرتها من تحقيق العديد من الإنجازات أبرزها حصد فضية القرص وبرونزيتي دفع الجلة والرمح في دورة غرب آسيا البارالمبية الأخيرة التي أقيمت بالأردن، وتحقيق 3 ذهبيات في دفع الجلة ورمي الرمح وقذف القرص بالدورة الرياضية السادسة لرياضة المرأة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي أقيمت في الكويت، فضلاً عن فوزها في انتخابات مجلس اللاعبين القاري الذي أقيم على هامش دورة الألعاب الآسيوية التي استضافتها جاكرتا.

طارق بن خادم: البطلات رسمن الفرحة بقوة الإرادة

أكد رئيس مجلس إدارة نادي الثقة للمعاقين، الدكتور طارق سلطان بن خادم، أن فرسان وفارسات الإرادة عودوا شعب الإمارات على الفرحة، رافعين علم الدولة عالياً خفاقاً، بفضل الدعم الذي تحظى به رياضة أصحاب الهمم من القيادة الرشيدة التي هيأت كل عوامل النجاح لها، بغية الوصول إلى منصات التتويج وحصد الألقاب.

وقال بن خادم إن تنظيم الإمارات العديد من البطولات الرياضية الكبرى الخاصة بأصحاب الهمم، يصب في مصلحة الرياضة الإماراتية، حيث يكتسب اللاعبون واللاعبات الخبرات من الاحتكاك بأبطال عالميين وكسر الحاجز النفسي لديهم، وكذلك اكتساب المدربين والمصنفين الخبرات والتعرف إلى أحدث ما وصلت إليه قوانين الاتحاد الدولي.

وأشار إلى أن نجاح الإمارات في استضافة وتنظيم العديد من البطولات الدولية لرياضة «أصحاب الهمم» نابع من رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة، لهذه التظاهرات الرياضية الكبرى، التي عملت على جذب أنظار العالم إلى الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها دولة الإمارات في مجال رياضة أصحاب الهمم.