بفضل قدراتها المدهشة، وإلهامها اللامحدود، تجسد التشكيلية ومصممة الغرافيك الإماراتية، الشموس الحوسني، حقيقة الإبداع، من خلال خبرتها المتنوعة، وعملها مدربةً معتمدةً ورائدة أعمال، إذ تمتلك خبرة واسعة بمجال التصميم والتسويق، وتجمع بين الرؤية الإبداعية والمهارات التقنية المتقدمة، مع قدرة استثنائية على التواصل والتفاعل اجتماعياً. وتستخدم هذه المواهب لتحفيز الناس وإلهامهم للتفوق في مجالاتهم الخاصة، وتوجيههم نحو طاقاتهم الكامنة، من خلال رؤية مستقبلية ثاقبة، تترك بصمتها في كل مشروع تلمسه.. في هذا الحوار معها، ألقينا نظرة على تجربتها الفريدة:
• ما المصادر التي تستلهمين منها إبداعاتك الفنية والتصميمية؟
- هنالك الكثير من المصادر التي أستلهم منها؛ فكوني إنسانة بصرية تشد انتباهي بعض المنتجات في الأسواق، وطريقة تسويقها، واللوحات الفنية، فدائماً أحب أن ألتقط صوراً لهذه الأعمال؛ لتكون مرجعاً لي. وأيضاً عند زيارة أي دولة؛ أحب أن ألتقط بعض الصور؛ لتكون مصدر إلهامي لبعض الأعمال، وفي بعض الأحيان أستخدمها في أعمالي الفنية؛ لإنتاج مزيج من الطبيعة وشيء من الخيال.
لغة بصرية
• ما القصة وراء أول عمل فني قمت بتصميمه؟
- كوني أحب الإبداع منذ الصغر؛ هنالك الكثير من اللوحات التي عملت عليها، والتي تحمل وراءها قصصاً، لكن النقطة التي بدأت بها مشاركة أعمالي كانت هي المميزة بالنسبة لي. عندما شاركت في معرض «FESTEMBER»، استعرضت لوحات عدة. وكان مميزاً بالنسبة لي هذا التحدي، الذي خضته بمشاركة لوحاتي مع عامة الناس، وكذلك إنتاجها في مدة زمنية قصيرة. وحضر إلى هذا المعرض كثير من الناس، فكان سماع الكلمات المشجعة منه ومنهم حافزاً لانطلاقتي في عالم الفن والتصميم، والمشاركة في مشاريع عدة.
• كيف تستخدمين الألوان واللغة البصرية؛ للتعبير عن رؤيتك الفنية، والمفهوم الذي ترغبين في توصيله؟
- تلعب الألوان دوراً حاسماً في الفن، ويمكن أن تثير مشاعر مختلفة، وتحدد المزاج، وتنقل المعنى. فبحسب نوع العمل ورسالته، أستخدم الألوان. فمثلاً لو كان التصميم/ اللوحة يستهدف الفئة الشبابية، ستكون ألوانه مشرقة، كما أن رسالته دائماً تختلف حسب نوع اللوحة. ورسالتي للمبدعين الفنانين هي ألا يخشوا خوض مغامرة تصميم نهج خاص بهم في عالم الفن، فليست هنالك قواعد معينة. وكلما تميز الفنان في أعماله، ووضع بصمته الخاصة؛ كلما شد انتباه الجمهور أكثر، وتميز.
• كيف تؤثر التكنولوجيا الحديثة، والوسائط المتعددة، في عملك الفني، وكمصممة غرافيك؟
- لأنني مصممة وسائط إعلام متعددة (Multimedia Designer)؛ يكون الجانب التكنولوجي مهماً للغاية بالنسبة لي. الآن، العالم تتم رؤيته عبر ضغطة زر من خلال الوسائط المتعددة، فأكثر التصاميم والأخبار يتم تداولها من خلالها، وهنا يأتي دوري لجعل هذا المحتوى سهلاً وممتعاً للمشاهد. هنالك بعض رواد الأعمال الذين يسوقون منتجاتهم عبر الوسائط المتعددة، ولديهم الكثير من المنافسين. وكوني رائدة أعمال في مجال التصميم، وصاحبة (@sunsetDesigns_ )، أحب أن أسهل على العميل هذه المسألة، إذ أقوم بالبحث والتصميم بالشكل المناسب للفئة التي يستهدفها العميل، والتكنولوجيا تسهل تنفيذ تصاميم تفاعلية، وتجارب رقمية مبتكرة.
• كيف تجمعين بين العناصر التقليدية والحديثة في أعمالك.. الفنية والتصميمية؟
- في أي عمل، أبدأ دائماً بالعناصر التقليدية، مثل: فرشاة الألوان، والأقلام، بعد ذلك أنقل هذه الرسومات إلى الحاسوب ليتم تعديلها، أو أقوم برسم المسودات ببرامج التصميم والرسم الحديثة.
إبداع.. وتطوير
• ما التحديات التي واجهتك خلال مسيرتك في مجالاتك المختلفة، وكيف تعاملت معها؟
- أول التحديات التي واجهتها كان إنشاء أسلوب خاص بي في التصميم. لكن، حالياً، مع البحث والتجربة لم أعد أخشى تغيير النمط، وعدم الالتزام بأسلوب معين، وهذا ساعدني - كرائدة أعمال - عند العمل في أي مشروع يخص العملاء، حيث تختلف شخصياتهم وأذواقهم، الأمر الذي جعلني أكثر مرونة في تصميم أشياء مختلفة ببرامج عدة، وباستخدام أكثر من تقنية، ودائماً تكون النتيجة فريدة وجميلة.
• كيف ترين دور الفن في تعزيز التغيير الاجتماعي والثقافي؟
- الفن يعبر عن الروح الإبداعية والموهبة الشخصية، وبالتالي يمكن أن يكون قوة محركة للتغيير الاجتماعي والثقافي. يمكن للفن، كذلك، أن يثير الانتباه إلى قضايا مهمة، ويشكل رؤية جديدة للعالم، ويساعد على نقل رسائل قوية ومؤثرة. من خلال التصاميم والأعمال الفنية، يمكن للفنانين التعبير عن المشاعر والمفاهيم المعقدة، والمشكلات الاجتماعية، التي يشهدها المجتمع.
• هل تستخدمين فنك وتصاميمك؛ للتعبير عن قضايا معينة؟
- أحب أن أستخدم فني في نقل ثقافتنا الإماراتية، والمناسبات الإسلامية، مثل: العيد، ورمضان، وأيضاً في التعبير الإيجابي عن إنجازات الشباب؛ فهذا يساعد المجتمعات الأخرى، أيضاً، في التعرف إلى مجتمعنا بطريقة فنية.
• كيف تعززين إبداعك، وتحافظين على تطور أعمالك؟
- هناك أشياء عدة تعزز إبداعي، وتدفعني دائماً إلى تطوير أعمالي، مثل: زيارة المعارض الفنية، والتواصل مع الفنانين؛ لتوسيع آفاقي الفنية، وحضور ورش تدريبية متعلقة بالفن والإبداع. بالإضافة إلى ذلك، الموازنة، والاسترخاء، وأوقات الراحة، كذلك، تساعدني على تجديد أفكاري، والحفاظ على تطوري المستمر.
• ما طموحاتــك.. كفنـانة تشـكيلية ومصممة غرافيك ورائدة أعمال؟
- أن أكون دائماً ملمّة بأحدث التقنيات، ومواكبة الإبداع والتصميم. وأن أساعد رواد الأعمال الشغوفين بتصميم هوية العلامات التجارية. إضافة إلى المشاركة في مشاريع مهمة على مستوى الوطن العربي والعالم. ومهم بالنسبة لي، أيضاً، أن أترك بصمة ملهمة وإيجابية؛ كوني فنانة عربية - إماراتية في عالم الفن والإبداع.